لقد جرت تحليلات كثيرة ، وستحصل تحليلات أخرى ، عن السبب الحقيقي ، وراء توقيت إبرام صفقة تبادل الأسرى ، بين حماس ودويلة يهود ، علما بأن هذه الصفقة ، بحثت بين الطرفين منذ ثلاث سنوات ، وكانت مكاسب حماس أكثر ، والمنافع أكبر – كما أشار إلى ذلك ضيفا حلقة بانوراما التي أذيعت يوم أمس الثلاثاء 18-10-11 على قناة العربية – ورفضتها حماس ، لأن ايران ونظام بشار ، كانا يرفضان اتمامها ، لإستغلالها واستثمارها لصالحهما في الوقت المناسب .
النظام السوري كان يحاول ، ولا يزال يحاول ، منذ انطلاق الثورة السورية المباركة ، لإفتعال أحداث ، واختلاق وقائع على الأرض ، تجعل وسائل الإعلام العالمية ، والمحلية تنشغل بها ، وتتحدث عنها لفترة من الزمن ، للتغطية على أحداث الثورة ، وعلى المجازر ، والمذابح التي يقترفها ، مع المتظاهرين والثائرين على نظامه ، وبالتالي يزيد في القتل ، وسفك الدماء ، تحت جنح الظلام ، وبعيدا عن وسائل الإعلام .
لقد حرض الفلسطينيين على السير إلى الجولان في أيار الماضي ، واقتحام الأسلاك الشائكة ، الفاصلة بين الأراضي السورية وهضبة الجولان ، وسقط على أثر ذلك عدد من القتلى والجرحى ، وأخذت وسائله الإعلامية العتيدة ، تتكلم أياماً وأسابيع عن بطولات الشعب الفلسطيني المزعومة ، وعن جرائم إسرائيل ، التي قتلت الذين أرادوا تحرير أرضهم من المحتل الغاصب ، كما انشغل أيضا الإعلام الدولي والعربي بهذا الحدث الطارئ لفترة من الزمن ، وعُميت الأخبار عما يجري في سورية ، من قتل وتدمير وترويع وتعذيب .
ثم بعد فترة أخرى حرض أحد الفلسطينيين للقيام بمهاجمة أسرة يهودية وقتل جميع أفرادها ، ثم بعد فترة أخرى حرض حماس وبعض الفصائل الفلسطينية الأخرى لإطلاق صواريخ الكاتيوشا على اسرائيل ، وفي كل مرة يكون الضحية هو الشعب الفلسطيني المسكين ، والمصيدة هو الشعب الفلسطيني البسيط ، والقربان هو الشعب الفلسطيني السطحي التفكير ، الذي يقبل عن طواعية ، أن يقدمه قادته من الحركات الإسلامية ، التي تتدثر بعباءة الإسلام ، والجهاد ، والمقاومة المزعومة على مذبح آل الأسد ، وأصحاب العمائم السوداء ، في قم وطهران ، والذين يصدقون ادعاءاتهم ، ومزاعمهم الباطلة الكاذبة ، أنهم يريدون تحرير فلسطين من يهود ، وهم أحفاد اليهود ، فكيف يعقل هذا ؟؟؟؟!!!
وها هو الحكم السوري بالتشاور مع الفرس ، ومع حكام يهود ، من وراء ستار ، وخلف الكواليس يحدد الوقت الدقيق ، المناسب له ، لإستغلال صفقة الأسرى ، التي بقي ثلاث سنوات ، يمنع حماس من التوقيع عليها ، بالرغم من كون الصفقة الأولى كانت تقضي بتحرير 1450 أسير فلسطيني ، مقابل أسير واحد يهودي ، ولا تشمل ابعاد الفلسطينيين ، إلى خارج فلسطين كما حصل الآن .
وقد أشار مقدم التقرير يوسف الشريف في البرنامج الآنف الذكر ، إلى أن اسرائيل أرادت انتهاز واستغلال الفرصة الأخيرة ، للضغط على حماس ، من قبل النظام السوري قبل سقوطه ، وفي هذا إشارة واضحة إلى ما يلي :
1- أن حماس ، ما هي إلا دمية ، ولعبة حلوة ، يلعب بها النظام السوري كيف يشاء ، ويقذفها كيفما يشاء ، ويتصرف بها كما يشاء ، ويلهو بها كما يشاء .
