من مدينة ابي الفداء ،، من ثوار حماه ،، الى السياسيين ، الى اللذين لم يذوقوا طعم الثورة بعد
كأنهم لم يسمعوا بثورات من قبل ، كأنهم لم يعرفوا أن الثورة رفض لوجود شيء. هل نُعَرِّف لهم معنى الثورة مرة أخرى ؟!! و هم المدَّعون أنهم سياسيون.
- الثائر يرفض أن يكون بيدقاً في لعبة الشطرنج السياسية، يحركه السياسي كي يربح معركة ما.
- أنتم يا سادة خائفون مع أنكم لستم من يتعرض للقتل، ولستم من يتعرض لسلخ الجلود، ولستم من تبقر بطونكم، ولستم من تغتصب نساؤهم. لا أدري مم أنتم خائفون!!
- أنتم يا سادة يائسون مع أنكم لستم محاصرين ، ولم تُسْقِطْ امرأة أمامكم حملها من قصف العصابات الأسدية ، هل هناك أقوى من قلب الشباب ؟!! إنه مضرب المثل في قوة القلوب ، وبرغم هذا توقف قلب الصبية ذات الستة عشر عاماً من أصوات دبابات الإحتلال الأسدية و بناتكم با سادة ليست كذلك.
- نحن نزعنا الشرعية قولاً واحداً، نقسم لكم أن ما يعرضونه عليكم اليوم عرضوه علينا منذ شهور من قبل محافظ مدينتنا ، قالوا لنا: أسقطوا النظام قدر ما شئتم ، وقولوا ماشئتم و لكن لا تتعرضوا للرئيس، لا تسبوا الرئيس، لا تشتموا الرئيس، فهو ما يهمنا فقط. إن كنتم لا تصدقون فاسئلوا أهل حماة إن كنتم لا تعلمون. و كنا بعض الحاضرين.
- يا أيها السادة السياسيون : الثورة رفض لوجود شيء. هل نعيدها عليكم كل يوم؟ نحن نرفض وجود هذا النظام ونرفض كل ما فيه ومن فيه ومن هو قائم عليه.
- يسألوننا ماذا لو نفّذ النظام مبادرة الجامعة العربية ما أنتم فاعلون؟
هو نفس السؤال لو قيل للمسلمين: لو نطق الشيطان بالشهادتين فما أنتم فاعلون؟ الشيطان حُكم عليه و أنتهى ، والشعب أطلق حكمه و قضى، و ليس بعد قضاء الشعب قضاء. حكم الشعب ليس له محكمة نقض تعيد النظر في حكمه. حكم الشعب لا يردّ.
- الشعب يريد إعدام الرئيس، وكلمة رئيس هنا بمعنى: من كان يقال له رئيس.
- نحن نزعنا الشرعية وها أنتم تريدون إعادتها تحت مظلة الجامعة العربية. فشل النظام بإقناعنا فلجأ إلى الجامعة العربية لتكون واسطة لبقائه. فشلت روسيا والصين و الأمم المتحدة بأن يثنوا عزيمتنا و لو إجتمعت الإنس و الجن على أن يثنونا لن يفلحوا ، فنحن عقدنا العزم و مشينا الطريق و لن نتوقف الى ان نُمْضِيَ هذا الأمر او نهلك دونه ..
- بدأنا بمطلب الحرية ثم تحولت حركتنا من مطالب إلى ثورة ضد النظام ثم إلى ثورة ضد النظام و رموزه و اليوم نرى أنفسنا نضع عنوانا جديدا لثورتنا: الثورة السورية ضد الكرة الأرضية.
- أنتم يا سادة تحدثون أنفسكم كما يلي: لو سحب النظام الجيش والأمن من الشوارع سينزل الملايين وبالتالي سيسقط النظام تحت ضغط المظاهرات. لا تظنوا أننا لا نفهم كيف تفكرون.
تفكيركم هذا يدلنا بوضوح أنكم لم تتذوقوا معنى الثورة، مجرد أن يخطر في بالكم تلك الأفكار فهذا يعني أنكم متفرجون متعاطفون معنا ولكن لستم منا. لم تذوقوا معنى كلمة ثائر، هذا هو لب الفرق بيننا وبينكم، الثورة لها طعم لا تعرفونه، ذقناه نحن وكان لونه أحمر و رائحته ذكية مختلطة بطعم ملوحة الدموع. و من ذاق عرف ومن عرف غرف.