نظام بشار الأسد وعائلته وطائفته يترنح ولا يجد سوى طريقة والده بحصار المدن بالدبابات من درعا إلى حمص إلى بانياس إلى المعضمية.. وغيرها وبقصف المدن بالدبابات واقتحام البيوت وقتل الناس (تخطى الرقم 750 شهيدا) والعزل وزج أكثر من 8 آلاف معتقل فى السجون.. ولكن الشعب مستمر فى ثورته السلمية
وأكد مسؤول أمنى سورى انشق مؤخرا وهرب إلى دولة أوروبية فى حديث هاتفى مع “الوطن العربى” وطلب عدم ذكر اسمه فى الوقت الحالى: أن هناك 200 ضابط علوى وسنى انشقوا مؤخرا.. وأن الضباط العلويين ملوا من سيطرة آل الأسد على الحكم وأصبح ذلك تهديدا لأمن الطائفة العلوية التى تقدر بـ2 مليون نسمة. وأصر المسؤول الأمنى الذى ينتمى للطائفة العلوية أن مع نظام عائلة الأسد فقط 20% من العلويين وأن 80% ضده حفاظا على التعايش السلمى والديمقراطى مع المكون الرئيسى للشعب السنى الذى يشكل 80% من الشعب السورى..
ولكنه حذر عدم الاستهانة بالـ20% من العلويين الذى يبلغ عددهم ربع مليون نسمة والذين يدعمون الأسد ولن يتخلوا بسهولة عن مكاسبهم وأنهم إذا قرروا القتال فإن ليبيا ستكون نزهة فى الحرب الأهلية السورية التى تجرها إليها عائلة الأسد الحاكمة.. بينما لم يستبعد المسؤول أنه فى اللحظة الأخيرة قد يقرر الأسد الهروب وعائلته إلى بلد مشرقى لحمايته..
تفاصيل هروب أسماء
وأكد المصدر الأمنى لـ”الوطن العربى”: أن قصة هروب أسماء الأخرس زوجة الرئيس وتصدى ماهر الأسد لها ومنعها من المغادرة صحيحة وأنه شدها من شعرها.. وعادت إلى بشار باكية وتدخل لدى شقيقه ماهر ليقنعه بضرورة خروجها إلى لندن لأن أعصابها انهارت وأصبحت تؤثر عليه وستؤدى إلى انهياره.. ولكن بقية القصة أن أسماء الأخرس استنجدت بالسفير البريطانى فى دمشق الذى تدخل لصالحها لأنها تحمل جوازا بريطانيا.. وبريطانية المولد.. ولم تظهر للعلن منذ بدء الربيع فى سورية قبل نحو شهر، وأنه مع تصاعد الأزمة فى سورية حذرت أسماء من التأخر فى خروجها من البلاد، وطالبت بخروجها من سورية فى أقرب وقت ممكن.
وأكد المصدر الأمنى لـ”الوطن العربى” أن أسماء حاليا فى لندن وتقيم فى فيللا والدها فواز الأخرس ومع أمها سحر العطرى الدبلوماسية السابقة فى ايست اكتون قرب ايلنغ برودوى فى غرب العاصمة البريطانية، وأن قوات من مكافحة الإرهاب وسكوتلاند يارد يحميان منزلها خوفا من الانتقام ويعيش معها أطفالها الثلاثة الصغار حافظ وكريم وزين.. وقد جهز بيت فى الريف البريطانى لها بعد مراقبة الإعلام البريطانى لها ومحاولة التشهير بزوجة الدكتاتور السورى.. والغريب أن فيللا آل الأخرس تقع على خطوات من بيت الشيخ أبوقتادة الفلسطينى المعتقل بتهمة أنه سفير القاعدة فى أوروبا..
بينما أكد مصدر بريطانى هروب أسماء الأخرس زوجة بشار الأسد مع أبنائها الثلاثة إلى بريطانيا بطلب من زوجها!! وأن هذه الخطوة تسبب حرجا كبيرا للحكومة البريطانية، فى ظل انتهاكات حقوق الإنسان والقتل التى تحدث فى سورية فى المظاهرات الشعبية المطالبة بالتغيير.
المارق!!
وأدان أعضاء فى مجلس الشيوخ الأميركى، فى قرار، الرئيس السورى بشار الأسد، ووصفوه بالـ”مارق”. وأكدوا أنه فقد شرعيته عندما مارس أعمال عنف ضد شعبه. وصرح السناتور المستقل جو ليبرمان، أبرز معدى نص مشروع القرار، بأن “الأسد ليس إصلاحيا. إنه مارق، مجرم، وزعيم شمولى!!”. ويوضح الأعضاء فى مجلس الشيوخ أن الأسد مسؤول عن انتهاكات حقوق الإنسان، ويؤكدون أنه “فقد شرعيته”. ويضيف النص “أن القرار يدعم الشعب السورى” ويدعوه إلى “تحديد مستقبله بنفسه”. وأشار السناتور الجمهورى ماركو روبيو من جهته إلى أنه “يتعين على الأسد أن يستقيل، وإذا رفض؛ آمل شخصيا أن يطيح به الوطنيون والجيش!!”.
كيرى يغيِّر
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ جون كيرى، والذى يعتبر أقرب عضو فى مجلس الشيوخ للأسد وأحد مهندسى التقارب بين دمشق وواشنطن خلال السنوات الماضية، أن الأسد “ليس إصلاحياً” بعدما كان وصفه بالإصلاحى مع بداية الأزمة. وبرر دفاعه عن الحكومة السورية بأنه كان “لوضعه (الأسد) أمام امتحان، سلسلة امتحانات، والفرصة ضاعت وهذه نهايتها”. وتابع: “لا يمكننا استكمال التواصل الآن.. هذا وضع متفاقم وهناك الكثير من انتهاكات حقوق الإنسان وعلينا الرد بمسؤولية.
