بسم الله الرحمن الرحيم
لا بد من توفر علماء اجتماع للمساعدة على تصيويب مسار الثورة المباركة، بتمييز مفردات التصرفات الآلية من مفردات التصرفات الإختيارية.
مرض النواب منه الوارد عن صدمة و منه الصادر عن جهل، لحظ الفائدة الخفية، و الحذر من هدر فرص الانتعاش.
لا شك إن وحشية الأجهزة الأمني و الشبيحة قد تسببت بصدمة للشعب السوري، صدمة تفكك، لكن بعدها حتما يكون تماسك غير عادي و انتعاش، و غير هذا النواب المرضي النفسي، ما نصيب عقل الثورة من اسحداث نواب صحي مسيطر عليه من أجل القيام بانجازات ثورية نوعية، من شأنه تزخيم الثورة، و إلحاق المزيد من الشعب و الجيش بها.
الأرض تدور لكن ليس بالضرورة حول شمس، يكفي أن لجرمها فلك، يتحرك الجرم مطاوعة لفعل الفلك، يمكنها أن تدور بوجود شمس أو بغيابها.
... نواب النفس الناطقة القدسية ...
نبض ... الاستطراد و الإيجاز.. في تجميع المادة العلمية أو في الكتابة. ( فلك ي)
الريح ... تعاقب الركاكة و الجزالة في الأسلوب ( فلك و)
الإعصار ... العلم البحت، العلم المقارن، ( القياس البياني من علوم البلاغة)، الغرق في الأخبار أي التفاصيل الواقعية (فلك ـا)
الصدمة تحدث نوبة سلبية في المصدوم، يعقبها حتما نوبة إيجابية، مقدار حركة المصدوم لا تنقص و لا تزداد، فقط تعطيل و تبطيء هو عبارة عن ادخار للحركة يعقبه تعويض أي انفاق المدخر من الحركة، بمعنى تسارع الحركة.
لكن الحرك التلقائية تبدأ بنوبة إيجابية، ثم نوبة سلبية بسبب التعب و الملل.
قال أمير المؤمنينن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "إن في الخمول لراحة"، مفهومه المخالف (إن في النشاط لتعب".
مثال على الصدمة:--
إلقاء حجر في الماء.
سقوط الحجر يحدث تقعرا أو نوبة قاع.
يعقبها نوبة قمة.
الصدمة مصيبة، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "كل شيء يولد صغيرا فيكبر إلا المصيبة؛ تولد كبيرة فتصغر".
شعاع التموج الناتج عن إسقاط حجر في الماء، يبدأ بجهد مرتفع، ثم يتلاشى بالتدريج.
حجم الحجر هو المتغير الأول... يعين الهيرتز أي التردد أو طول الموجة، باعتبار أن سرعة انتشار الموج في الماء و في أي وسط آخر مهما كان طول الموجة أو التردد هو ثابت.
الذي يحدد الجهد (فولط) هو قوة دفع الحجر، أي الكتلة مضروبة في سرعة الإرتطام بالماء.
كمية التدفق (الأمبير) يتوقف على الوعاء إلقاء الحجر في قناة، يعني الأمبير قليل، إلقاء الحجر في بركة يعني الأمبير أكثر ما يمكن.
في حال إلقاء الحجر بزاوية حادة و كون الحجر مسطحا، لا يحدث تموج عميق، بل الحجر يقفز على سطح الماء مرات عديدة.
معنى هذا يمكن للشخص أن يتفادى الصدمة بالتطنيش، صحيح البحر لا يمكنه التطنيش لكن التطنيش بالنسبة له يعنى قذف الحجر لا عموديا بل وربا و كلما كانت الزاوية أحد كلما كان التموج أم مرض النواب الناتج عن الصدمة أخف.
...ليس كل نواب ناتج عن صدمة، بعضه ناتج عن زخم متصاعد بتأثير التحريض الفكري...
