بسم الله الرحمن الرحيم
... غزو أثينا،،، الشريعة فوق الفلسفة ...
... غزو أثينا،،، الشريعة فوق الفلسفة ...
أول ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر كلمة "فلسفة" بل غالبا يكون كل ما يخطر فيه أنها الكفريات و الأساطير العبثية الواردة من الغرب أو الشرق إلى الفضاء الثقافي العربي، بينما الصحيح هو استحالة خلو أمة أو قوم و حتى مدينة من فيلسوف أصيل.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
... تمهيد--- الفلسفة هي العلم المندّى بالمشاعر،،، الجديرة بقوالب الشعر أو النثر الحسن ...
الفلسفة و المعرفة و الشعر و علم الكلام هي ألفاظ مترادفة لها نفس المعنى و هو العلم الضحل، العلم المندى بالمشاعر، و الشاعر و الفيلسوف متشابهان، لكن الشاعر فيلسوف موقف موقف، و اهتمامه منحاز إلى البلاغة و البيان أكثر، و الفيلسوف هو شاعر موسوعي همه جملة سيرورة التاريخ و ما قبل التاريخ، و ما يحدث في المكان و ما يحدث خارج المكان، و الفلسفة أو المعرفة أو الشعر هو علم ضحل دون الوقفة التي هي العلم اللدني الذي يخص الله به أولياءه، و فوق الفقه الذي هو علم موضوعي محض أسير الرسوم أو الظواهر القرآنية أو الطبيعية أو الحيوية، أما العمال و هم الطبقة الرابعة من الناس فالصالح منهم هم النساك و المصلين الصائمين مرتلي القرآن بدون تدبر، و تفحص و تبحر و غوص يتجاوز سطح رسومه المعبرة إلى إشاراته و لطائفه و حقائقه، العمال الصالحون لا نصيب لهم في العلم و الشرف، لكنهم بسبب صلاحهم هم من أهل الجنة إن شاء الله تعالى، شرط يكونوا بلها، أما إذا كانوا من العقلاء أهل الفطنة و الذكاء و كان اقتصارهم على العمل الصالح و النسك تخاذلا منهم، ففي مصيرهم نظر.
لا يجوز اصطناع التناقض بين الشريعة و الفلسفة خاصة الفلسفة الأصيلة، فليس كل فيلسوف مسلم له اطلاع على الفلسفة الواردة من الشرق أو الغرب، بل إن كل من هو ضحل الشخصية هو مشروع فيلسوف و لو كان جاهلا بغير القرآن و الحديث، و لا يهم ما يتسم به عارفا أو فيلسوفا أو صاحب كلام أو شاعرا، لكن لا يتوجب على المسلم المتمكن من المعرفة الاطلاع على فلسفات الأمم ليزداد منطقة قوة، الفلسفة هي خير من الفقه و تقدم في الدين، و هي ليس بديل عن الفقه بل زيادة عليه، كما أن الحيوان ليس هو حيوان فقط، بل إن حيوانيته زيادة الشجرة التي هي الطبقة الدنيا من بدنه، فليس بطنه و فرجه سوي نامية الشجرة و نباتها.
.............................................................................................................
مقولة الجوهر ترجمة الشارح الأكبر إبن رشد:--
الفصل الأول .. ((قال: و الجواهر صنفان أوّل و ثوان، فأما الجوهر الموصوف بأنه أول و هو المقول جوهرا بالتحقيق و التقديم فهو شخص الجوهر الذي تقدم رسمه أعني الذي لا يقال على موضوع و لا هو في موضوع، مثل هذا الإنسان المشار إليه و هذه الفرس المشار إليها.))
المصادر الشرعية ..............
قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم:-
"لا يزال أحدكم يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صادقا، و لا يزال أحدكم يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا."
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه:--
· "الكلام كله إسم و حرف و فعل". الإسم يشير إلى الصفة الأولى للمخلوق، و الحرف هو الصفة التالية القريبة، و الفعل هو الصفة التالية البعيدة.
· "الذي ليس لصفته حد محدود، و لا نعت موجود، و لا وقت معدود، و لا أجل ممدود"
· "كائن لا عن حدث، موجود لا عن عدم"
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, تــعــقـيــــب ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
... إخفاق أرسطو في حد الجوهر،،، و اخفاقه في الإشارة إلى واقعه..