والقرار الذى يحظى بدعم أعضاء فى مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطى والجمهورى، يطلب أيضا فرض عقوبات أكثر قوة على النظام السورى، وخصوصا عقوبات تستهدف الأسد نفسه. ويحض النص الرئيس الأمريكى باراك أوباما على التعبير عن رأيه “مباشرة وشخصيا” بشأن الوضع فى سورية.. وقال ليبرمان: “إن إعلانا من الرئيس سيحمل معانى كثيرة بالنسبة إلى السوريين”. وكما يدين نص القرار أيضا إيران لمساعدتها سورية “فى حملة العنف والقمع ضد السوريين”.
واشنطن: نظام الأسد فقد الشرعية
بينما أكدت وزيرة خارجية دول الاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون أن الاتحاد الأوروبى سيعيد النظر فى العقوبات بحق النظام السورى لممارسة “أكبر قدر ممكن من الضغط السياسى” على الرئيس السورى بشار الأسد. وجاءت أقوال آشتون رداً على انتقادات وجهت إلى طريقة إدارتها للسياسة الخارجية للاتحاد، واتهامها بأنها تتحرك من دون استراتيجية، خصوصاً فيما يتعلق بـ”ربيع الديمقراطية العربى.. وقالت مصادر إن ألمانيا وإسبانيا اعترضتا على إضافة الأسد إلى القائمة رغم إصرار فرنسا وبريطانيا..”.
ورداً على الانتقادات لها، قالت آشتون “أنا لست متسامحة” بشأن سورية و”أؤكد لكم عزمى على ممارسة أكبر قدر من الضغط السياسى على سورية”. وأضافت: “بدأنا بـ13 شخصاً متورطين مباشرة فى القمع العنيف للتظاهرات فى سورية” و”سنعود إلى القضية هذا الأسبوع”.
إلا أن زعيم النواب الخضر دانيال كوهين بنديت قال “ما الذى يمنع أوروبا من إدراج الأسد على اللائحة؟ ما هى الدول التى تمنع اليوم الاتحاد الأوروبى من اتخاذ القرار المعقول الوحيد؟”. وأضاف “لن يكون هناك حل فى سورية إلا عندما يتنحى الأسد عن الحكم وبالتالى من الواضح أنه يجب وضع كل عائلة الأسد على اللائحة وليس غداً بل اليوم”. وتابع “إذا كان ذلك غير ممكن لأنه لا بد من التوصل إلى إجماع فيجب القول من الذى يمنع ذلك، يجب أن نقول ذلك كى نقوم بحوار حقيقى فى أوروبا”. وقال زعيم المجموعة الليبرالية الديمقراطية غى فرهوفتسادت إن إنزال عقوبات بـ13 مسؤولاً أمر “سخيف”. وتابع: فلنكن واقعيين..
عودة إلى مجلس الأمن
كما هو متوقع فقد رفض النظام السورى إدخال لجنة تحقيق بقتل النظام لشعبه الأعزل.. رغم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الرئيس السورى إلى الكف عن استخدام العنف المفرط والاستجابة لنداءات الإصلاحات.. وأنه يجب السماح بدخول عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة ومراقبى حقوق الإنسان إلى درعا.. وبذلك تعود قضية المحققين بخروقات حقوق الإنسان فى سورية إلى مجلس الأمن الدولى.. وسط بعض الدعم الدولى الذى يتمتع به النظام السورى، خصوصاً من قبل دول مثل روسيا والصين وبعض دول عربية خليجية وإيران.. وقامت دول غربية بمحاولة جديدة لحمل مجلس الأمن على إدانة سورية بسبب قمعها للمتظاهرين المعارضين، كما أفاد دبلوماسيون. وأثارت بريطانيا خلال اجتماع لمجلس الأمن رفض سورية السماح لبعثة تقييم إنسانية بالدخول إلى درعا.
مواجهة أعماله!!
أما فى واشنطن شددت الإدارة الأميركية موقفها مع استمرار العنف ضد المتظاهرين، واعتبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر أن العنف الذى يستخدمه النظام السورى وكذلك “الأكاذيب لا تؤدى إلا إلى تعزيز تصميم المتظاهرين”. وقال تونر إن “قمع الحكومة السورية فى مدن مثل درعا وبانياس لا يؤدى إلا إلى أعمال عنف جديدة وتعزيز التصميم ومطالب الشعب السورى”.. وأضاف أن “الإعلانات الخاطئة عن الإصلاح مثل رفع حالة الطوارئ مصحوبة بتوقيف تعسفى لأكبر عدد ممكن من الأشخاص لا تشكل كذلك رداً على مشاكل سورية”.
وأبدى تونر اقتناعه بأن النظام سيرغم “على مواجهة المساءلة أخيراً عن أعماله”..!!
فاقد الشرعية!!
