المختصر/ بعد سبع شهور من عمر الثورة .. سبع شهور من حمامات الدم التي لم تتوقف .. سبع شهور من الشهداء والدماء والتضحيات .. سبع شهور من الطغيان والقتل والتنكيل .. سبع شهور من النضال .. دعوني أقول : أي أنت يا شــــــــــــــيخ !! علام هذا الصمت وإلام !!؟
عهدناكم يا شيوخنا في مقدمة الركب وعهدنا منابركم منارات للحق وصوتكم في الحق عاليا ، اعتدنا أن نراكم حيث الحق ونرى الحق حيث كنتم .. فأيــــــــن أنتم ؟ سبعون عذرا وضعنا ، ومرت سبع شهور ولا زلنا نقول : لعل هناك عذرا لا نعرفه ! فيا سادة أي عذر يمنع علماء الدنيا علماء الشام أن يصدحوا بالحق ويُقرِعوا به آذان الطغاة ..
السكوت علامة للرضا .. فهل يرضيـــــــــكم ؟ هل يرضيكم السفاح وأفعاله وخطب علمائه؟ أم يرضيكم صمود الشباب وتضحياتهم ؟ وإن كانت ـ كما يقال ـ فتنة !! فلم لا تصدحوا بصوت واحد بأنها كذلك ؟ وإن لم تكن كذلك وكانت الحق بعينه .. فمن للحق إن لم يكن له العلماء ؟
أم أنكم خائفون من بطش نظام لا يرحم ؟ والله يا سادتي أستحي أن أقول لحضرتكم أن الطفل كسر حاجز الخوف فماذا ينتظر العالِم !! أم أنكم بصمتكم تعملون بمقتضى سد للذرائع ؟ إن كان كذلك .. فاسمحوا لي أن أقول أن “صمتكم” هو “الذريعة” !
أو لستم من علمنا أن نكون مع الحق ولا نخشى في الله لومة لائم ، أو لستم من قال لنا أنه من كان مع الله وكان الله معه لا يخاف شيئا؟ أو لستم من ربانا على الجهاد وقول كلمة الحق ولو على قطع رقابنا ؟ أم أنتم ممن يقول ما لا يفعل ـ حاشاكم الله ـ
أيا شيوخي حفظكم الله : شجاعة الشباب من شجاعة العلماء فأين شجاعة العلماء ؟ وأنى للعوام أن ينصروا الحق إن لم ينصره شيخهم ،
يقول الكواكبي : “والعوام صبية أيتام نيام لا يعلمون شيئاً، والعلماء هم أخوتهم الراشدون، إن أيقظوهم هبّوا، وإن دعوهم لبّوا، وإلاّ فيتصل نومهم بالموت”
أيا علمائي رعاكم الله : لن أقول انصروا الثورة ـ فللثورة رب يحميها ـ ولكن أقول لا تدعوا شرف الثورة يفوتكم ولا تسمحوا للتاريخ أن يقول (علماء الشام كانوا على هامش الثورة وقعدوا عن نصرتها! )
أيا سادتي أيرضيكم أن يقال أن الدين أفيون الشعوب ؟ أيرضيكم أن يقال أن الإسلام دين ذل وخنوع ؟ فإني والله لا أرضى !
أيا علمائي هداكم الله : أنتم تعلمون أكثر مني أن للعلماء في الشام منزلة عالية و مكانة رفيعة لا تكون لغيرهم .. وكلمتهم لا تكون كلمتين .. وإني والله أخشى إن لم نرى موقفا ينصر الحق ويزيل الشكوك أن لا يُسمع لقولهم من بعد وإني والله أخشى من يوم كهذا ويومها سيقال :” أين كنتم عندما كنا نُذبح ؟”
.. الشعب أسقط النخب .. وسيسقط النظام .. وأخشى ما أخشى أن يُسقط العلماء إن هم لم يصدحوا بالحق عاليا في أرض الشام
أخبرني صديقي من حمص العدية أن علماء حمص يشدون على أيدي الشباب ويشجعونهم ويصبروهم وإني والله أتمنى أن أرى مثل ذلك من علماء الشام .. علنا نرى من الشام ما رأينا من حمص
أما عرفتم يا علماء الشام الأجلَاء في”سبع” شهور أن تجتمعوا وتتباحثوا وتتفقوا على كلمة حق تصدحوا بها وتزيلوا الشكوك ووقتها ليجرؤ النظام أن يقترب منكم ! وإن اجترئ فكم بربكم يلبث حتى يسقط ، فمــــــــــاذا تنتظرون؟؟
أريد أن أقول قبل الختام : أنا بشر وهذا ما اجتهدت به وقد يخطئ البشر وقد يصيب .. فصوبوا خطئي إن أخطأت وسامحوني إن زللت واعلموا أني ما قلت ذلك إلا من حرقة قلب .. وتذكروا أني أقوله بعد ” سبع ” شهور !
أخيرا : يروى أن الامام أبا حنيفة كان جالساً عند الشاطئ فجاء غلام واقترب من الماء فقال له الإمام أبوحنيفة: احذر يا غلام أن تسقط في النهر، فقال له الغلام: بل احذر أنت ياإمام أن تسقط ! فنظر اليه أبو حنيفة متعجباً.. فأكمل الغلام: أنا اذا سقطتُ فغلام سقط في النهر ومات! ولكنك إذا سقطتَ.. سقط العالم خلفك ، فزلّة العالِم زلّة العالَم..!
[/المصدر : المندسة السورية
المختصر