كتبت الفايننشال تايمز أن الربيع العربي الذي ألقى بثلاثة حكام مستبدين من نافذة الخريف، ما زال في جعبته مفاجآت أخرى. وآخرها تلك الإيماءة من الجامعة العربية التي جسدت الإرادة الجماعية لتجميد عضوية سوريا ونظامها بعد رفضه الانصياع إلى ما تم الاتفاق عليه واختار شن حرب على شعبه وزاد في الاعتقال والتنكيل.

وتساءلت الصحيفة ما إذا كان الدخول المتردد للجامعة في هذا القتال سيحدث أي فارق في آلياتها المعيبة، وردت باحتمال ذلك. وقالت إن قرار تعليق العضوية ما زال يجب أن يؤكد في اجتماع وزراء الخارجية بالرباط يوم الأربعاء. وما سيعجل هذا الأمر هو هجوم بلطجية الحكومة على بعثات قطر والسعودية وفرنسا وتركيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما توصلت إليه الجامعة من قرارات ينذر بسوء للنظام الذي عزل نفسه دوليا تماما تقريبا. وسيجعل الأمر أكثر صعوبة لروسيا والصين للاستمرار في عرقلة أي إجراء ضد سوريا من قبل مجلس الأمن.
والأهم من ذلك أن القرار العربي يوحي بأن معظم الحكام العرب لم يعودوا يتوقعون بقاء الأسد في مكانه. وهذا ما حدا بملك الأردن أمس إلى أن يدعوه للتنحي، وحتى الصين ناشدت دمشق تنفيذ خطة السلام العربية قبل فوات الأوان.
وبعد أحدث تدخل من جانب الجامعة العربية في الربيع العربي من الصعب أن تستمر سوريا في تصوير نفسها بصورة صادقة على أنها "قلب العروبة النابض".