كتبت إلإندبندنت أن الحكومة السورية تبدو أكثر عزلة من ذي قبل وكانت آخر لطمة لها أمس عندما صار ملك الأردن الملك عبد الله أول حاكم عربي يدعو بشار الأسد للتخلي عن السلطة.
وقالت الصحيفة إن صراحة الملك عبد الله بمثابة إشارة أخرى من جيران سوريا بأن نظام الأسد لا يمكن أن يحيا. فقد أكد تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية بالفعل على أن حلفاء الأسد باتوا قلة.
ويمكن عقد مقارنات بليبيا قبل ستة أشهر: فكما هو الحال في سوريا الآن وجد النظام الليبي نفسه بدون أصدقاء ولا حلفاء. وقد فتح تصويت في الجامعة العربية وقتها الباب للتدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي (ناتو) وهو ما أثبت فاعليته في النهاية في الإطاحة بمعمر القذافي.

ومع ذلك فما زال لدى الأسد جيش قوي موال له في حين أن القذافي لم يكن لديه جيش في الأصل. والحكومة السورية ما زالت تلقى دعما من بعض الشعب. كما أنها أكثر تنظيما في الرتب العليا، في حين أن القذافي وأسرته لم يتضح أبدا أنهم كانوا يمسكون بزمام الأحداث. والنظام الليبي عانى انشقاقات لدرجة لم تحدث في دمشق.
وعلى حد سواء فإن آفاق الأسد لا تبدو جيدة. فقبل سنة كانت علاقاته جيدة مع تركيا لكنها سرعان ما ساءت إلى حد العداء الصريح. وامتنع العراق عن التصويت في الجامعة العربية، لكن مخاوفه يمليها جزئيا صراع السلطة الطائفي داخل العراق. وإذا جاء نظام سني إلى السلطة في دمشق فإن هذا الأمر سيعزز حينها الأقلية السنية المحاصرة في العراق في تنافسها مع الحكومة الشيعية الكردية التي تتولى السلطة.
وختمت الصحيفة بأن رحيل الأسد سيكون بمثابة لطمة شديدة لإيران بما أن دمشق كانت منذ زمن بعيد حليفتها الهامة في العالم العربي، وهو ما يجعلها قوة إقليمية ويمكنها من تمرير المساعدة لحزب الله في لبنان. لكن طهران لا تحب أبدا أن تضع كل البيض في سلة واحدة ووضعت مسافة بينها وبين الأسد، على الأقل علنا.الحكومة السورية تبدو أكثر عزلة من ذي قبل Top-page