يصدق على أرسطو المثل العربي: "إنك لتكثر الحز و تخطيء الفصل"، فبعد 2250 كلمة موزعة على 14 فصلا، تؤلف مقولة الجوهر، أخفق ارسطو في التوجه إلى صميم الموضوع، و هو تعريف الجوهر ببيان حدّه (:فصله)، و اكتفى و الأرجح أنه عجز عن التوصل لأكثر من الرسم.
و اعتباره الشخص، شخص الإنسان أو الفرس،،، أحق بوصف الجوهر الأول، دال على مزيد من العجز، فهذا الشخص المشار إليه على افتراض أنه أولى بالجوهرية من النوع و الجنس، إلا أن جوهر الشخص محجوب متوار خلف كيفيات و أفعال طبيعية و مكتسبة، تجعل الإشاره إليه قاصرة عن النفوذ إلى عمق الشخص حيث الجوهر..
بل إن شخص الإنسان هذا المشار إليه يحتمل فيه أن يكون ممتطيا للفرس، و بذلك يكون جوهر هذا الشخص متواريا أيضا خلف المضاف إليه ، و إذا سهل تمييزه من الفرس، فإن تمييز جوهره و تعريته من غير الفرس و ما شابه مما يرتبط معه بعلاقة الملكية مثل العلم و العواطف هو أمر مستعصب.
... وجوب تعرية الشيء من الصفات الثانوية لتنفذ الإشارة إلى الشخص إلى جوهره ...
فلا يصح الإشارة إلى شخص الثاء {ث} في عبارة "إثـّاقلتم"، و القول أنها جوهر، و جوهرها مغطى محجوب بالصفات الكيفية و الفعلية، باعتبار أن الحرفين {س، ث} جوهرهما واحد؛ تفتق إليهما، فهما في الأصل حرف واحد، و أيضا جوهر الثاء مكفور بكيفية الشدة، و غير كيفيات الزوجية و الشدة جوهر الثاء مكفور بصفة الفعل المستقيم البعيد المدى و هو حرف العلة الألف {ا}. ما يعني أن الإشارة إلى جوهر الشيء لا تصح بدون تعرية الشيء من الكيفيات و الأفعال.
... الجوهر هو الصفة الأولية،،، الموصوفة مباشرة بالكيفيات و تاليا بالأفعال ...
و الجوهر هو الصفة الأولية للشيء، و هو الموصوفة بصفات تالية قريبة أي بكيفيات الذكورة و الفخامة و الشدة، أو أضداد هذه الكيفيات، و هذه الكيفيات بدورها موصوفة بصفات تالية يعيدة هي الأفعال.
و هذا الإنسان جوهره هو معدنه، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "ينزاح الجبل من مكانة و لا تتغير أخلاق الرجل"، و قال صلى الله عليه و آله و سلم: "الناس معادن كالذهب و الفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا"
و قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "خلق الله الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، فما تعارف منها إئتلف، و ما تناكر منها اختلف"،
و الروح نفسها يمكن أن يودعها الله عند جسم أنثى أو جسم ذكر، إذا الإشارة إلى جسم و الأخبار عنه أن جوهر، مثل الإشارة إلى القهوة و القول إنها ماء، و أول ما يجحب جوهرية الجسم هو الزوجية أي كون الجسم ذكرا أو أنثى.
جوهر شخص إنسان بعينه هو الصفات الملحوظة عليه منذ طفولته و المصاحبة له طول عمره حتى الشيخوخة، ليس من الجوهرية حجم الجسم نقصه أو تمامه و بلوغة أو سعيه (عمر 15سنة) و مظاهر الزوجية أنوثة أو ذكورة.
... يحتمل في المعدن أن يكون كله أوصافا جوهرية فقط،،، أو زائدا عليها صفات ثانوية كيفية أو فعلية ...
جوهر هذه الناقة المشار إليها هو عناصر المعرفة الثابتة المستمرة المصاحبه لعمرها، أي خفها و طول عنقها و قصر ذيلها و دمها المتفرد بأنه خلايا و سنامها المفرد أو المشطور،، الخ.. لكن ليس من معرفتها الثابتة حجمها و لا كونها ذكرا أو أنثى، باعتبار أن الذكورة و الأنوثة ليس حقيقة جوهرية، بل من الكيفيات المحتمل تغيرها.