لكن على رغم أن الإدارة الأميركية لم تدع حتى الآن علانية إلى رحيل الرئيس السورى، إلا أن مسؤولاً فى إدارة الرئيس باراك أوباما سرب أن واشنطن تقترب من إعلان أن النظام السورى فاقد شرعيته.. وقال المسؤول الأميركى إن إعلان فقدان النظام السورى شرعيته، ستكون خطوة تمهيدية لمطالبته بالرحيل. وإذا ما تمت هذه الخطوة ستكون بمثابة تغيير جذرى فى تعامل واشنطن مع الأزمة السورية، إذ إن إدارة أوباما ركزت جهودها على دعوة الأسد لإجراء إصلاحات سياسية وإنهاء استخدام العنف ضد المدنيين. وأوضح المسؤول أن “الأسد أنهى أى أمل بأنه سيقوم بإصلاحات كان وعد فيها منذ أن وصل للحكم عام .2000
توزيع أدوار
ويتفهم الأوروبيون جيدا نظام الأسد ويرون أنه نظام يرتكز على الولاءات التقليدية، الدينية والعشائرية والعائلية، لا يبدو أى شىء قادراً على التأثير على الشخصيات المستهدفة بالعقوبات، مثل ماهر الأسد قائد الحرس الجمهورى، إضافة إلى رئيس المخابرات وشخصيات نافذة أخرى من بينهم رجل الأعمال رامى مخلوف الذى خرج يهدد مثل سيف الإسلام بن القذافى بأن يدمر سورية وأنه بدون نظام خاله فإن إسرائيل لن تنعم بالسلام والاستقرار!!
ويتحدث الديبلوماسى عن الوظيفة التى يضطلع بها أركان النظام. ويقول إن “ماهر الأسد يؤمن حماية الرئيس، ورامى مخلوف مكلف شراء ولاءات العائلات الكبرى العاملة فى التجارة فى سورية.. ويوضح الدبلوماسى الغربى “عندما يتركز النظام فى عائلة فإن تصدعه يكون أصعب” رغم أنه “حتى فى الأنظمة الأكثر تماسكاً تبقى هناك اختلالات وتباينات قد تتوسع فى ظل الأزمات”، مشيراً إلى وجود بعض الحساسيات بين أركان النظام السورى.. ويرى المحللون أن العقوبات “ليست عاجزة عن ردع النظام السورى فحسب، بل قد تكون لها آثار عكسية”.
ويقول بالانش “سيعمل النظام على تشديد القمع ليقول إنه لا يتأثر بأى ضغط خارجى” لا سيما أن دمشق تعتمد اعتماداً كبيراً على حليفتها الإقليمية إيران، إضافة إلى تأييد كل من روسيا والصين فى مجلس الأمن الدولى..
ولكن إذا جرى استهداف لائحة الـ92 والتى استلمتها الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبى والتى توقع عقوبات على الـ10 الكبار الذين يملكون 200 مليار دولار.. فإنها ستشل حركة النظام المالية وخاصة الشركات الواجهة التى يختبئ خلفها النظام فى أوروبا وأميركا ودبى..
علاقة دموية
وكلما يحاول النظام عبر أبواقه القول إنه يفاوض الشعب تتوغل الدبابات فى بلدات سورية ويعتلى القناصة أسطح المبانى ويطلقون الرصاص على كل ما يتحرك.. ويعتقلون الآلاف فى أنحاء سورية من درعا فى الجنوب إلى بانياس فى الشمال تشتد قبضة الأمن وتزداد عزلة البلدات التى كانت فى قلب الانتفاضة. وأضحى تحرك المحتجين والنشطاء الذين يستلهمون انتفاضتين أطاحتا برئيسى تونس ومصر أكثر صعوبة، فقد اعتقل الآلاف وطوق الجيش وقوات الأمن المدن الرئيسية بالدبابات وأقام المتاريس على الطرق ومنع الوصول إلى بعض البلدات وعزلت عن بقية البلاد بقطع خدمات الهاتف والإنترنت.. ويقول ناشطون تم الاتصال بهم بشكل متقطع عن طريق الهاتف أو موقعى تويتر وفيسبوك على الانترنت، إنهم محاصرون وسط إطلاق مدافع رشاشة ثقيلة على بيوتهم..
محاولات إنقاذية لبشار
وهناك من يروج أن الأسد لم يعد يملك أى سلطة وأن هناك من حل محله وأنه فقد السلطة لصالح المتشددين فى العائلة. لم يوجه كلمة للأمة. لم يقل ماذا يريد أن يفعل. ترك الأمر لقوات الأمن. يمكن أن يستخلص المرء أنه ربما لا يمسك بزمام الأمور كليا.. ويعودون إلى الاسطوانة المشروخة أن الرئيس السورى مقيد بالحرس القديم.. لكنه يتحمل المسؤولية..
ومن بين هؤلاء كان شقيقه ماهر الذى يرأس الحرس الجمهورى القوى. وحصل ابن خاله، رامى مخلوف، على الترخيص لشركة “سيريتل”، أكبر شركة للهاتف الجوال فى البلاد، فى حين أن الشقيق الأصغر لمخلوف، الذى يدعى حافظ هو المسؤول عن فرع الاستخبارات فى دمشق. وكان عاطف نجيب، ابن خالة بشار الأسد، هو المسؤول عن درعا التى شهدت بداية الثورة.
كل الدلائل تشير إلى أن الأسرة مرتبطة ببعضها للغاية، لأنهم يعرفون أنهم إما أن يعيشوا معا أو يموتوا معا. وقال أيمن عبد النور، الذى شغل منصب مستشار الأسد خلال الفترة بين عامى 1997 و2004 قبل أن ينقلب على النظام وينتقل إلى دبى بدولة الإمارات العربية المتحدة: “لا يوجد هناك أى شك فى أن الأسد يسيطر سيطرة كاملة على الأسرة. إنه ولا أحد غيره، والأسرة كلها تقف وراءه. إنه هو وحده المسؤول مسؤولية كاملة، وهو الشخص الوحيد الذى يقوم باتخاذ القرارات”.
رؤية لوبى واشنطن
هل سورية أقل أهمية من ليبيا؟ على العكس، حيث يتفق الخبراء الإقليميون على أن دمشق محور مهم فى منطقة الشرق الأوسط. إذا تعثر نظام الأسد، ستخسر إيران أهم حلفائها وحلقة الوصل بينها وبين حزب الله فى لبنان وحماس فى غزة. يمكن أن تنهار إمبراطورية الظل الإيرانية وسيكون نظام الحكم الديكتاتورى الإيرانى فى خطر حقيقى. لم يطلب أحد فى سورية تدخلا عسكريا مثل الذى حدث فى ليبيا ولن تستطيع الولايات المتحدة وأوروبا القيام بأى شىء أكثر حسما حتى وإن حشدوا جهودهم. لكن لماذا يقومون بالقليل وبهذا البطء؟
إن السياسة الأميركية تجاه سورية تأثرت ببعض العوامل ذاتها التى أدت إلى الاستجابة البطيئة للولايات المتحدة لكل الثورات العربية.
إن الولايات المتحدة ليست لديها سياسة تجاه سورية، بل سياسة تجاه عملية السلام فى الشرق الأوسط. وتمحورت سياسة التعاطى والتواصل التى تتبناها إدارة أوباما تجاه سورية حول الوصول إلى نتائج فى دول أخرى، وهى سلام فى إسرائيل واستقرار فى لبنان وعزلة إيران. من أسباب التباطؤ فى التخلى عن الأسد هو أن هذا سيعنى التخلى عن طريقة التفكير التى ترى أن الأسد قادر على تحقيق هذه الإنجازات!!
ويحاول أهل اللوبى السورى فى واشنطن الذى يترأسه توماس داين الذى كان المدير التنفيذى للايباك الصهيونى لـ25 عاما إقناع المسؤولين أن سقوط النظام سوف ينشر الفوضى والعنف والتطرف. مع أن كل الشعارات التى رفعت خلال تلك الاحتجاجات كانت تؤكد على الوحدة. ولم يظهر على الساحة أى انتحارى تابع لتنظيم القاعدة، بل طلبة وعمال يطالبون بأن تلحق بلادهم بركب التقدم فى القرن الواحد والعشرين، شأنهم شأن جميع المواطنين فى مختلف دول الشرق الأوسط. والنظام هو الوحيد الذى يتحدث عن الصراع الطائفى.
لائحة العار
وتأكد ما نشرته “الوطن العربى” عن لائحة الـ92 مسؤولا سوريًا وتصدر ماهر شقيق الرئيس بشار الأسد إضافة لشخصيات بارزة لائحة أوروبية تستهدف تجميد أرصدة وحظر سفر 13 شخصية فى النظام السورى لدورهم فى قمع الاحتجاجات الواسعة التى تشهدها البلاد منذ 8 أسابيع، فيما أكدت بثينة شعبان مستشارة الأسد أن الحكومة قاربت على إنهاء الاضطرابات بعدما أصبحت لها اليد العليا. ولكن الغريب أن شعبان الذى غابت لشهرين خلال الثورة استدعت انتونى شديد مراسل النيويورك تايمز لساعتين لتملى عليه هذا التصريح ثم تأمره بمغادرة دمشق فورا!!
فى الوقت الذى أبقى الجيش على حصار مدينة بانياس الساحلية التى شهدت، إلى جانب عدة مدن أخرى، حملة اعتقالات واسعة.. ويتقدم ماهر الأسد (43 عاما) الذى اعتبر “المسؤول الرئيسى عن القمع ضد المتظاهرين” اللائحة الأوروبية التى صدرت أمس وتنص على تجميد الأصول ومنع الدخول لدول الاتحاد الأوروبى، وبعده مدير المخابرات العامة على مملوك (65 عاما) ووزير الداخلية الجديد إبراهيم الشعار الذى عين فى 28 أبريل “نيسان”.
وأدرجت على اللائحة أيضا أسماء كبار المسؤولين مثل رئيس شعبة الأمن السياسى محمد ديب زيتون، ورئيس شعبة الأمن العسكرى عبدالفتاح قدسية، ومدير إدارة المخابرات الجوية جميل حسن. وعلى اللائحة أيضا اسم شخصية وصفت بأنها “قريبة من ماهر الأسد” وهو حافظ مخلوف (40 عاما) ضابط فى إدارة مخابرات أمن الدولة، وكذلك شقيقه رامى مخلوف (41 عاما) الذى وصف بأنه “رجل أعمال سورى شريك لماهر الأسد”، إضافة إلى عاطف نجيب رئيس فرع الأمن السياسى فى درعا سابقا، وأمجد العباس رئيس قسم الأمن السياسى فى بانياس، ورستم غزالة رئيس وحدة الاستطلاع فى لبنان سابقا ورئيس فرع الأمن العسكرى لمحافظة ريف دمشق. وأخيرا تضم اللائحة شخصين من عائلة الأسد وهما فواز ومنذر الأسد اللذين اتهمتهما المعارضة بالمشاركة فى عصابات “الشبيحة”.