2- أن النظام الإيراني ، يستغل سذاجة ، وبساطة ، وطيبة ، قادة حماس ، فيخدعهم ، ويضحك عليهم ، بإدعاءات ، ومزاعم باطلة كاذبة ، أنه يدعم كفاحهم ، ونضالهم ، ضد يهود ، فيرمي لهم ببعض الفتات ، والفضلات من أمواله ، ليزيد في المكيدة لهم ، والطمس على قلوبهم ، وأبصارهم ، ليستسلموا له ، وينقادوا لأوامره ، وفي نفس الوقت ، حينما يظهر له أنهم يتلكأون في تنفيذ أوامره ، يقطع عنهم هذه الفضلات فورا ومباشرة ، وهذا ما حصل حينما أمرهم بإصدار بيان يؤيد بشار ، فتلكأوا ، واعتذروا قطعها عنهم ، ولا يزال يقطعها – حسب التقارير الصحفية العديدة التي تكلمت بهذا الخصوص – حتى الآن ، وكان الأولى بهم أن يصحوا من سباتهم العميق ، ويتبينوا طبيعة هذا النظام وهدفه ، أنه يريد أن يشتري منهم دينهم ، وعقيدتهم ، وفكرهم ، لقاء دراهم معدودة ، ويريد أن يبقوا خانعين له كلية ، بدون أي احتجاج أو اعتراض ، كان الأجدر بهم ، أن ينفضوا عنه ، ويفضحوا مكائده ، وخبثه ، ومساوماته ، ويرفضوا حضور هذه المهرجانات الهزلية الخداعية باسم فلسطين ، وفلسطين منهم براء ، ولكنهم للأسف طُبع على قلوبهم ، فلا يرون إلا ما يراه ، ولا يتكلمون إلا بلسانه.
3- حصول اتصالات بين سلطة بشار ، وسلطة نتن ياهو ، لترتيب الصفقة ، وتنفيذها قبل سقوط بشار ، كي يمارس ضغوطه المعتادة ، على حماس ، لقبول الصفقة بترتيبها الحالي ، بالرغم من مساوئها الكثيرة ، وابعاد قسم من الأسرى عن أرض فلسطين كليا.
4- رعاية أمريكية للصفقة ومباركتها ، والعمل على تلميع وجه حماس ، وطلائه بالمكياج الحلو الأنيق ، وإظهارها بأنها منظمة ، مسالمة وديعة حبوبة ، تستطيع أن تتعايش مع يهود ، خاصة وأن مشعل ، قد تعهد لكارتر بقبول فلسطين بحدو 67 فقط – وهذا الخبر بحد ذاته ينسف كل ادعاءات حماس العنترية بأنها لا تتنازل عن شبر من أرض فلسطين كاملة ، من النهر إلى البحر – والذي يجادل في صحة الخبر ، فليشاهد الحلقة كاملة ، ويعترض على من أورده على الرابط
إني أعلم علم اليقين ، أن هذه الأخبار الفاضحة ، لسوءات وعورات حماس ، التي تتستر بالإسلام ، وتعتبر نفسها من الإخوان المسلمين – علما بأني من الإخوان قبل أن يولد مشعل وقبل أن يظهر على وجه الأرض – غير أني لا أهادن أي مخلوق على وجه الأرض ، يبدي أي إعوجاج عن الخط المستقيم ، وأتمسك بمقولة الأعرابي المسلم ، المخلص الصادق ، الذي نطق وعبر عن فطرته الصافية ، حينما قال لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب – وما أدراك من عمر – ( والله لو رأينا فيك إعوجاجا – يا أمير المؤمنين – لقومناه بحد سيوفنا ) فما كان من عمر رضي الله عنه ، إلا أن ابتسم ، وحمد الله تعالى ، على أن جعل من أمة محمد ، من يقوم إعوجاج عمر ، إذا حاد عن الطريق .
أقول أن كشف هذه الأخبار ، سيثير حفيظة مؤيدي حماس – الذين يؤيدونها عن عمى ، وجهالة ، وعصبية ، وحزبية ، وجاهلية ، - ضدي ويقذفونني بكل ما لديهم من التهم والكلام القاسي والجارح ، ولكن هذا لن يهز شعرة في جسمي ، ولن يثنيني عن تبيان الحق – الذي هو بطبيعته مر المذاق ، لدى كثير من البشر ، وهذا ماعبر عنه عمر نفسه متأوها ( إيه يا حق لم تبق لي صاحبا ) – وتبيان الإعوجاج ، والجرائم الكبرى ، التي ارتكبتها حماس في حق نفسها ، وحق أمتها المسلمة ، وحق شعبها – وبالذات هذا الصبي اللعاب الذي يدعى خالد مشعل ، الشاطر بالعنتريات الخطابيه ، مثل سيده بشار ، وحسن نصر الشيطان والملطخة يديه ، بدماء السوريين الطاهرة ، نتيجة مصافحته لأسياده القتلة ، في دمشق وطهران .
