قالت صحيفة ذي تايمز البريطانية في افتتاحيتها إن قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا هو موقف شجاع ويستحق الإشادة.

ووصفت الصحيفة الموقف السوري من القرار بأنه يدل على تخبط واضطراب النظام السوري، الذي سارعت وكالة الأنباء الرسمية التابعة له بوصف الجامعة العربية بأنها "أداة صهيونية".

واستعرضت الصحيفة الردود التي يعتقد أن النظام كان وراءها مثل مهاجمة بعض السفارات العربية والأجنبية العاملة في سوريا ومن ضمنها سفارة المملكة العربية السعودية وقطر التي وصل فيها المهاجمون إلى سطح المبنى، ومزقوا العلم القطري ورفعوا بدله العلم السوري.

واستغربت الصحيفة استمرار المتحدثين باسم الحكومة السورية في إلقاء اللوم على جهات خارجية يصفونها بأنها تأجج العنف في البلاد، وقالت إذا كانت الحكومة السورية تصدق ذلك فعلا فإنه لأمر مخيف.

إن تعليق عضوية سوريا هو موقف جريء، لكن في الوقت نفسه هذا لا يعني أن الجامعة العربية هي مؤسسة خالية من العيوب، لكن الصحيفة عادت وشددت على أن موقف الجامعة كان يتميز بوضوح الرؤية وتحديد المسار.

ووصفت الصحيفة القرار بأنه أكثر جرأة من قرار الجامعة في مارس/آذار الماضي بالسماح بفرض منطقة حظر جوي على ليبيا، والسبب في ذلك أن سوريا أكثر أهمية من ليبيا من الناحية الإستراتيجية وترتبط بروابط قوية مع حزب الله في لبنان وحركة حماس، كما أن حدودها مع تركيا وإسرائيل تعتبر مناطق حساسة.

وشددت الصحيفة على أن انزلاق سوريا نحو الفوضى لن يكون في مصلحة أحد، وأن إصرار النظام على الأسلوب الدموي للرد على الاحتجاجات المستمرة منذ تسعة أشهر سوف يؤدي في النهاية إلى فوضى شاملة.

وبينما يعتمد نظام الرئيس بشار الأسد على قبضة أجهزته الأمنية ودعم إيران، تجاهل الرئيس الأسد على الدوام إراقة الدماء في بلاده رغم أنه تحدث مرارا عن إصلاحات التي لم تأت.

إن اعتقاد الرئيس الأسد أن العالم متردد في التدخل في سوريا، جعله يلجأ إلى إتباع نفس
الأسلوب الذي كان والده الرئيس الراحل حافظ الأسد يتبعه مع المظاهرات والاحتجاجات المعارضة للنظام، وهو القمع.





ومع أن يبدو أن هذا الشبل من ذاك الأسد فإنه لا يتمتع بالنجاح الذي حققه والده، حيث بدأ التذمر يتسرب إلى نفوس العسكريين السوريين السنة الذين سئموا من تلقي الأوامر من القادة العلويين بإطلاق النار على إخوانهم في العقيدة.