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "العقول أئمة الأفكار، و الأفكار أئمة القلوب، و القلوب أئمة الحواس، و الحواس أئمة الأعضاء"، العقل هو العقيدة المتعلقة بدين أو علمانية، بأمة أو جماعة مذهبية، العقيدة توجه النفس النطاقة و هي تفكر، و الأفكار بدورها تؤثر في النفس ترفع همتها و تقوي إرادتها،
العقول بعضها فطرية طبيعية موهوبة و بعضها مكتسب و هو العقيدة الدينية أو العلمانية، و العقيدة هي التي تؤثر و ليس العقل الطبيعي المشترك بين جميع الناس، مثلما أن الذي يؤثر في الخشب هو المنشار و ليس اليد.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: --
رأيت العقل عقلين............. فمطبوع و مسموع
و لا ينفع مسموع............... إذا لم يكن مطبوع
كما لا ينفع الشمس........ و ضوء العين ممنوع
أي العقيدة مولودة من زوجين هما العقل المطبوع و المعطيات، المعطيات تختلف هي بالنسبة إلى المسلمين القرآن و الحديث، بالنسبة للشرق هي معطيات الحياة و الإجتماع، و بالنسبة للغرب هي معطيات الطبيعة.
الفرق بين النواب الناتج عن صدمة النواب الناتج عن عقيدة و فكر هو أن النواب التلقائي أي الذي هو نتيجة مبادرة الشخص يبدأ بنوبة إيجابية.
....مدى التطرف في النواب يعين خطورته....
في الحالتين سواء كان النواب عن صدمة أو حث ذاتي، فإنه في النوبة السلبية أي التخلخل أو التقعر أو الانكماش يعاين الفرد مشاعر التعاسة و الشك، و إذا كان التفاوت كبيرا بين النوبتين، فإنه في النوبة السلبية ربما مال الفرد للإنتحار، أو على الأقل بسبب شكه في نفسه يتجه إلى الإلتحاق بمشاريع الآخرين، حسب قاعد السريع يأسر البطييء.
و لا تخلو نوبة الإيجاب من خطورة، في حالة تماسك الذات و زخمها، و انفلاشا و تحدبا، يستعلي و يستكبر و يعجب جدا بنفسه و يغتر، من كثرة الانتعاش و ربما توهم نفسه عبقريا، و هذا ايسر الأوهام، أما الخطير من الأوهام فهو أن يتوهم نفسه نبيا أو حتى إلها، و هو منتهى الجنون و غش النفس.
لكن مجرد الاغترار خطيئة كبرى، من الحديث القدسي: "لولا أن الذنب خير من العجب، ما خليت بين عبدي المؤمن و بين الذنب"، أي عقوبة إعجاب المسلم بنفسه هو أن الله سبحانه و تعالى يرفع عنه العصمة و يجرده من الفضيلة.
هذا غير صغائر العقوبات.. قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "إعجاب المرء بنفسه أحد حساد عقله"، و قال عليه السلام : "الإعجاب يمنع الازدياد"، و قال عليه السلام: "أوحش الوحشة العجب".
... يمكن التحكم بالنواب، و هو فرصة مهدورة أو مستثمرة ...
النواب فرصة للإنجاز الرائع، تهدرها الغفلة، تكرار التجربة تجعل المريض يحرص على انتهاز فرصة الانتعاش
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "لا ترى الجاهل إلا مــُفـْرِطا أو مُــفَــرِّطا"، أي مسرفا متجاوزا حد الإعتدال و الإستقامة أو مقصرا متخاذلا.
أي أن النواب التلقائي هو نتيجة الجهل، و الجاهل هنا هو أشبه بموظف محدود الدخل، يقتر على نفسه حينا من السنة و الحين الآخر يسرف على نفسه و ربما قضى كم ليلة في فندق خمسة نجوم. بينما الفضائل هي الإقتصاد في الإنفاق و السماحة.
...الفضائل في الإسلام ليست حدودا متوسطة، بل تتشاكل مع الرذائل...
قال سيدنا الإمام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام: "إن للحزم مقدار فإذا زاد فهو جبن، و إن للشجاعة مقدار فإذا زاد فهو تهور، و إن للإقتصاد مقدار فإذا زاد فو بخل،و إن للجود مقدار فإذا زاد فهو سرف".
لو اعتمدنا منطق أرسطو ف الأخلاق، أي قلنا أن الجود هو حد وسط بين البخل و التبذير ضاعت فضيلة الإقتصاد و التقدير في الإنفاق، بسبب أننا لن نستطيع أن نجد حدين متطرفين على جانبيها ليكونا رذيلتين، و بالمثل لو اعتمدنا سرد.. جبن، شجاعة، تهور لضاعت فضيلة الحزم و هي الإستعداد الكافي، مثلا إستعداد الطالب كفاية للإمتحان، استعداد الجيش كفاية للمعركة،، الخ...
