بسم الله الرحمن الرحيم
عُذراً يا أحبَّتي
عُذراً يا إخوَتي
بل عُذراً يا مدينتي
مدينة الأبطالِ والتّحدّي
اعذُري عجزنا
واعذُري خوفَنا
اعذُري دموعَنا
بل اعذُري لَهْوَنا وجُبْنَنا
وامضي في صمودكِ لا ترتَدِّي...
قلوبنا أصابها صَدَأٌ له صَمَمُ
قُتِلْتِ واغْتُصِبْتِ ومنْ أعلى المآذنِ صَرَخْتِ واسْتَغَثْتِ
لكنّا لم نسمعْهُ بركانكِ لم نَرَ لهُ حِمَمُ
وتركناها ألسنةُ اللّهَبِ لِلأطفالِ منكِ تلتهِمُ
لكِ اللهُ ياحمصُ... لكِ اللهُ ياحمصُ
قدْ وَلّتْ عنكِ وتَخَلتْ معظمُ الهيئاتُ والأُمَمُ
والعربُ يتشاورون على غيماتِهمْ
يتساءلونَ مازالوا في ظلماتِهمْ
وأنتِ تتراقصينَ بين القذائفِ والقنصُ
دعيهمْ وانتفِضي وأشْعِلي ثوّارَكِ إعصاراً
للمظلومين منّا ينتقمُ و يقتصُّ
مِنْ هامانَ عصركِ وفرعونِهِ
وكلِّ مَنْ بالغدرِ من أعوانهِِ يّخْتَصُّ...
عذراً أقولُها خَجَلاً
وهل ينفعُ العُذْرُ مِنّي أو الخَجَلُ؟
وهل يُجدي الفتى نَدَمٌ
أو يُسْعِفُ منهُ العَضُّ والجَهْلُ؟
ماذا نُجيبكِ يا عَدِيّةُ يا أبيَّةُ
إذْ تَنَكَّرَتْ لنا الأسبابُ العِلَلُ:
جُوُّعْتِ إذْ شَبِعْنا
عُطِّشْتِ إذْ رُوّينا
جُرِّحْتِ إذْ سَلِمْنا
قُتِّلْتِ وتَألَّمْتِ إذْ عوفينا
هُجِّرْتِ إذْ سُكِّنَّا
أُبْكيتِ إذْ ضَحِكْنا
رُوِّعْتِ إذْ أَمِنّا
وحُمِّلْتِ أثقالاً مالها وزنٌ ولا حِمْلُ
لَعَمْرُكِ إنّ هذا لَخَطْبٌ جَلَلٌ جَلَلُ...
S.S