بسم الله الرحمن الرحيم



التفسير الفلسفي لآية الألواح الموسوية من القرآن الكريم



: "وَ كَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَ تَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَ أْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ"تفسير هذه الآية الكريمة يقتضي معرفة المشترك بين الأشياء، و هي حصرا ستة، حتى يمكن الفهم كيف يتأتى تفصيل الشيء بشيء آخر مغاير، و هذا المشترك هو صورة هرم الأوصاف.

ــــــــــــــــسسسسسسسستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتسسسسسســــــــــــــــــ

... حد الإنسانية الطهارة و البيان، و هما المتجليان دائما في قول كل فرد و عمله، سواء المؤمن و الكافر و المحسن و المجرم ...

المعدن يتضمن الجوهر، أي معرفة حقيقة المعدن أو تتضمن معرفة حقيقة الجوهر، و حقيقة الجوهر لا تزيد عن حد الجنس، و أول إضافة أو زيادة أو قيد وارد على الجوهر او الجنس هو القيد الفارز للنوع، و حقيقة الفرد أكثر حقائقا ، هو أبعد عن الجوهر المطلق المعين للجنس أو المعرف به المعطي حده و فصله. بسبب أن كثرة الحقائق تضيق المعرفة و تحصرها، و هو المطلوب حتى يمكن الجهر بها عيانا أو تشخيصها أو اتساع المادة لها، لضيق المادة و كونها محدودة الوزن و الكيل و المساحة و الطول، و الشخص الخشن أن الممتد في المكان شاغل حيزا منه، هو الذي يصدق عليه اسم الجوهر أكثر من النوع، لامتناع تجسد الجنس أو النوع في الخيال، أو تجسمهما في المكان بسبب سعة الحقيقة، أي حتى الخيال هو ضيق بالنسبة للحقيقة النوعية.

مثال... يستحيل رسم نوع المثلث الحرج (قائم الزاوية)، المثلث المرسوم هو فرد متناسب الأضلاع، عير موزون، أي غير مقيس أطوال أضلاعه، هو فقط يعم أي حقيقته التي هي تناسبه تستمر في المثلثات المتشابهة التي تختلف في الكمية و تتفق في نسب التناسب. لكن يستحيل رسم مثلث يعم جميع الأفراد الحرجة.

الجوهر الفرد الإنسان مثلا... معدن الكائن من إجدى الرتب الخمس البسائط أو المفردات او العبارات أو الفقرات أو المؤلف، مجموعا فجا في مستوى الإسم و حرفا و فعلا، مجردا من المال المعرفي و الحسي من ألوان و أذواق،، الخ...مستصحبا حال العدم، او موجودا زمانيا، أو متناميا مكانا، فذا أو عاقدا باختياره أو وضعا إو مواضعة مع مضاف واحد أو أكثر.

الجوهر الفرد... جملة الحقائق و هي الأقل المستمرة، التي تخص الفرد و لا تتخلف في تنقل أطواره، أي المتوفرة في كل طور..

مثال الإنسان جوهره أو حده أنه نفس ناطقة قدسية.... و هو في جميع أطواره يكون مبينا متطهرا،،،،،،يتوهم دائما أنه محق و أن خصمه هو المحقوق المخطئ، فيبرر عمله و يحتج على خصمه و يوجب عليه و يلزمه، و يفعل العكس مع نفسه يجيز (يرخص) لها و يحمل (يشبه) و ييسر (يهون) عليها، و يتوهم دائما طهارته و نجاسة عدوه و خصمه. و هو يفعل سواء غلب عليه شق الدعوة و البيان و البرهان أو غلب علي شق التنسك و الزهد. لكن يتخلف الحكمة أو النزاهة، فيكون داهية أي حكيما فقد محتالا غادرا، أو يكون أمينا مثاليا مستضعفا لا حيلة له، و يتخلف فيه العلم أو العمل، فيكون متمكنا متمولا رب عمل، أو يكون موسوعيا فيلسوفا فقيرا معدما لا حرفة له يتكسب منها مالا يرزق منه نفسه.

.................................................

... الإسم صفة المعنى، و الحرف صفة الإسم، و الفعل صفة الحرف، و المال بدوره ثلاثة اسم و حرف و فعل و هي صفات المالك الواصف معناه ...

الروح صفة لمعنى هو الأمر الإلهي، و العقل و النفس أوصاف للروح، و الجسم يصف العقل و النفس، و المال بدوره هرم أوصاف محمولة على هرم الوجود من الروح إلى الجسم.

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "كيفية الفعل تدل على كمية العقل"، أو كمية رعونة النفس أيضا. في وضع: "كم من عقل أسير تحت هوى أمير"

الجوهر و الكيف و الفعل و الإنفعال أوصاف متنزلة، الجوهر صفة و الموصوف المعنى، و الكيف صفة للجوهر، و الفعل صفة صفة صفة، أي صفة هي ثالثة في التنزل، و المادة هي الصفة الأخيرة للمعنى و من المادة تستشف بالسلوك (الإرتقاء) فيها الصفات الثالثية و الثانوية و الأولية.