1- بداية الجريمة الكبرى التي ارتكبها مشعل وحزبه ، هو إما الجهل بحقيقة بشار وأبيه ، وهذا بحد ذاته جريمة لا تغتفر ، لأن أي امرؤ ما ، في هذا الكون ، يجهل تاريخه وتاريخ أعدائه ، لا يستحق الحياة ، ومكانه فقط أن يعيش بين الحفر ، وفي البالوعات مع الجرذان والصراصير ، أو أن مشعل يعلم حقيقة بشار ، ولكنه يتجاهل ويكابر ، ويتعامى ، وهاتان جريمتان لا تغتفرا أيضاً.
2- والجريمة الثانية : قبول مشعل ورفاقه ، العيش في أحضان ، وتحت حراب بشار وزبانيته ، والتآلف معه والتعاون معه ، وهو المجرم بن المجرم حافظ – وما أدراك من هو حافظ - الذي دك مخيم تل الزعتر فوق ساكنيه عام 1975 ، حينما كان مشعل لا يزال صبيا صغيرا ، يلعب الدحل في شوارع غزة ، ودك أيضا مخيم صبرا وشاتيلا ، بالتعاون مع حزب أمل الصفوي الإيراني الفارسي ، في عام 1986 ، فقتل من الفلسطينيين ، أضعاف ما قتله قادة يهود جميعا ، من أيام غولدا مائير إلى شارون إلى نتن ياهو .
3- والجريمة الثالثة : هو تأييد مشعل المطلق لبشار ، ومديحه ، والثناء عليه ، وشكره ، لما يسمى بمواقفه البطولية والقومية ، في معظم خطبه الرنانة الطنانة ، واقتناعه وتصديقه ، أن بشار هو قائد المقاومة والممانعة ، - يالتفاهة عقل من يصدق بشار-
4- الجريمة الرابعة : بقاء قادة حماس في دمشق ، مع استمرار قنوات الإتصال ، بين مشعل وبشار ، وهو يقتل السوريين والفلسطينيين معا ، ويدك مخيم الرمل في اللاذقية من البر والجو والبحر.
5- الجريمة الخامسة : تصدي مخابرات حماس ، للمظاهرة الصغيرة اليتيمة ، التي انطلقت بشكل عفوي ، في غزة عقب هجوم الجيش الأسدي على مخيم الرمل ، لتندد بالهجوم ، فسحقتها مخابرات حماس ، كما تسحق مخابرات بشار المظاهرات في سورية ، مما يدل على التعاون المطلق ، والتوافق المطلق ، بين مخابرات الأسد وحماس – يا للعار ... يا للعار....-
6- الجريمة السادسة : ذهاب مشعل إلى طهران منذ أيام للمشاركة في الخطابات الهزلية ، التافهة ، السخيفة ، الإستعراضية ، لتأييد القضية الفلسطينية ، وهو يعلم موقف ايران المعادي للثورة السورية ، والداعم القوي والكبير والأول ، لسلطة بشار ، وبالرغم مما قيل أنه دعا بشار للإستجابة لمطالب الشعب ، إلا أن هذه مسخرة وتهريج ، إذ سبقه نجاد في مطالبة بشار ، بالإستجابة لمطالب الشعب ، فما الذي حصل ؟؟؟!! هل استجاب بشار أفندي ؟؟؟؟ كله تهريج وخداع وتضليل ، وفعليا ، وعمليا ، وميدانيا ، كلهم يدعمون بشار ، ويستميتون في المحافظة عليه ، وبالتأكيد مشعل يتحسر على زوال بشار ، ويتشكك أن يخرج من سوريا ، شخص مثل بشار في تأييده للقضية الفلسطينية ، فبشار في نظره ، لم تلد مثله النساء ، بشار هو القائد الملهم الهمام .
أخيرا نقول لمشعل ورفاقه إياكم أن تخرجوا من دمشق ، نريدكم أن تبقوا حتى سقوط بشار والقبض عليه وعليكم ، لمحاسبتكم جميعا – كل حسب مشاركته في قتل شعبنا – ولن نسامح أي مخلوق ، ولو صعد إلى السماء ، أو تعلق بأستار الكعبة ، قام بدعم بشار في القتل بشكل مباشر أو غير مباشر ، فلا صفح ولا عفو ، مع القتلة أيا كانت طريقة القتل ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) ،.
وكفى حماس اعتداء على شعبنا ، ببقائها تتعاون ، وتتحاور مع القتلة ، وترضخ ، وتخنع لطلباتهم ، وتساعدهم في صرف الأنظار عن جرائمهم ، بأي حجج كانت ، حتى ولو كانت ، تحرير الأسرى ، فالأسرى الفلسطينيون ، يعيشون في سجون خمسة نجوم عند يهود ، قياسا إلى سجون بشار فليس هذا الوقت المناسب ، والموفق ، والناجح ، لتحرير الأسرى ، ولكنه العمى ، والجهالة ، وطمس البصيرة ، يجعل حماس تنجذب نحو الأفاكين والمخادعين ( فإنها لا تعمى الأبصار ، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ).