ضابط سني رفيع يروي للوموند ديبلوماتيك كيف اخترق العلويون الجيش والأمن، وإدارة البلد بعقلية طائفية، وكيف يتحرك الجيش بأوامر ضباط الأمن
كشفت صحيفة اللوموند ديبلوماتيك الفرنسية عن طريقة عمل الأجهزة الأمنية السورية داخل الجيش وخارجه، ومدى الأختراق الطائفة العلوية للجيش والأمن تقول الصحيفة في تقريرها المفصل والذي تستند فيه إلى لقاء مع أحد ضباط السنة:” ..يشرح احد ضباط الجيش السنة كيف يستخدم بشار الاسد الاقلية العلوية في سوريا للسيطرة على نظامة المتسلط , آملا ان تنجح المظاهرات في احداث التغيير ….
يقول الضابط محمد (…) : الجيش السوري هو جيش استخباراتي امني , ولكي نفهم كيف حدث ذلك ,, نعود بالذاكرة الى عام 1960,, اذ تشكلت البنية السياسية الحالية من خلال اربعة انقلابات ,, بحيث ترسخ هذا النظام التسلطي ,,فقد تم نسج المجتمع السوري باحكام حول الجيش , اجهزة الامن والاستخبارات , الحزب والادارة .
كما استخدم النظام كذلك العشيرة .و.العائلة .و.الولاءات الطائفية والمناطقية.. ليشكل مجموعة من الكودار والذين كوفئوا بوظائف مدنية .
هذا المكون الناتج من مزج الصلات الدينية بالهوس الامني والاستخباراتي ..اتاح للطائفة العلوية فرصة الامساك بزمام الامور والسيطرة على الجيش والخدمات الامنية والاستخباراتية ..
وكماهو معروف ..الخوف هوالاسمنت ( المكون الاساسي) للصرح الامني والاستخباراتي …هذا الخوف او التابو تحطم في نفوس السوريين حين بدأت هذه الثورة … وتحت حكم بشار الاسد , الموجود بالسلطة منذ عام 2000 , فان الحزب , الاداراة , والجيش اصبحت تحت ادارة اجهزة الامن والاستخبارات , والتي بدورها تحت قبضة عائلة الاسد . .
سالت محمد (…) عن عدد الاشخاص الذين خدموا في الجيش او انخرطوا في خدمات امنية او استخباراتية ,, اجابني :مابين 400.00 الى 700.000 خدموا في الجيش النظامي , حوالي مائة الف في البوليس والاستخبارات , وعشرات الالاف تم توظيفهم بدوام جرئي من قبل اجهزة الامن والذين شكلوا مايعرف اليوم بالشبيحة والقوات الغير النظامية .
الشبيحة يتكونون من اشخاص من الارياف , على الاغلب مجرمين وذوي سوابق , او اشخاص تم اطلاق سراحهم بعد ان حبسوا على خلفيات اجرامية .
وفي بعض التقديرات فان حوالي مائة الف من الطائفة العلوية يعمل في الاجهزة الاستخباراتية ,,عشرة الاف اخرى منهم يعملون في الجيش النظامي والحرس الرئاسي الجمهوري ,,
وفي عام 2011 وصل تعداد الطائفة العلوية الى 10% من مجموع السكان ,, وحوالي 50% من موظفي الخدمة المدنية يعملون لصالح الجهاز الامني ,,كما ان وزارة الدفاع وظفت اكثر من 60.000 مدني من العلويين في مؤسسة الاسكان العسكرية التي يديرها ابن عم الاسد ,. هؤلاء الاشخاص يخسرون وظائفهم اذا لم يشاركوا في الحملة القمعية لصالح النظام ,, يستطرد مخمد (..) (( هناك اشخاص يقفون عادة خارج المساجد مسلحين بهراوات (عصي ) كهربائية , او قضبان حديدية …كما ان هؤلاء الاشخاض يتم استدعاؤهم للمشاركة في مظاهرات التاييد للحكومة.
وحين وجهت سؤالا الى محمد (…) عن اولوية الدفاع عن الدولة بالنسبة للجيش ., أجابني : بالطبع , لكن فكر بالامر على النحو التالي : منذ 1990 ونسبة كبيرة من ميزانية الدولة يتم صرفها على الجيش ,,لكن فعليا معظم وحدات الجيش لاتمتلك معدات او اجهزة جديدة !! اذن ..اين يذهب كل هذا المال ؟ وعلام يتم انفاقة ؟؟
لقد انشأووا لواء على الحدود الاسرائيلية , لكن ليس لديه اي قدرة عسكرية , ولا حتى دبابة واحدة !! , وقيادات الجيش تبدو منشغلة باشياء اخرى .
وماذا عن الانتماءات الدينية داخل الجيش , يجيب محمد ان ان هناك موقفا رمزيا , خاصة مع وجود طائفتين رئيسيتين , السنية والعلوية , وعني بالسنة جميع الطوائف الاخرى من سنة , دروز , ونصارى ) والذين يشكلون مجتمعين 90% من مجمو السكان . فعندما يكون القائد العسكري سنيا , يكون الضابط الذي يلية رتبه مباشرة علوي , والعكس , ونفس المبدا يطبق عند تخصيص المناصب الوزارية في الحكومة, فكل وزير غير علوي , يتم الاشراف عليه بنائب له علوي وهو الذي يتخذ فعليا جميع القرارات السياسية .
كما ان صناع القرار على مستوى الجيش , واجهزة الامن دائما من العلويين , وليس للسنة اي تأثير , كثيرا مايكون لموظف الامن العلوي عديم الخبرة سيارة فارهه في حين ان المشرف عليه والاكثر خبرة واقدمية يقود سيارة قديمة لكونه سنيا فقط .
الطائفية الغير معلنة منتشرة على نطاق واسع , وينقسم الجيش السوري الى سبعة اقسام , لكل منها قائد , والاهم هي الفرقة الرابعة تحت امرة ماهر الاسد , شقيق بشار , كما يدير ماهر ايضا الحرس الرئاسي , تتكون الفرقة الرابعة من حوالي 40.000-50.000 من العلويين بالاضافة للمعدات العسكرية الاكثر تطورا ,, وقد شارك مع فرقته منذ البدايه في قمع احداث درعا
جميع ضباط جهاز الامن يأتون من الجيش , كما تملي الاجهزة الامنية على رئيس اركان الجيش من ينبغي تعيينه او ترقيته , وكل قرارات قمع الانتفاضة تم اتخاذها في الاجهزة الامنية ,, حتى قرارات تحريك الدبابات .
ماذا عن الضباط والجنود الذين قتلوا خلال التظاهرات وخلال عمليات القمع ؟؟ يجيب محمد (..): لايوجد ادنى شك لدى الجندي السوري أنه ستتم تصفيته اذا لم يقوم بتنفيذ الاوامر من القيادة , قوات الامن قد تقتل بسعادة بعض افراد الامن لتحدث وقيعة طائفية ,او لتجعل الامر يبدو كذلك , هذا امر اكثر فائدة للنظام من قتل السنة .
لكن من الوارد ان جميع الجنود الذين تم ارسالهم لقمع التمرد هم من العلويين بل ربما كان صحيحا ان عناصر من الاجهوة الامنية العلوية او اجهزة البوليس , ارتدت الزي العسكري للجنود وتم ارسالها لضرب السنة وقمعهم اثناء هذه التظاهرات ,,لكن الوفيات التي حدثت في صفوف الضباط والجنود يمكن تفسيرها بتصرفات انتقام فردية , على سبيل المثال في شهر مارس الماضي في درعا, رصد الاهالي قناصا على سطح احد المباني, فقاموا باحراق المبنى ,, وفي جسر الشغور هاجم الاهالي مركز الشرطة بالجرافة .
هل يمكن ان يحدث انشقاق بالجيش؟؟ يجيب محمد , : مالدينا هنا هي حالات انشقاق فردية , وليس انقسام داخل المؤسسة العسكرية برمتها , هذه الانشقاقات الفردية لايمكن ان توصل رسالة قوية للنظام , و النظام الطائفي داخل كل وحدة في الجيش يمنع السنة من التصرف بطريقة موحدة كما إن توزيع القيادات في الجيش منظم ومدروس بطريقة بحيث حتى لو قام ضابط سني بإصدار الأوامر بالانشقاق فإنه سوف يتم هنع هذا الامر من النفاذ عن طريق مستويات مختلفة من الضباط العلويين أو الموالين للنظام. لذاا لاتتوقع أن يقوم هذا الجيش بتقديم أدنى حد من الدعم للمتظاهرين”.
ما هي التوقعات المستقبلية للانتفاضة؟ ” من الصعب قول أي شيء لكن الاكيد ان المستقبل مظلم. لقد فقد النظام بوصلته. و المتظاهرون مصممون على الاستمرار, و لكن النظام لا يريد أن يقدم أي شيء. أن رجالا مثل الأسد لا يمكن أن يتصوروا يوما لا يكونون فيه في السلطة. و لهذا السبب فإن القمع يذهب باتجاه الأسوأ. الجيش و النظام أعلنوا الحرب على المتظاهرين السلميين و المدنيين, باستخدام طائرات الهيليكوبتر و الدبابات المدرعة و القوات البحرية. إن الإمكانية الوحيدة هي انقسام قيادة الجيش عن الأجهزة الأمنية و التي يمكن أن تمتد إلى أقسام من الجيش, و لكن هذا الأمر غير محتمل”.
كشفت صحيفة اللوموند ديبلوماتيك الفرنسية عن طريقة عمل الأجهزة الأمنية السورية داخل الجيش وخارجه، ومدى الأختراق الطائفة العلوية للجيش والأمن تقول الصحيفة في تقريرها المفصل والذي تستند فيه إلى لقاء مع أحد ضباط السنة:” ..يشرح احد ضباط الجيش السنة كيف يستخدم بشار الاسد الاقلية العلوية في سوريا للسيطرة على نظامة المتسلط , آملا ان تنجح المظاهرات في احداث التغيير ….
يقول الضابط محمد (…) : الجيش السوري هو جيش استخباراتي امني , ولكي نفهم كيف حدث ذلك ,, نعود بالذاكرة الى عام 1960,, اذ تشكلت البنية السياسية الحالية من خلال اربعة انقلابات ,, بحيث ترسخ هذا النظام التسلطي ,,فقد تم نسج المجتمع السوري باحكام حول الجيش , اجهزة الامن والاستخبارات , الحزب والادارة .
كما استخدم النظام كذلك العشيرة .و.العائلة .و.الولاءات الطائفية والمناطقية.. ليشكل مجموعة من الكودار والذين كوفئوا بوظائف مدنية .
هذا المكون الناتج من مزج الصلات الدينية بالهوس الامني والاستخباراتي ..اتاح للطائفة العلوية فرصة الامساك بزمام الامور والسيطرة على الجيش والخدمات الامنية والاستخباراتية ..
وكماهو معروف ..الخوف هوالاسمنت ( المكون الاساسي) للصرح الامني والاستخباراتي …هذا الخوف او التابو تحطم في نفوس السوريين حين بدأت هذه الثورة … وتحت حكم بشار الاسد , الموجود بالسلطة منذ عام 2000 , فان الحزب , الاداراة , والجيش اصبحت تحت ادارة اجهزة الامن والاستخبارات , والتي بدورها تحت قبضة عائلة الاسد . .
سالت محمد (…) عن عدد الاشخاص الذين خدموا في الجيش او انخرطوا في خدمات امنية او استخباراتية ,, اجابني :مابين 400.00 الى 700.000 خدموا في الجيش النظامي , حوالي مائة الف في البوليس والاستخبارات , وعشرات الالاف تم توظيفهم بدوام جرئي من قبل اجهزة الامن والذين شكلوا مايعرف اليوم بالشبيحة والقوات الغير النظامية .
الشبيحة يتكونون من اشخاص من الارياف , على الاغلب مجرمين وذوي سوابق , او اشخاص تم اطلاق سراحهم بعد ان حبسوا على خلفيات اجرامية .
وفي بعض التقديرات فان حوالي مائة الف من الطائفة العلوية يعمل في الاجهزة الاستخباراتية ,,عشرة الاف اخرى منهم يعملون في الجيش النظامي والحرس الرئاسي الجمهوري ,,
وفي عام 2011 وصل تعداد الطائفة العلوية الى 10% من مجموع السكان ,, وحوالي 50% من موظفي الخدمة المدنية يعملون لصالح الجهاز الامني ,,كما ان وزارة الدفاع وظفت اكثر من 60.000 مدني من العلويين في مؤسسة الاسكان العسكرية التي يديرها ابن عم الاسد ,. هؤلاء الاشخاص يخسرون وظائفهم اذا لم يشاركوا في الحملة القمعية لصالح النظام ,, يستطرد مخمد (..) (( هناك اشخاص يقفون عادة خارج المساجد مسلحين بهراوات (عصي ) كهربائية , او قضبان حديدية …كما ان هؤلاء الاشخاض يتم استدعاؤهم للمشاركة في مظاهرات التاييد للحكومة.
وحين وجهت سؤالا الى محمد (…) عن اولوية الدفاع عن الدولة بالنسبة للجيش ., أجابني : بالطبع , لكن فكر بالامر على النحو التالي : منذ 1990 ونسبة كبيرة من ميزانية الدولة يتم صرفها على الجيش ,,لكن فعليا معظم وحدات الجيش لاتمتلك معدات او اجهزة جديدة !! اذن ..اين يذهب كل هذا المال ؟ وعلام يتم انفاقة ؟؟
لقد انشأووا لواء على الحدود الاسرائيلية , لكن ليس لديه اي قدرة عسكرية , ولا حتى دبابة واحدة !! , وقيادات الجيش تبدو منشغلة باشياء اخرى .
وماذا عن الانتماءات الدينية داخل الجيش , يجيب محمد ان ان هناك موقفا رمزيا , خاصة مع وجود طائفتين رئيسيتين , السنية والعلوية , وعني بالسنة جميع الطوائف الاخرى من سنة , دروز , ونصارى ) والذين يشكلون مجتمعين 90% من مجمو السكان . فعندما يكون القائد العسكري سنيا , يكون الضابط الذي يلية رتبه مباشرة علوي , والعكس , ونفس المبدا يطبق عند تخصيص المناصب الوزارية في الحكومة, فكل وزير غير علوي , يتم الاشراف عليه بنائب له علوي وهو الذي يتخذ فعليا جميع القرارات السياسية .
كما ان صناع القرار على مستوى الجيش , واجهزة الامن دائما من العلويين , وليس للسنة اي تأثير , كثيرا مايكون لموظف الامن العلوي عديم الخبرة سيارة فارهه في حين ان المشرف عليه والاكثر خبرة واقدمية يقود سيارة قديمة لكونه سنيا فقط .
الطائفية الغير معلنة منتشرة على نطاق واسع , وينقسم الجيش السوري الى سبعة اقسام , لكل منها قائد , والاهم هي الفرقة الرابعة تحت امرة ماهر الاسد , شقيق بشار , كما يدير ماهر ايضا الحرس الرئاسي , تتكون الفرقة الرابعة من حوالي 40.000-50.000 من العلويين بالاضافة للمعدات العسكرية الاكثر تطورا ,, وقد شارك مع فرقته منذ البدايه في قمع احداث درعا
جميع ضباط جهاز الامن يأتون من الجيش , كما تملي الاجهزة الامنية على رئيس اركان الجيش من ينبغي تعيينه او ترقيته , وكل قرارات قمع الانتفاضة تم اتخاذها في الاجهزة الامنية ,, حتى قرارات تحريك الدبابات .
ماذا عن الضباط والجنود الذين قتلوا خلال التظاهرات وخلال عمليات القمع ؟؟ يجيب محمد (..): لايوجد ادنى شك لدى الجندي السوري أنه ستتم تصفيته اذا لم يقوم بتنفيذ الاوامر من القيادة , قوات الامن قد تقتل بسعادة بعض افراد الامن لتحدث وقيعة طائفية ,او لتجعل الامر يبدو كذلك , هذا امر اكثر فائدة للنظام من قتل السنة .
لكن من الوارد ان جميع الجنود الذين تم ارسالهم لقمع التمرد هم من العلويين بل ربما كان صحيحا ان عناصر من الاجهوة الامنية العلوية او اجهزة البوليس , ارتدت الزي العسكري للجنود وتم ارسالها لضرب السنة وقمعهم اثناء هذه التظاهرات ,,لكن الوفيات التي حدثت في صفوف الضباط والجنود يمكن تفسيرها بتصرفات انتقام فردية , على سبيل المثال في شهر مارس الماضي في درعا, رصد الاهالي قناصا على سطح احد المباني, فقاموا باحراق المبنى ,, وفي جسر الشغور هاجم الاهالي مركز الشرطة بالجرافة .
هل يمكن ان يحدث انشقاق بالجيش؟؟ يجيب محمد , : مالدينا هنا هي حالات انشقاق فردية , وليس انقسام داخل المؤسسة العسكرية برمتها , هذه الانشقاقات الفردية لايمكن ان توصل رسالة قوية للنظام , و النظام الطائفي داخل كل وحدة في الجيش يمنع السنة من التصرف بطريقة موحدة كما إن توزيع القيادات في الجيش منظم ومدروس بطريقة بحيث حتى لو قام ضابط سني بإصدار الأوامر بالانشقاق فإنه سوف يتم هنع هذا الامر من النفاذ عن طريق مستويات مختلفة من الضباط العلويين أو الموالين للنظام. لذاا لاتتوقع أن يقوم هذا الجيش بتقديم أدنى حد من الدعم للمتظاهرين”.
ما هي التوقعات المستقبلية للانتفاضة؟ ” من الصعب قول أي شيء لكن الاكيد ان المستقبل مظلم. لقد فقد النظام بوصلته. و المتظاهرون مصممون على الاستمرار, و لكن النظام لا يريد أن يقدم أي شيء. أن رجالا مثل الأسد لا يمكن أن يتصوروا يوما لا يكونون فيه في السلطة. و لهذا السبب فإن القمع يذهب باتجاه الأسوأ. الجيش و النظام أعلنوا الحرب على المتظاهرين السلميين و المدنيين, باستخدام طائرات الهيليكوبتر و الدبابات المدرعة و القوات البحرية. إن الإمكانية الوحيدة هي انقسام قيادة الجيش عن الأجهزة الأمنية و التي يمكن أن تمتد إلى أقسام من الجيش, و لكن هذا الأمر غير محتمل”.