بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك ان قبول الاسد للجنة العربية ماهو الا محاولة بائسة لكسب الوقت وتلافيا للحرج الدولي جراء رفضه الحوار مع المعارضة السورية.
لكن اذا حللنا سريرة النظام سنجده لاهثا وراء الحوار وذلك لامرين اولهما تعود له الشرعية المفتقدة كطرف في المعادلة السورية وثانيهما هي ان المفاوضات العبثية هي اكثر مايجيده هذا النظام فنحن نذكر مفاوضاته مع اسرائيل والتي انتهت الى اللاشئ .لقد امتدت مفاوضاته مع اسرائيل لاكثر من عشرين عاما والمحصلة صفر بالنسبة لاسرائيل اما بالنسبة له فلم تكن كذلك ،لقد كانت هذه المفاوضات وسيلة لركوب الموجة السائدة في ذلك الزمن وخوفا من استحقاقاتها لكنه في حقيقة الامر لايريدها لان نتيجتها ستفقده مبرر وجوده حيث لن يعود هناك ممانعة ولا عدو خارجي يتربص به وسيظهر فشله في ادارة الدولة اي ان السلام لم يكن خيارا استراتيجيا له بل تكتيكيا وهذا الكذب نحن اعتدنا عليه.وجامعة الانظمة العربية تدرك ذلك جيد ومن اجل هذا اعطته هذه الفرصة لنضيع في متاهات الحوار.
ان اي حوارمع هذا النظام لايكون اساسه ومنطلقه تنحي الاسد عن الحكم والاعداد لمرحلة انتقالية هو حوارعقيم ومولود ميت لانه ليس بحجم الدماء التي سالت على ارض سوريا ،
ان الاسد يعلم هذه الحقيقة جيدا وكذلك تعلمها جامعة الانظمة العربية لكن المهم ان يعلمها من يقوم بالحوار نيابة عن الثائرين والا سيفقد شرعيته.