مثال........... حرف لامألف {لا} المنطوق، هو مادة صوتية {ل}، أول ما يستشف من {ل} هو فعل الإستقامة المديد، و هو صفة من العالم الثالث عالم الأفلاك أي الصور أي العلل، و بعد الصورة المقتدرة الفعالة يستشف من {ل} صفات العالم الثاني أي شدة القوة و ضعفها، أو الفخامة و الرقة. حرف اللام (ل) هو عادي غير متطرف مثل الحروف الفخمة {ق، ط، ظ، ص، ض}، أي الموهوب لها الفخامة أي و هي حرفا في سرد الأبجدية، قبل الوجود و الزمان أي قبل استعمالها الباطني أي في مادة تصرف إلى اسم أو حرف أو فعل، و قبل استعمالها الظاهري أي الاستعمال النحوي في عبارة، مثلا في القسم "و الله" تكتسب اللام فخامة. لكن في القسم "بالله" تبقى رقيقة.

و اللام ترتبط بعلاقة الملكية مع ما وراءها و مع ما دونها، فهي مال لمالك هو المعنى التوقيفي الطبيعي المجهول، إذ أن فواتح السور من أسرار الله تعالى، لا يطلع عليها إلا القلة من أولياءه، و اللام هي مالكة لمال هو الخط العربي. أو اللاتيني،، الخ....

و عرض الجوهر هو الوجود أو استصحاب العدم أو الردة إلى العدم بعد الوجود.

مثال على الردة إلى العدم.... كلمة سجانج و معناه المرايا، مفردها سجنجل، تم التضحية بجوهر اللام من أجل تحسين صورة الجمع.

اللام {ل} هو الزوج الذكر بينما الراء {ر} هي الزوج الأنثى المكمل له. و الراء طويلة الموجة يمكن لحظ تناوب الإيجاب و السلب عند تكرار نطقها بينما اللام متصلة دليلا على قصر موجتها أو كثرة ترددها.

... كل شيء هو جملة أوصاف متنزلة هرميا،،، و كل صفة مجسدة في شيء من الأشياء المتنزلة هرميا ...

المعنى هو الأمر أو الكلمة أو اسم الله تعالى

و الكائن الكامل مؤلف من ستة أشياء منظومة في صورة هرمية، من روح هي الجوهر، و من عقل و نفس هما الحرفان (كيفيتان) و من جسم مثلث الأنفس هو الأفلاك (صورة مادتها مرنة لطيفة) الثلاثة، و المال هو محل الحركة (الإنفعال)، لكن المعنى و المال ليسا من جملة الأشياء، و كما أن المصنوعات أرقاها لا يقترب من حيوية الإنسان و البهجة التي فيه، أيضا الأشياء ليس أكرمها و أشرفها لا تقترب من حيوية الأمر أو الكلمة الإلهية أو اسم الله الحسن، قال تعالى: "ليس كمثله شيء... "، أي ليس يشبه أمره شيء من الأشياء الستة، رغم توفر التماثل بين كلمة الله و بين أدنى الأشياء، فالكل له جوهر يسقف العلم به و له صفات الإرادة و الفخامة و له قدرة يفعل بها. و كما أن التشابه مستحيل بين الكلمة و بين الأشياء رغم توفر التماثل، أيضا التشابه مستحيل بين الله عز و جل و بين أسماءه رغم توفر التماثل. مثلما هو مستحيل بين الطائرة و الطائر، الطائر حي يتنامي يسعى وراء رزقه يطلبه، و إذا اختل و مرض يصح جسمه من تلقاءه، بينما الطائرة تبقى جمادا، لا تنمو و تحتاج للإنسان لتغذيتها بالوقود، و من أجل إصلاحها و تبديل القطعة التالفة.

قال تعالى: " مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَ رِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ؛؛؛ وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّار ... وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَ أَجْرًا عَظِيمًا"

الزرع محمد صلى الله عليه و آله و سلم،

شطأه الآل و الصحابة رضي الله عنهم أجميعين

فآزره عهد الخليفة أبو بكر الصديق

فاستغلظ عهد الخليفة عمر الفاروق

فاستوى على سوقه عهد الخليفة عثمان ذي النورين

يعجب عهد الخليفة أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه و رضي عنه.

عهود الصحابة يجسد تنفس الأمة و تجلي الإرادة و الإقتدار، و عهد الأمير يمثل شيبوبة العقل، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "إذا شاب الجاهل شب جهله، و إذا شاب العاقل شب عقله"، شاب القوم المغول و التتار فكانت شيبوبة الجهل، و شابت العروبة خاتمة الخلافة الأولى فكانت شيبوبة العقل و البصيرة و العلم.

المشتركان في

نفس الصورة
الشيء
الإنسان المؤلف من الأشياء الستة
مالك الأشياء الستة
معنى توقيفي طبيعي
كلمة
اسم (: صفة)
حوهر {ل، ر}
روح
حرف (: كيفية)

(: صفة صفة)
{ل، لّ} & {"باللــه"، "و اللــه"}
عقل، نفس
فعل (: صفة صفة صفة)
لا، & لو ، & لي
جسم ناطق حيوان شجرة
مال ظاهر .... يصف جملة الأشياء الستة المالكة له.
خط عربي
فكر، أشباح فنية، مال



..........................................

محمد إبن رجب الشافعي

الجيش اللبناني الفلسفي الثوري

السبت 12\11\2011 مـــــــــــــ