و الأخلاق أي الفضائل و الرذائل هي ملكات، بعنى أنها عادات نفسية أو أحوال راسخة، يعني أن الإنسان يستطيع أن يكون فاضلا أو رذيلا و إلا لبطل مبرر الذم و المدح في الدنيا و العقاب و الثواب في الآخرة، أي أن الإنسان مسؤول عن نفسه إذا ملكتها أو ملكت الجبن أو الحزم، أو الشجاعة أو التهور، الخ.. قيل إن الشجاعة هي "الإقدام عن الخوف"، فإذا تخاذل الإنسان في القيام بالواجب و لم يتقدم عند الخوف و آثر السلامة، فقد تورط في مرض النواب، بمعنى أنه تعين في نفسه بسبب تخاذله حال أو نوبة جبن، بعدها ينقلب شاء أم أبى إلى التعين أو التحول المضاد أي التهور. فكأنه عند الخوف ادخر خاصية الغضب، ثم ينفجر الغضب في النوبة الإيجابية فيصير متهورا،
النواب هو تردد آلي بين رذيلتين البخل و السرف، أو الجبن و التهور، بينما المتحرر المختار مالك نفسه يتردد باختياره و هو صحيح بين الفضائل المتقابلة، أي بين الحزم و مضاده الشجاعة، و يتردد بين الاقتصاد و مضاده السماحة و الجود.
لكن مقامات (ملكات، أحوال مستقرة) الأخلاق تختلف عن غيرها من المقامات في أنها تختلف في طبيعتها أو حقيقتها عن الحال و الملكة حسب تفصيل أرسطو لهما، فهو قد عرّف الحال بأنه سريع الزوال، بينما الملكة مستقرة مستمرة و لا تزول إلا بمشاغل قوية، يشبه ما أصاب كلب بافلوف الذي كان يغرق في المختبر فنسي كل ما تعلمه في حياته.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "الأخلاق أصعب شيء اكتسابا، و أسهل شيء خسارة"، فهي نواب اختياري بين الفضائل، لكن الفضيلة فقط هي التي يصدق عليها كلام الأمير، أما الرذيلة فهي بالعكس أسهل شيء اكتسابا و أصعب شيء خسارة، أو بعبارة أصح ربحا بالتخلص منها.
و الذي يميز الخبائث هو سهولة و سرعة اكتسابها و تصاعد االتعود أو الارتهان و التقيد بها، فلا أحد يعتاد أو يدمن على الصلاة مهما امتد به العمر و هو مقيم للصلاة، لا أحد يعتاد أو يدمن على شرب الحليب أو العسل، لكن سهل جدا الإعتياد على كل خبيث من العمل أو الغذاء، مثل شرب السجائر أو الخمر، و مثل لعب الشدة (الكوتشينة، الجنفجفة) أو مشاهدة المباريات كرة او مصارعة أو سباق سيارات.
يبدو أنه نواب مختلف جدا هو التردد بين الأخلاق الفاضلة الحميدة و بين الرذائل التي فصلها الخبث و خاصتها الالتصاق أو اللزوق بالنفس،
كما أنه مختلف جدا نواب الزلازل و البراكين عن النوابين الإثنين دوران الأرض و لفها حول نفسها.
....لا يخلو من فائدة مرض النواب....
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "كم أخفى نعمه في نقمة، و كم أخفى نقمه في نعمه"، لا شك المرض من نقم الله تعالى، و مرض النواب هو نتيجة تخل الإنسان عن نفسه، و تركها بدون ضبط و محاسبة و توجيه، صحيح أن النواب يصحبه العذاب في نوبة السلب، لكنه يصحبه الانتعاش في نوبة الإيجاب، المشكلة في نوبة الإيجاب أو الانتعاش و تسارع و تيرة الإيقاع سواء مدا، أو ارتفاعا أو حركة اعتداد بالنفس، هو هدر هذا الحال الطيب و تضييعه بالاغترار و العجب بالنفس، و الاكتفاء بعيش حال مسر مفرح، لكن مع التجربة يصير الإنسان يغتنم هذه الأحوال الطيبة في الإنجاز البديع، مرة بعد مرة يعلم أن بعد الانتعاش يجيء الفتور و التضعضع و الشك و العجز، فينتهز فرصة تكاثر الإقتدار ليعمل شيئا متميزا.
...أعظم فائدة تجتنى من مرض النواب انتهاز فرصة شعشعة العقل و تنور الفكر...
قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "كيفية الفعل تدل على كمية العقل"، و قال عليه السلام: "تمام البدن إلى إثنين و عشرين سنة، و تمام العقل إلى ثمانية و عشرين سنة"، نواب النبض أي المد و الجزر ربما استمر نصف شهر، في نصف شهر لن يزداد العقل أو البدن كثيرا، لكن حال كمية العقل المتوفرة هو المؤثر فرق بين أن يكون العقل مشتتا أو يكون مجموع الكمية متقارب، عندها يشعشع و يحسن توجيه النفس الناطقة القدسية أي الشيء الإنساني من الإنسان، فينتج الإنسان أصوب الآراء و أجلاها.
الانسان مختصر حيوي لجملة الكون، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "و تزعم أنك جرم صغير.... و فيك انطوى العالم الأكبر". و من جملة العالم الأكبر هو الأحياء من شجر و حيوان و ناس، باختصار الإنسان مؤلف من كلمة و من أشياء ستة، واحد من هذه الأشياء هي النفس الناطقة القدسية، التي تناظر الناس من العالم الأكبر.
لا بد من تسليم القيادة للحكماء، ترك النفس على هواها هو طريق الانحطاط
يحسن توفر طائفة من الباحثين من أجل ملاحظة الإختيار و الآلية في مسار الثورة العربية العربية الكبرى الآخرة المباركة في كل بلد، و لحظ النواب المرضي من النواب الصحي الناتج عن روية و تفكير و اختيار أي عن إعمال للعقل و الفكر، النواب المرضي ينتج عن ترك النفس العمياء هي تتصرف، و ترك النفس تريد و تتصرف يعنى اكتساب الرذائل.
لكن مع ذلك الحياة العقلية المحضة تعني الجمود، بسبب أن العقل يسرف في الحسابات، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه... ما معناه أن لو اجتمع للعمل إثنا عشر قيراط من العقل فإنه لا ينفذ إلا يقيراط من الجهل، بسبب أن العقل لا تنقطع حساباته و لا يدع للنفس فرصة لتريد و تدفع قواها إلى العمل.
............................
محمد إبن رجب الشافعي
الجيش اللبناني الفلسفي الثوري.
الإربعاء 19\10\2011 مـــــــــــــــ
لا بد من توفر علماء اجتماع للمساعدة على تصيويب مسار الثورة المباركة، بتمييز مفردات التصرفات الآلية من مفردات التصرفات الإختيارية.
مرض النواب منه الوارد عن صدمة و منه الصادر عن جهل، لحظ الفائدة الخفية، و الحذر من هدر فرص الانتعاش.
لا شك إن وحشية الأجهزة الأمني و الشبيحة قد تسببت بصدمة للشعب السوري، صدمة تفكك، لكن بعدها حتما يكون تماسك غير عادي و انتعاش، و غير هذا النواب المرضي النفسي، ما نصيب عقل الثورة من اسحداث نواب صحي مسيطر عليه من أجل القيام بانجازات ثورية نوعية، من شأنه تزخيم الثورة، و إلحاق المزيد من الشعب و الجيش بها.
الأرض تدور لكن ليس بالضرورة حول شمس، يكفي أن لجرمها فلك، يتحرك الجرم مطاوعة لفعل الفلك، يمكنها أن تدور بوجود شمس أو بغيابها.
... نواب النفس الناطقة القدسية ...
نبض ... الاستطراد و الإيجاز.. في تجميع المادة العلمية أو في الكتابة. ( فلك ي)
الريح ... تعاقب الركاكة و الجزالة في الأسلوب ( فلك و)
الإعصار ... العلم البحت، العلم المقارن، ( القياس البياني من علوم البلاغة)، الغرق في الأخبار أي التفاصيل الواقعية (فلك ـا)
الصدمة تحدث نوبة سلبية في المصدوم، يعقبها حتما نوبة إيجابية، مقدار حركة المصدوم لا تنقص و لا تزداد، فقط تعطيل و تبطيء هو عبارة عن ادخار للحركة يعقبه تعويض أي انفاق المدخر من الحركة، بمعنى تسارع الحركة.
لكن الحرك التلقائية تبدأ بنوبة إيجابية، ثم نوبة سلبية بسبب التعب و الملل.
قال أمير المؤمنينن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "إن في الخمول لراحة"، مفهومه المخالف (إن في النشاط لتعب".
مثال على الصدمة:--
إلقاء حجر في الماء.