بعض أصناف الأسماك تعيش في أسر ذكر و بضعة إناث تسع غالبا، فإذا اتفق و أن و مات الذكر اعتزلت إحدى الأرامل صواحبها أسبوعين تتحول معهمها إلى ذكر. ما يثبت أن الزوجية ليس من الجوهرية، لكن بداهة إنقلاب معدن الشخص هو المستحيل.
إنقلاب معدن الشخص مستحيل لكن رغم ذلك ليس جميع الصفات المعدنية هي جوهرية، المعدنية هي جميع الصفات الأساسية و الثانوية أيضا الكائنة قبل بدء الزمان، زمان الشخص أي الزمان المصاحب لتقلبات أطوار وجوده، المعدن هو محصلة الصفات الطبيعية القديمة الحاصلة للمعدن و خاصتها أنها حاصلة له حال العدم و الخمول، و هي غير مكتسبة مع الوقت، و الصفات الأساسية من المعدن فقط هي الجوهرية، و بعض المعادن ليست أكثر من جواهر أي صفاتها جميعا أساسية، و بعض أخر من المعادن تتألف معدنيتها من الصفات الجوهرية و صفات أخريات تاليات (:ثانويات) كيفية أو فعلية، مثلا المعادن الصوتية التالية.. {ف، ص، لا، ث، د} فقط الحرف فاء معدنه كله جوهري، لكن حرف الصاد {ص} فخامته صفة ثانوية كيفية و ليست من جوهره.
معدن {ف} = الجوهر {ف}.
معدن {ص}= الجوهر {س}+الفخامة
معدن {لا}= الجوهر {ل} + الصفة الفعلية التالية البعيدة.. {ا}، أي الحركة المستقيمة المديدة.
معدن {ث}=جوهر {مشترك س، ث} + الصفة الكيفية التالية القريبة.. الأنوثة
معدن {د}=جوهر النطعية +الذكورة
... تجميع خمس مقولات في مقولة عامة ...
و فيما يلي محاولة تفصيل الجوهر، باستعمال نظام الكليات أو سلسلة المحمولات و هي طريقة أرسطو في شرح المقولة، لكن هذا النظام يصلح أيضا لمشروع تجميع المقولات المتقاربه في جنس واحد، لاختزال المقولات العشر إلى عدد أقل.
جنس: الوصف
أنواع الوصف: الجوهر و الكيف و الفعل (و الحركة أي الإنفعال)
فصل الوصف: محمول على معنى أو موضوع طبيعي أو صناعي.
مثال.. الأحرف العربية لها معاني توقيفية أي طبيعية مجهولة، و لها معاني صناعية كل حرف يشير إلى عدد، أو هو منحوت من اسم ذرة، أو منحوت من كلمة، مثلا دِ منحوت من أدّي (الدية)، ذال منحوت من ذليل، و سين منحوت من سمين،،، الخ..
خاصة الوصف: الإمامة و الفتق، الوصف إمام أو مأموم أو كليهما، و قابل للفتق إلى ضدين.
مثال.. وضع الكيف، هو وصف مأموم من الوصف الجوهري فوقه و إمام الأفعال تحته.
مثال.. الحرفان {س، ث}، أصلهما حرف واحد و قد انتفتق. و في كلمة "الشمس"، الأصل أن جميع حروفها متوسطة القوة، لكن حدث التطرف ضعفت اللام حتى انعدمت و اشتدت الشين. و في كلمة "أهريق" خست الهاء و رقت حتى زالت من الكلمة التي صارت "أريق". و في العربية الحرف {V} ليس محصيا أصلا، و الإسقاط من الأبجدية هو نفي من الإحداثي الكيفي الدائري أي أعلى الأوصاف الكيفية.
عرض الوصف: الحدوث قبل بدء الزمان ما من شأنه غالبا الحدوث مع الزمان، و الحدوث مع الزمان ما من شأنه غالبا الحدوث قبل بدءه. أي الكينونة و الوجود هما أعراض الصفات.