وحتى تعض هذه العقوبات على رؤوس النظام، يمضى النظام فى سورية قدما فى خيار القمع الأمنى للاحتجاجات الشعبية المنتشرة فى كل مدن البلاد وقراها غير آبه لردود الفعل الداخلية والخارجية.. ولكن الشعب السورى أنهى شهرة الثانى وبدأت الثورة شهرها الثالث بدون أى تراجع أو كلل أو ملل. عن الوطن العربي
وأكد مسؤول أمنى سورى انشق مؤخرا وهرب إلى دولة أوروبية فى حديث هاتفى مع “الوطن العربى” وطلب عدم ذكر اسمه فى الوقت الحالى: أن هناك 200 ضابط علوى وسنى انشقوا مؤخرا.. وأن الضباط العلويين ملوا من سيطرة آل الأسد على الحكم وأصبح ذلك تهديدا لأمن الطائفة العلوية التى تقدر بـ2 مليون نسمة. وأصر المسؤول الأمنى الذى ينتمى للطائفة العلوية أن مع نظام عائلة الأسد فقط 20% من العلويين وأن 80% ضده حفاظا على التعايش السلمى والديمقراطى مع المكون الرئيسى للشعب السنى الذى يشكل 80% من الشعب السورى..
ولكنه حذر عدم الاستهانة بالـ20% من العلويين الذى يبلغ عددهم ربع مليون نسمة والذين يدعمون الأسد ولن يتخلوا بسهولة عن مكاسبهم وأنهم إذا قرروا القتال فإن ليبيا ستكون نزهة فى الحرب الأهلية السورية التى تجرها إليها عائلة الأسد الحاكمة.. بينما لم يستبعد المسؤول أنه فى اللحظة الأخيرة قد يقرر الأسد الهروب وعائلته إلى بلد مشرقى لحمايته..
تفاصيل هروب أسماء
وأكد المصدر الأمنى لـ”الوطن العربى”: أن قصة هروب أسماء الأخرس زوجة الرئيس وتصدى ماهر الأسد لها ومنعها من المغادرة صحيحة وأنه شدها من شعرها.. وعادت إلى بشار باكية وتدخل لدى شقيقه ماهر ليقنعه بضرورة خروجها إلى لندن لأن أعصابها انهارت وأصبحت تؤثر عليه وستؤدى إلى انهياره.. ولكن بقية القصة أن أسماء الأخرس استنجدت بالسفير البريطانى فى دمشق الذى تدخل لصالحها لأنها تحمل جوازا بريطانيا.. وبريطانية المولد.. ولم تظهر للعلن منذ بدء الربيع فى سورية قبل نحو شهر، وأنه مع تصاعد الأزمة فى سورية حذرت أسماء من التأخر فى خروجها من البلاد، وطالبت بخروجها من سورية فى أقرب وقت ممكن.
وأكد المصدر الأمنى لـ”الوطن العربى” أن أسماء حاليا فى لندن وتقيم فى فيللا والدها فواز الأخرس ومع أمها سحر العطرى الدبلوماسية السابقة فى ايست اكتون قرب ايلنغ برودوى فى غرب العاصمة البريطانية، وأن قوات من مكافحة الإرهاب وسكوتلاند يارد يحميان منزلها خوفا من الانتقام ويعيش معها أطفالها الثلاثة الصغار حافظ وكريم وزين.. وقد جهز بيت فى الريف البريطانى لها بعد مراقبة الإعلام البريطانى لها ومحاولة التشهير بزوجة الدكتاتور السورى.. والغريب أن فيللا آل الأخرس تقع على خطوات من بيت الشيخ أبوقتادة الفلسطينى المعتقل بتهمة أنه سفير القاعدة فى أوروبا..
بينما أكد مصدر بريطانى هروب أسماء الأخرس زوجة بشار الأسد مع أبنائها الثلاثة إلى بريطانيا بطلب من زوجها!! وأن هذه الخطوة تسبب حرجا كبيرا للحكومة البريطانية، فى ظل انتهاكات حقوق الإنسان والقتل التى تحدث فى سورية فى المظاهرات الشعبية المطالبة بالتغيير.
المارق!!
وأدان أعضاء فى مجلس الشيوخ الأميركى، فى قرار، الرئيس السورى بشار الأسد، ووصفوه بالـ”مارق”. وأكدوا أنه فقد شرعيته عندما مارس أعمال عنف ضد شعبه. وصرح السناتور المستقل جو ليبرمان، أبرز معدى نص مشروع القرار، بأن “الأسد ليس إصلاحيا. إنه مارق، مجرم، وزعيم شمولى!!”. ويوضح الأعضاء فى مجلس الشيوخ أن الأسد مسؤول عن انتهاكات حقوق الإنسان، ويؤكدون أنه “فقد شرعيته”. ويضيف النص “أن القرار يدعم الشعب السورى” ويدعوه إلى “تحديد مستقبله بنفسه”. وأشار السناتور الجمهورى ماركو روبيو من جهته إلى أنه “يتعين على الأسد أن يستقيل، وإذا رفض؛ آمل شخصيا أن يطيح به الوطنيون والجيش!!”.
كيرى يغيِّر
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ جون كيرى، والذى يعتبر أقرب عضو فى مجلس الشيوخ للأسد وأحد مهندسى التقارب بين دمشق وواشنطن خلال السنوات الماضية، أن الأسد “ليس إصلاحياً” بعدما كان وصفه بالإصلاحى مع بداية الأزمة. وبرر دفاعه عن الحكومة السورية بأنه كان “لوضعه (الأسد) أمام امتحان، سلسلة امتحانات، والفرصة ضاعت وهذه نهايتها”. وتابع: “لا يمكننا استكمال التواصل الآن.. هذا وضع متفاقم وهناك الكثير من انتهاكات حقوق الإنسان وعلينا الرد بمسؤولية.
والقرار الذى يحظى بدعم أعضاء فى مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطى والجمهورى، يطلب أيضا فرض عقوبات أكثر قوة على النظام السورى، وخصوصا عقوبات تستهدف الأسد نفسه. ويحض النص الرئيس الأمريكى باراك أوباما على التعبير عن رأيه “مباشرة وشخصيا” بشأن الوضع فى سورية.. وقال ليبرمان: “إن إعلانا من الرئيس سيحمل معانى كثيرة بالنسبة إلى السوريين”. وكما يدين نص القرار أيضا إيران لمساعدتها سورية “فى حملة العنف والقمع ضد السوريين”.
واشنطن: نظام الأسد فقد الشرعية
بينما أكدت وزيرة خارجية دول الاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون أن الاتحاد الأوروبى سيعيد النظر فى العقوبات بحق النظام السورى لممارسة “أكبر قدر ممكن من الضغط السياسى” على الرئيس السورى بشار الأسد. وجاءت أقوال آشتون رداً على انتقادات وجهت إلى طريقة إدارتها للسياسة الخارجية للاتحاد، واتهامها بأنها تتحرك من دون استراتيجية، خصوصاً فيما يتعلق بـ”ربيع الديمقراطية العربى.. وقالت مصادر إن ألمانيا وإسبانيا اعترضتا على إضافة الأسد إلى القائمة رغم إصرار فرنسا وبريطانيا..”.
ورداً على الانتقادات لها، قالت آشتون “أنا لست متسامحة” بشأن سورية و”أؤكد لكم عزمى على ممارسة أكبر قدر من الضغط السياسى على سورية”. وأضافت: “بدأنا بـ13 شخصاً متورطين مباشرة فى القمع العنيف للتظاهرات فى سورية” و”سنعود إلى القضية هذا الأسبوع”.
إلا أن زعيم النواب الخضر دانيال كوهين بنديت قال “ما الذى يمنع أوروبا من إدراج الأسد على اللائحة؟ ما هى الدول التى تمنع اليوم الاتحاد الأوروبى من اتخاذ القرار المعقول الوحيد؟”. وأضاف “لن يكون هناك حل فى سورية إلا عندما يتنحى الأسد عن الحكم وبالتالى من الواضح أنه يجب وضع كل عائلة الأسد على اللائحة وليس غداً بل اليوم”. وتابع “إذا كان ذلك غير ممكن لأنه لا بد من التوصل إلى إجماع فيجب القول من الذى يمنع ذلك، يجب أن نقول ذلك كى نقوم بحوار حقيقى فى أوروبا”. وقال زعيم المجموعة الليبرالية الديمقراطية غى فرهوفتسادت إن إنزال عقوبات بـ13 مسؤولاً أمر “سخيف”. وتابع: فلنكن واقعيين..
عودة إلى مجلس الأمن
كما هو متوقع فقد رفض النظام السورى إدخال لجنة تحقيق بقتل النظام لشعبه الأعزل.. رغم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الرئيس السورى إلى الكف عن استخدام العنف المفرط والاستجابة لنداءات الإصلاحات.. وأنه يجب السماح بدخول عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة ومراقبى حقوق الإنسان إلى درعا.. وبذلك تعود قضية المحققين بخروقات حقوق الإنسان فى سورية إلى مجلس الأمن الدولى.. وسط بعض الدعم الدولى الذى يتمتع به النظام السورى، خصوصاً من قبل دول مثل روسيا والصين وبعض دول عربية خليجية وإيران.. وقامت دول غربية بمحاولة جديدة لحمل مجلس الأمن على إدانة سورية بسبب قمعها للمتظاهرين المعارضين، كما أفاد دبلوماسيون. وأثارت بريطانيا خلال اجتماع لمجلس الأمن رفض سورية السماح لبعثة تقييم إنسانية بالدخول إلى درعا.
مواجهة أعماله!!
أما فى واشنطن شددت الإدارة الأميركية موقفها مع استمرار العنف ضد المتظاهرين، واعتبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر أن العنف الذى يستخدمه النظام السورى وكذلك “الأكاذيب لا تؤدى إلا إلى تعزيز تصميم المتظاهرين”. وقال تونر إن “قمع الحكومة السورية فى مدن مثل درعا وبانياس لا يؤدى إلا إلى أعمال عنف جديدة وتعزيز التصميم ومطالب الشعب السورى”.. وأضاف أن “الإعلانات الخاطئة عن الإصلاح مثل رفع حالة الطوارئ مصحوبة بتوقيف تعسفى لأكبر عدد ممكن من الأشخاص لا تشكل كذلك رداً على مشاكل سورية”.
وأبدى تونر اقتناعه بأن النظام سيرغم “على مواجهة المساءلة أخيراً عن أعماله”..!!
فاقد الشرعية!!
لكن على رغم أن الإدارة الأميركية لم تدع حتى الآن علانية إلى رحيل الرئيس السورى، إلا أن مسؤولاً فى إدارة الرئيس باراك أوباما سرب أن واشنطن تقترب من إعلان أن النظام السورى فاقد شرعيته.. وقال المسؤول الأميركى إن إعلان فقدان النظام السورى شرعيته، ستكون خطوة تمهيدية لمطالبته بالرحيل. وإذا ما تمت هذه الخطوة ستكون بمثابة تغيير جذرى فى تعامل واشنطن مع الأزمة السورية، إذ إن إدارة أوباما ركزت جهودها على دعوة الأسد لإجراء إصلاحات سياسية وإنهاء استخدام العنف ضد المدنيين. وأوضح المسؤول أن “الأسد أنهى أى أمل بأنه سيقوم بإصلاحات كان وعد فيها منذ أن وصل للحكم عام .2000
توزيع أدوار
ويتفهم الأوروبيون جيدا نظام الأسد ويرون أنه نظام يرتكز على الولاءات التقليدية، الدينية والعشائرية والعائلية، لا يبدو أى شىء قادراً على التأثير على الشخصيات المستهدفة بالعقوبات، مثل ماهر الأسد قائد الحرس الجمهورى، إضافة إلى رئيس المخابرات وشخصيات نافذة أخرى من بينهم رجل الأعمال رامى مخلوف الذى خرج يهدد مثل سيف الإسلام بن القذافى بأن يدمر سورية وأنه بدون نظام خاله فإن إسرائيل لن تنعم بالسلام والاستقرار!!
ويتحدث الديبلوماسى عن الوظيفة التى يضطلع بها أركان النظام. ويقول إن “ماهر الأسد يؤمن حماية الرئيس، ورامى مخلوف مكلف شراء ولاءات العائلات الكبرى العاملة فى التجارة فى سورية.. ويوضح الدبلوماسى الغربى “عندما يتركز النظام فى عائلة فإن تصدعه يكون أصعب” رغم أنه “حتى فى الأنظمة الأكثر تماسكاً تبقى هناك اختلالات وتباينات قد تتوسع فى ظل الأزمات”، مشيراً إلى وجود بعض الحساسيات بين أركان النظام السورى.. ويرى المحللون أن العقوبات “ليست عاجزة عن ردع النظام السورى فحسب، بل قد تكون لها آثار عكسية”.
ويقول بالانش “سيعمل النظام على تشديد القمع ليقول إنه لا يتأثر بأى ضغط خارجى” لا سيما أن دمشق تعتمد اعتماداً كبيراً على حليفتها الإقليمية إيران، إضافة إلى تأييد كل من روسيا والصين فى مجلس الأمن الدولى..
ولكن إذا جرى استهداف لائحة الـ92 والتى استلمتها الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبى والتى توقع عقوبات على الـ10 الكبار الذين يملكون 200 مليار دولار.. فإنها ستشل حركة النظام المالية وخاصة الشركات الواجهة التى يختبئ خلفها النظام فى أوروبا وأميركا ودبى..
علاقة دموية
وكلما يحاول النظام عبر أبواقه القول إنه يفاوض الشعب تتوغل الدبابات فى بلدات سورية ويعتلى القناصة أسطح المبانى ويطلقون الرصاص على كل ما يتحرك.. ويعتقلون الآلاف فى أنحاء سورية من درعا فى الجنوب إلى بانياس فى الشمال تشتد قبضة الأمن وتزداد عزلة البلدات التى كانت فى قلب الانتفاضة. وأضحى تحرك المحتجين والنشطاء الذين يستلهمون انتفاضتين أطاحتا برئيسى تونس ومصر أكثر صعوبة، فقد اعتقل الآلاف وطوق الجيش وقوات الأمن المدن الرئيسية بالدبابات وأقام المتاريس على الطرق ومنع الوصول إلى بعض البلدات وعزلت عن بقية البلاد بقطع خدمات الهاتف والإنترنت.. ويقول ناشطون تم الاتصال بهم بشكل متقطع عن طريق الهاتف أو موقعى تويتر وفيسبوك على الانترنت، إنهم محاصرون وسط إطلاق مدافع رشاشة ثقيلة على بيوتهم..
محاولات إنقاذية لبشار
وهناك من يروج أن الأسد لم يعد يملك أى سلطة وأن هناك من حل محله وأنه فقد السلطة لصالح المتشددين فى العائلة. لم يوجه كلمة للأمة. لم يقل ماذا يريد أن يفعل. ترك الأمر لقوات الأمن. يمكن أن يستخلص المرء أنه ربما لا يمسك بزمام الأمور كليا.. ويعودون إلى الاسطوانة المشروخة أن الرئيس السورى مقيد بالحرس القديم.. لكنه يتحمل المسؤولية..
ومن بين هؤلاء كان شقيقه ماهر الذى يرأس الحرس الجمهورى القوى. وحصل ابن خاله، رامى مخلوف، على الترخيص لشركة “سيريتل”، أكبر شركة للهاتف الجوال فى البلاد، فى حين أن الشقيق الأصغر لمخلوف، الذى يدعى حافظ هو المسؤول عن فرع الاستخبارات فى دمشق. وكان عاطف نجيب، ابن خالة بشار الأسد، هو المسؤول عن درعا التى شهدت بداية الثورة.
كل الدلائل تشير إلى أن الأسرة مرتبطة ببعضها للغاية، لأنهم يعرفون أنهم إما أن يعيشوا معا أو يموتوا معا. وقال أيمن عبد النور، الذى شغل منصب مستشار الأسد خلال الفترة بين عامى 1997 و2004 قبل أن ينقلب على النظام وينتقل إلى دبى بدولة الإمارات العربية المتحدة: “لا يوجد هناك أى شك فى أن الأسد يسيطر سيطرة كاملة على الأسرة. إنه ولا أحد غيره، والأسرة كلها تقف وراءه. إنه هو وحده المسؤول مسؤولية كاملة، وهو الشخص الوحيد الذى يقوم باتخاذ القرارات”.
رؤية لوبى واشنطن
هل سورية أقل أهمية من ليبيا؟ على العكس، حيث يتفق الخبراء الإقليميون على أن دمشق محور مهم فى منطقة الشرق الأوسط. إذا تعثر نظام الأسد، ستخسر إيران أهم حلفائها وحلقة الوصل بينها وبين حزب الله فى لبنان وحماس فى غزة. يمكن أن تنهار إمبراطورية الظل الإيرانية وسيكون نظام الحكم الديكتاتورى الإيرانى فى خطر حقيقى. لم يطلب أحد فى سورية تدخلا عسكريا مثل الذى حدث فى ليبيا ولن تستطيع الولايات المتحدة وأوروبا القيام بأى شىء أكثر حسما حتى وإن حشدوا جهودهم. لكن لماذا يقومون بالقليل وبهذا البطء؟
إن السياسة الأميركية تجاه سورية تأثرت ببعض العوامل ذاتها التى أدت إلى الاستجابة البطيئة للولايات المتحدة لكل الثورات العربية.
إن الولايات المتحدة ليست لديها سياسة تجاه سورية، بل سياسة تجاه عملية السلام فى الشرق الأوسط. وتمحورت سياسة التعاطى والتواصل التى تتبناها إدارة أوباما تجاه سورية حول الوصول إلى نتائج فى دول أخرى، وهى سلام فى إسرائيل واستقرار فى لبنان وعزلة إيران. من أسباب التباطؤ فى التخلى عن الأسد هو أن هذا سيعنى التخلى عن طريقة التفكير التى ترى أن الأسد قادر على تحقيق هذه الإنجازات!!
ويحاول أهل اللوبى السورى فى واشنطن الذى يترأسه توماس داين الذى كان المدير التنفيذى للايباك الصهيونى لـ25 عاما إقناع المسؤولين أن سقوط النظام سوف ينشر الفوضى والعنف والتطرف. مع أن كل الشعارات التى رفعت خلال تلك الاحتجاجات كانت تؤكد على الوحدة. ولم يظهر على الساحة أى انتحارى تابع لتنظيم القاعدة، بل طلبة وعمال يطالبون بأن تلحق بلادهم بركب التقدم فى القرن الواحد والعشرين، شأنهم شأن جميع المواطنين فى مختلف دول الشرق الأوسط. والنظام هو الوحيد الذى يتحدث عن الصراع الطائفى.
لائحة العار
وتأكد ما نشرته “الوطن العربى” عن لائحة الـ92 مسؤولا سوريًا وتصدر ماهر شقيق الرئيس بشار الأسد إضافة لشخصيات بارزة لائحة أوروبية تستهدف تجميد أرصدة وحظر سفر 13 شخصية فى النظام السورى لدورهم فى قمع الاحتجاجات الواسعة التى تشهدها البلاد منذ 8 أسابيع، فيما أكدت بثينة شعبان مستشارة الأسد أن الحكومة قاربت على إنهاء الاضطرابات بعدما أصبحت لها اليد العليا. ولكن الغريب أن شعبان الذى غابت لشهرين خلال الثورة استدعت انتونى شديد مراسل النيويورك تايمز لساعتين لتملى عليه هذا التصريح ثم تأمره بمغادرة دمشق فورا!!
فى الوقت الذى أبقى الجيش على حصار مدينة بانياس الساحلية التى شهدت، إلى جانب عدة مدن أخرى، حملة اعتقالات واسعة.. ويتقدم ماهر الأسد (43 عاما) الذى اعتبر “المسؤول الرئيسى عن القمع ضد المتظاهرين” اللائحة الأوروبية التى صدرت أمس وتنص على تجميد الأصول ومنع الدخول لدول الاتحاد الأوروبى، وبعده مدير المخابرات العامة على مملوك (65 عاما) ووزير الداخلية الجديد إبراهيم الشعار الذى عين فى 28 أبريل “نيسان”.
وأدرجت على اللائحة أيضا أسماء كبار المسؤولين مثل رئيس شعبة الأمن السياسى محمد ديب زيتون، ورئيس شعبة الأمن العسكرى عبدالفتاح قدسية، ومدير إدارة المخابرات الجوية جميل حسن. وعلى اللائحة أيضا اسم شخصية وصفت بأنها “قريبة من ماهر الأسد” وهو حافظ مخلوف (40 عاما) ضابط فى إدارة مخابرات أمن الدولة، وكذلك شقيقه رامى مخلوف (41 عاما) الذى وصف بأنه “رجل أعمال سورى شريك لماهر الأسد”، إضافة إلى عاطف نجيب رئيس فرع الأمن السياسى فى درعا سابقا، وأمجد العباس رئيس قسم الأمن السياسى فى بانياس، ورستم غزالة رئيس وحدة الاستطلاع فى لبنان سابقا ورئيس فرع الأمن العسكرى لمحافظة ريف دمشق. وأخيرا تضم اللائحة شخصين من عائلة الأسد وهما فواز ومنذر الأسد اللذين اتهمتهما المعارضة بالمشاركة فى عصابات “الشبيحة”.
وحتى تعض هذه العقوبات على رؤوس النظام، يمضى النظام فى سورية قدما فى خيار القمع الأمنى للاحتجاجات الشعبية المنتشرة فى كل مدن البلاد وقراها غير آبه لردود الفعل الداخلية والخارجية.. ولكن الشعب السورى أنهى شهرة الثانى وبدأت الثورة شهرها الثالث بدون أى تراجع أو كلل أو ملل. عن الوطن العربي