سقوط الحجر يحدث تقعرا أو نوبة قاع.
يعقبها نوبة قمة.
الصدمة مصيبة، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "كل شيء يولد صغيرا فيكبر إلا المصيبة؛ تولد كبيرة فتصغر".
شعاع التموج الناتج عن إسقاط حجر في الماء، يبدأ بجهد مرتفع، ثم يتلاشى بالتدريج.
حجم الحجر هو المتغير الأول... يعين الهيرتز أي التردد أو طول الموجة، باعتبار أن سرعة انتشار الموج في الماء و في أي وسط آخر مهما كان طول الموجة أو التردد هو ثابت.
الذي يحدد الجهد (فولط) هو قوة دفع الحجر، أي الكتلة مضروبة في سرعة الإرتطام بالماء.
كمية التدفق (الأمبير) يتوقف على الوعاء إلقاء الحجر في قناة، يعني الأمبير قليل، إلقاء الحجر في بركة يعني الأمبير أكثر ما يمكن.
في حال إلقاء الحجر بزاوية حادة و كون الحجر مسطحا، لا يحدث تموج عميق، بل الحجر يقفز على سطح الماء مرات عديدة.
معنى هذا يمكن للشخص أن يتفادى الصدمة بالتطنيش، صحيح البحر لا يمكنه التطنيش لكن التطنيش بالنسبة له يعنى قذف الحجر لا عموديا بل وربا و كلما كانت الزاوية أحد كلما كان التموج أم مرض النواب الناتج عن الصدمة أخف.
...ليس كل نواب ناتج عن صدمة، بعضه ناتج عن زخم متصاعد بتأثير التحريض الفكري...
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "العقول أئمة الأفكار، و الأفكار أئمة القلوب، و القلوب أئمة الحواس، و الحواس أئمة الأعضاء"، العقل هو العقيدة المتعلقة بدين أو علمانية، بأمة أو جماعة مذهبية، العقيدة توجه النفس النطاقة و هي تفكر، و الأفكار بدورها تؤثر في النفس ترفع همتها و تقوي إرادتها،
العقول بعضها فطرية طبيعية موهوبة و بعضها مكتسب و هو العقيدة الدينية أو العلمانية، و العقيدة هي التي تؤثر و ليس العقل الطبيعي المشترك بين جميع الناس، مثلما أن الذي يؤثر في الخشب هو المنشار و ليس اليد.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: --
رأيت العقل عقلين............. فمطبوع و مسموع
و لا ينفع مسموع............... إذا لم يكن مطبوع
كما لا ينفع الشمس........ و ضوء العين ممنوع
أي العقيدة مولودة من زوجين هما العقل المطبوع و المعطيات، المعطيات تختلف هي بالنسبة إلى المسلمين القرآن و الحديث، بالنسبة للشرق هي معطيات الحياة و الإجتماع، و بالنسبة للغرب هي معطيات الطبيعة.
الفرق بين النواب الناتج عن صدمة النواب الناتج عن عقيدة و فكر هو أن النواب التلقائي أي الذي هو نتيجة مبادرة الشخص يبدأ بنوبة إيجابية.
....مدى التطرف في النواب يعين خطورته....
في الحالتين سواء كان النواب عن صدمة أو حث ذاتي، فإنه في النوبة السلبية أي التخلخل أو التقعر أو الانكماش يعاين الفرد مشاعر التعاسة و الشك، و إذا كان التفاوت كبيرا بين النوبتين، فإنه في النوبة السلبية ربما مال الفرد للإنتحار، أو على الأقل بسبب شكه في نفسه يتجه إلى الإلتحاق بمشاريع الآخرين، حسب قاعد السريع يأسر البطييء.
و لا تخلو نوبة الإيجاب من خطورة، في حالة تماسك الذات و زخمها، و انفلاشا و تحدبا، يستعلي و يستكبر و يعجب جدا بنفسه و يغتر، من كثرة الانتعاش و ربما توهم نفسه عبقريا، و هذا ايسر الأوهام، أما الخطير من الأوهام فهو أن يتوهم نفسه نبيا أو حتى إلها، و هو منتهى الجنون و غش النفس.
لكن مجرد الاغترار خطيئة كبرى، من الحديث القدسي: "لولا أن الذنب خير من العجب، ما خليت بين عبدي المؤمن و بين الذنب"، أي عقوبة إعجاب المسلم بنفسه هو أن الله سبحانه و تعالى يرفع عنه العصمة و يجرده من الفضيلة.