مثال.. حدوث الجواهر {th. Sh} مع الزمان، بعد اعتماد جملة الأبجدية أضيفت الأحرف الثلاثة إلى
الأبجدية، رغم أن الغالب على الجوهر حدوثه قبل بدء الزمان، و أن خاصته العدم، أي عدم التنفس أو امتناع الإحتياج أو الإختيار أو الإرادة، الإرادة هي أصل الموجودات. بينما {لا} صفة فعلية حاصلة في الكينونة قبل الزمان و الغالب حصول الإقتدار للحرف زمنيا أي مع الوجود أي الإستعمال، فالإنسان هو يمنح الحرف قدرة عندما يستعمله.
الجوهر محل الصفة الأولية التي هي إسم، و هو مقول على مسمى المعنى.العقل اسم و مسماه الرشد و النفس اسم، و مسماها الإرادة، و الجسم معناه القدرة.
يناقض أرسطو نفسه عندما يرسم الجوهر بقوله أنه الموجود لا مقول على موضوع و لا مسند إليه، ثم يجعله أولى المقولات العشر.
لكن يمكن رفع هذا التناقض باعتبار الجوهر موضوع أول أو مقول أول يحمل عليه مقولات تاليات، أو صفة أساسية، يحمل عليها صفات تاليات. مثل الحرف {...} محمول عليه الصفتان {(س) (ث)}.
من غير هذه الطريقة الإمامية يمكن الوقوع في التناقض عند رسم الكيف، إذ أن الحرفان {س، ث} هما كيفيات، لكن س يحمل عليها الفخامة فتصير {ص}، أو يحمل عليها شدة القوة فتصير {سّ}، و يحمل عليها القدرة فتصير {سا،سى، سي، سو}، و قد يحمل عليها جميع هذا المأمومات فتصير {صّا}، أي تجمع كيفيات الفخامة و الشدة، مع الصفة البعيدة و هي الحركة المستقيمة المديدة {ا}
الجوهر لا مقول على موضوع خشن، و لا في موضوع خشن، لكنه صفة مقولة على معنى، و هو في المعنى كما الملح في الماء، و هو مسند إلى المعنى مملوك له مأموم به.
... تخليط أرسطو بين الكينونة و بين الوجود،، الكينونة حدوث متعال على الزمان، و الوجود يبدأ و ينتهي مع الزمان...
مثال: العقل جوهر (حد، كائن، عين، جزء، كسر)، الصفة الأساسية التي شأنه إظهارها أو هو متخصص فيها و غالبة عليه هي الرشد الذي يتعداه إلى محاسبة النفس فيما تريده، و توجيه الناطقة عند التفكير.
بعبارة مرادفة فصل الجوهر: الشيء الكائن من إحدى الرتب (التكونية) الخمس، باعتبار صفة أولية مختلفة يتميز بها.
مثال.. رتب التكوين الخمس بالنسبة لإنشاء الكلام هي البسيط (:الحرف) و المفرد (:الكلمة) و العبارة (:الجملة) و الفقرة و المؤلف
خاصة الإسم: ضيق محله، أي إن الحد أو الجوهر المظهر للإسم (الصفة الأولية) هو محدود.
مثال... ليس يوجد حرف واحد يظهر جميع الصفات التي مخرجها الشفة، بل يوجد ثلاثة جواهر أو حدود هي {ب، م، و}، تتقاسم هذا المعدن من اللسان.
خاصة الجوهر.. السبق إلى الوجود، فهو أسبق الصفات إلى الوجود، و ربما استقل بالوجود دون الصفات التاليات، مثل الحد أو أو الجوهر أو الكائن ميم في كلمة "الشَّـَـمْـسٌ"، الميم غير متصفة بصفة تالية قريبة و لا بعيدة. غير مفخمة و لا مشددة، و أيضا هي ساكنة أي معدومة القدرة لا فعل لها و هو الصفة التالية البعيدة.
مثال.. قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه في تمجيد الله تعالى: "سبحان من وسع بصره الألوان كلها"، بينما بصر الإنسان يتأثر بعدد قليل من الموجات الضوئية و هي التي لا يزيد طولها عن 8500 مقطع ذرة، و لا يقصر طولها عن 4000 مقطع، أي عين الإنسان تعجز عن التأثر بموجة ضوئية طولها معشار مقطع عرضي من الشعرة، و هي الموجة تحت الحمراء، فهذا الطول بالنسبة لها هو مفرط، لكن بالنسبة للحمار فإن عينه تحسه و به يرى الشيطان.
عرضه: استصحاب حال العدم أو الانتقال إلى حال الوجود، و في حال وجوده يكون يكون إما عاري الصفة مكشوفا، أو موصوفا بصفة تالية قريبة أو بعيدة، أي موصوف بحرف (كيف) أو بفعل.
و الإنسان كائن مفرد، و قد حصر أرسطو هَمامة نفسه في بسائط الإنسان أي الأشياء التي يتكون منها، و هذا الحصر يجافي المنطق، الذي شأنه أن يكون عاما، و لا يجوز حصره حتى في إعطاء الأمثلة التوضيحية، بل لا بد من تنويع الأمثلة، حتى لا يقع الوهم أنه يوجد منطق يخص علم الإنسان و منطق يخص علم الكواكب و منطق يخص علم اللغة، الخ. إنما هو منطق واحد يشرف على جميع العلوم.
... القبول بأن الشخص جوهر أولي يوجب وضع الجوهر مقابل الوصف الثانوي و ليس مقابل العرض...
الشخص نفسه واحد من أعراض النوع، و النوع واحد من أعراض الجنس، ما يعنى أن المقابلة بين الشخصية و العرضية ممتنعة عقلا.
الجوهر من الجهر و هو النشر و التصريح، نقيض الكتمان و الطي و الستر، يتضمن معنى الحصر و الضيق و القيد و التخصص. فهو عين فصلها أنها محل لإظهار صفة إلهية مختلفة و أنها مجهورة.
"إذا لم تحصر لم تعمل... و إذا حصرت لم تعلم"
الجوهر هو الشخص من الحروف و المفردات و العبارات و الفقرات و المؤلفات، أما أنواعها و أجناسها فهي علوم، و العلوم مطوية، العمل أو الصنع باليد يتطلب التخصص،
و الجنس فكرة خاصتها اتساع الصفة أو الحقيقة و الإستقصاء الكمي، و النوع صورة خاصتا الضيق أو قلة الإستيعاب بينما الشخص خاصته التناهي في ضيق الصفة.
لكن الشخص أو العين ليس الممتد ضرورة، بل إن له أحوال علمية ثاتبة، و صورية و امتدادية خشنة.
"عالم إذ لا معلوم، و شاهد إذا لا مشهود"
العدم قبل بدء الزمان و الوجود مع الزمن، مشترك بين الجوهر و غيره، مثل فخامة {ق، ط، ظ، ص، ض} فهي كيفيات تشارك الجوهر في الكينونة و العدمية، و أيضا {لا} هو حرف متصف بفعل مديد متقدم عليه حال العدم.
الجوهر ليس يصح وضعه مقابل العرض، بسبب إن بعضه عرض و ليس عريق قديم.
أمثلة... على عرضيةالجوهر، {اطمأن، قيوم، sh}،
حرف النعت و الفعل محمول تالي قريب و بعيد على الجوهر يزيده جوهرية، أو يبرز نشره و التصريح به. الكاف صفة أولية لكائن صوتي، فهي جوهر منطوق مسموع، بينما القاف هو الكاف محمول عليه صفة تالية قريبة هي الفخامة،
أما {لا} هو اللام و هو صفة أولية موصوفة بصفة تالية بعيدة هي الفعل المستقيم المديد، و هذه الصفة التالية البعيدة هي عدمية مثل الصفة الأولية التي هي اللام، و لا توجد، أو إن وجودها هو استعمالها كواحد من مكونات الكلمة المفرد أو العبارة، مثل القول: "لا إله إلا الله"، فهي تستعمل مستقلة (لا) في جواب، و مستعملة في كلمة "إلا" و مستعملة في عبارة الشهادة.
عرض الجوهر.. أن يكون ذاتيا أو يستظرفه المكان أو الزمان، كأي صفة تالية.
{قيووم، قيـّـوم}،، {إطمان، إطمأن}... أصل كلمة قيّـوم هو قيووم، و أصل كلمة إطمأن هي اطمان،،، انتفاء الصفة الأولية مادة الواو من الكلمة "قيووم"، و استحداث الصفة الأولية مادة الهمزة في "إطمأن" هي أحداث جوهرية ليست أصلية بل عرضية.
إذا الجوهر ليس مقابل العرض، بل هو أولية مقابل تالية، و العرض يقابلة الأصل أو العراقة و القدم. و يمكن القول أن الجوهر مقابل الطلاقة و العمومية و العامية، فهو خاص و ضيق.
الحركة الجوهرية تتويج للحركة الوجودية،،، الحوهر المكتسب هو المقام (الملكة)، و يوصل إليه بالتعمق في الأمر حتى اعتياده،،، و المقابل له هو سطحية العمل.
الجوهر هو العهد و العادة و العمق و يحتمل فيه أن يكون عرضا مكتسبا، فهو ليس نقيض العرض، بل هو نقيض السطحية و بينهما الكيفية
قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم:-
"لا يزال أحدكم يصدق و يحرى الصدق حتى يكتب عند الله صادقا، و لا يزال أحدكم يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كاذابا." قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه:--
· "الكلام كله إسم و حرف و فعل". الإسم يشير إلى الصفة الأولى للمخلوق، و الحرف هو الصفة التالية القريبة، و الفعل هو الصفة التالية البعيدة.
· "الذي ليس لصفته حد محدود، و لا نعت موجود، و لا وقت معدود، و لا أجل ممدود"
· "كائن لا عن حدث، موجود لا عن عدم"
مثال على عرضية الجوهر و أنه بعضه مكتسب رغم أنه صفة عميقة أساسية، الكاذب و الصادق، يصدق فعل، و الفعل صفة سطحية، يحرى الصدق حال أو حرف أو نعت موجود، صادق اسم، و الإسم صفة عميقه أي الرسوخ في الصفة و تعودها حتى تصير مقاما (ملكة) هو الجوهر، و لا يقال عن إنسان أنه جوهره صالح أو عاطل، حتى يبلغ في الاتصاف بالاصلاح أو العطالة الثبات و العمق.
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، و التغن به هو إطاله صحبته و استمرار تعهده، ترتيلا و تخطيطا و استشهادا بآياته في تقوية الحجة، و تدبرا، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "لا خير في قراءة لا تدبر فيها".
التغن بالقرآن هو صيرورة جوهرا في الإنسان، بل جملة جواهر، أي أن يكون عقلا مضافا، و أن يستيثر مشاعر القلب حتى تدمع العين و يقشعر الجلد، و أن يهذب أخلاق النفس، و أن يشغل السمع ترتيله السمع، و خطه البصر، و أن تعتاد اليد حمله، و أن يكون توفيق الله تعالى إلى الفهم عنه عز و جل خير في ظن الموفق من امتلاك الشمس و القمر، فإن الموفق إلى التغن في القرآن إذا استقل ما عنده من الخير بالمقارنة مع الملوك أو الأغنياء يوشك أن يعاقبه الله بالحرمان من هذه النعمة الكبرى و العظمى و بالإبعاد.
... الخلاصة ...
الأفعال... فعل إحداث كينونة تنتج مصنوع المعدن و الجوهر، و حركة يقوم بها المصنوع زمنية وجودية تنتج له العلم و الفن و المال.... الكينونية خاصتها الثبات و العدم أي الخمول أو الكمون، و الكمون يعني انحصار النشاط في العقل و النفس الناطقة القدسيية أي الإجتهاد في الإنتاج العلمي، و يصير فوق الزمان غير مقيد به، بل إن الإجتهاد هو تجديد للزمان و ترفيع له، و الكينونة معدنية جوهرية، يحتمل فيها أن المعدنية مساوية للجوهرية أو زائدة عليها بصفات تالية كيفية أو فعلية،،، و يحتمل الإكتساب في الجوهوية دون المعدنية، فلا إضافة إلى معدن الشيء أو الفرد، و الوجود كله اكتساب مستظرف بالزمن، و لا زمن يصحب الكائن قبل وجوده الذي يبتدؤ بالتنفس أي الإحتايج و الإرادة و الإختيار و الإهتمام، و يمر على التخيل او تصور طرائق تحقيق الإرادة، و ينتهي الوجود بالفعل الصانع للآثار الموزونة في المكان.
.........................................
محمد إبن رجب الشافعي
الحيش اللبناني الفلسفي الثوري
الإثنين 31\10\2011 مـــ