هذا غير صغائر العقوبات.. قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "إعجاب المرء بنفسه أحد حساد عقله"، و قال عليه السلام : "الإعجاب يمنع الازدياد"، و قال عليه السلام: "أوحش الوحشة العجب".
... يمكن التحكم بالنواب، و هو فرصة مهدورة أو مستثمرة ...
النواب فرصة للإنجاز الرائع، تهدرها الغفلة، تكرار التجربة تجعل المريض يحرص على انتهاز فرصة الانتعاش
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "لا ترى الجاهل إلا مــُفـْرِطا أو مُــفَــرِّطا"، أي مسرفا متجاوزا حد الإعتدال و الإستقامة أو مقصرا متخاذلا.
أي أن النواب التلقائي هو نتيجة الجهل، و الجاهل هنا هو أشبه بموظف محدود الدخل، يقتر على نفسه حينا من السنة و الحين الآخر يسرف على نفسه و ربما قضى كم ليلة في فندق خمسة نجوم. بينما الفضائل هي الإقتصاد في الإنفاق و السماحة.
...الفضائل في الإسلام ليست حدودا متوسطة، بل تتشاكل مع الرذائل...
قال سيدنا الإمام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام: "إن للحزم مقدار فإذا زاد فهو جبن، و إن للشجاعة مقدار فإذا زاد فهو تهور، و إن للإقتصاد مقدار فإذا زاد فو بخل،و إن للجود مقدار فإذا زاد فهو سرف".
لو اعتمدنا منطق أرسطو ف الأخلاق، أي قلنا أن الجود هو حد وسط بين البخل و التبذير ضاعت فضيلة الإقتصاد و التقدير في الإنفاق، بسبب أننا لن نستطيع أن نجد حدين متطرفين على جانبيها ليكونا رذيلتين، و بالمثل لو اعتمدنا سرد.. جبن، شجاعة، تهور لضاعت فضيلة الحزم و هي الإستعداد الكافي، مثلا إستعداد الطالب كفاية للإمتحان، استعداد الجيش كفاية للمعركة،، الخ...
و الأخلاق أي الفضائل و الرذائل هي ملكات، بعنى أنها عادات نفسية أو أحوال راسخة، يعني أن الإنسان يستطيع أن يكون فاضلا أو رذيلا و إلا لبطل مبرر الذم و المدح في الدنيا و العقاب و الثواب في الآخرة، أي أن الإنسان مسؤول عن نفسه إذا ملكتها أو ملكت الجبن أو الحزم، أو الشجاعة أو التهور، الخ.. قيل إن الشجاعة هي "الإقدام عن الخوف"، فإذا تخاذل الإنسان في القيام بالواجب و لم يتقدم عند الخوف و آثر السلامة، فقد تورط في مرض النواب، بمعنى أنه تعين في نفسه بسبب تخاذله حال أو نوبة جبن، بعدها ينقلب شاء أم أبى إلى التعين أو التحول المضاد أي التهور. فكأنه عند الخوف ادخر خاصية الغضب، ثم ينفجر الغضب في النوبة الإيجابية فيصير متهورا،
النواب هو تردد آلي بين رذيلتين البخل و السرف، أو الجبن و التهور، بينما المتحرر المختار مالك نفسه يتردد باختياره و هو صحيح بين الفضائل المتقابلة، أي بين الحزم و مضاده الشجاعة، و يتردد بين الاقتصاد و مضاده السماحة و الجود.
لكن مقامات (ملكات، أحوال مستقرة) الأخلاق تختلف عن غيرها من المقامات في أنها تختلف في طبيعتها أو حقيقتها عن الحال و الملكة حسب تفصيل أرسطو لهما، فهو قد عرّف الحال بأنه سريع الزوال، بينما الملكة مستقرة مستمرة و لا تزول إلا بمشاغل قوية، يشبه ما أصاب كلب بافلوف الذي كان يغرق في المختبر فنسي كل ما تعلمه في حياته.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "الأخلاق أصعب شيء اكتسابا، و أسهل شيء خسارة"، فهي نواب اختياري بين الفضائل، لكن الفضيلة فقط هي التي يصدق عليها كلام الأمير، أما الرذيلة فهي بالعكس أسهل شيء اكتسابا و أصعب شيء خسارة، أو بعبارة أصح ربحا بالتخلص منها.
و الذي يميز الخبائث هو سهولة و سرعة اكتسابها و تصاعد االتعود أو الارتهان و التقيد بها، فلا أحد يعتاد أو يدمن على الصلاة مهما امتد به العمر و هو مقيم للصلاة، لا أحد يعتاد أو يدمن على شرب الحليب أو العسل، لكن سهل جدا الإعتياد على كل خبيث من العمل أو الغذاء، مثل شرب السجائر أو الخمر، و مثل لعب الشدة (الكوتشينة، الجنفجفة) أو مشاهدة المباريات كرة او مصارعة أو سباق سيارات.
يبدو أنه نواب مختلف جدا هو التردد بين الأخلاق الفاضلة الحميدة و بين الرذائل التي فصلها الخبث و خاصتها الالتصاق أو اللزوق بالنفس،
كما أنه مختلف جدا نواب الزلازل و البراكين عن النوابين الإثنين دوران الأرض و لفها حول نفسها.
....لا يخلو من فائدة مرض النواب....
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "كم أخفى نعمه في نقمة، و كم أخفى نقمه في نعمه"، لا شك المرض من نقم الله تعالى، و مرض النواب هو نتيجة تخل الإنسان عن نفسه، و تركها بدون ضبط و محاسبة و توجيه، صحيح أن النواب يصحبه العذاب في نوبة السلب، لكنه يصحبه الانتعاش في نوبة الإيجاب، المشكلة في نوبة الإيجاب أو الانتعاش و تسارع و تيرة الإيقاع سواء مدا، أو ارتفاعا أو حركة اعتداد بالنفس، هو هدر هذا الحال الطيب و تضييعه بالاغترار و العجب بالنفس، و الاكتفاء بعيش حال مسر مفرح، لكن مع التجربة يصير الإنسان يغتنم هذه الأحوال الطيبة في الإنجاز البديع، مرة بعد مرة يعلم أن بعد الانتعاش يجيء الفتور و التضعضع و الشك و العجز، فينتهز فرصة تكاثر الإقتدار ليعمل شيئا متميزا.
...أعظم فائدة تجتنى من مرض النواب انتهاز فرصة شعشعة العقل و تنور الفكر...
قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "كيفية الفعل تدل على كمية العقل"، و قال عليه السلام: "تمام البدن إلى إثنين و عشرين سنة، و تمام العقل إلى ثمانية و عشرين سنة"، نواب النبض أي المد و الجزر ربما استمر نصف شهر، في نصف شهر لن يزداد العقل أو البدن كثيرا، لكن حال كمية العقل المتوفرة هو المؤثر فرق بين أن يكون العقل مشتتا أو يكون مجموع الكمية متقارب، عندها يشعشع و يحسن توجيه النفس الناطقة القدسية أي الشيء الإنساني من الإنسان، فينتج الإنسان أصوب الآراء و أجلاها.
الانسان مختصر حيوي لجملة الكون، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "و تزعم أنك جرم صغير.... و فيك انطوى العالم الأكبر". و من جملة العالم الأكبر هو الأحياء من شجر و حيوان و ناس، باختصار الإنسان مؤلف من كلمة و من أشياء ستة، واحد من هذه الأشياء هي النفس الناطقة القدسية، التي تناظر الناس من العالم الأكبر.
لا بد من تسليم القيادة للحكماء، ترك النفس على هواها هو طريق الانحطاط
يحسن توفر طائفة من الباحثين من أجل ملاحظة الإختيار و الآلية في مسار الثورة العربية العربية الكبرى الآخرة المباركة في كل بلد، و لحظ النواب المرضي من النواب الصحي الناتج عن روية و تفكير و اختيار أي عن إعمال للعقل و الفكر، النواب المرضي ينتج عن ترك النفس العمياء هي تتصرف، و ترك النفس تريد و تتصرف يعنى اكتساب الرذائل.
لكن مع ذلك الحياة العقلية المحضة تعني الجمود، بسبب أن العقل يسرف في الحسابات، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه... ما معناه أن لو اجتمع للعمل إثنا عشر قيراط من العقل فإنه لا ينفذ إلا يقيراط من الجهل، بسبب أن العقل لا تنقطع حساباته و لا يدع للنفس فرصة لتريد و تدفع قواها إلى العمل.
............................
محمد إبن رجب الشافعي
الجيش اللبناني الفلسفي الثوري.
الإربعاء 19\10\2011 مـــــــــــــــ