دمشق, القاهرة -
وكالات: لامبادرات عربية ولا خطوات دولية ولا مناشدات إنسانية تجدي نفعاً
مع النظام السوري المصر على سلوك درب القمع الوحشي ضد المدنيين العزل, إذ
أنه بعد ساعات على دعوته من قبل الجامعة العربية لإجراء حوار مع المعارضة
برعايتها ومطالبته من قبل الأمم المتحدة بوقف آلة القتل, قصفت كتائبه مدينة
حمص بالطائرات الحربية والأسلحة الثقيلة والقنابل المسمارية ما أدى إلى
مقتل 21 شخصاً على الأقل, تزامناً مع سقوط قتلى وجرحى في صفوفها, جراء
اشتباكات عنيفة مع جنود منشقين. (راجع ص 45)
وعلى وقع تظاهرات منددة بإعطاء الجامعة العربية مهلة للنظام 15 يوماً في ظل
استمرار القمع الدامي بدل اتخاذ إجراءات قاسية ضده, أفادت منظمات حقوقية
وناشطون عن سقوط 34 قتيلا على الأقل, أمس, وإصابة العشرات بجروح في مناطق
عدة.
وفي حين ذكرت الهيئة العامة للثورة ان العشرات أصيبوا خلال قصف حي باب
السباع في حمص بقنابل مسمارية محرمة دولياً لأنها من الأسلحة الفتاكة
الخطرة, أكد ناشطون على صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" على موقع
"فيسبوك", مساء أمس, أن الطيران الحربي قصف أنحاء متفرقة من حمص, منها دير
بعلبة وبابا عمرو.
وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 21 شخصاً بينهم مدنيون وعناصر في
شرطة المرور قتلوا خلال العمليات الامنية والعسكرية والاشتباكات المستمرة
في عدد من أحياء حمص, مشيراً إلى أن من بينهم سيدة تبلغ من العمر 35 عاماً,
وأن قوات النظام قصفت المنازل بالأسلحة الثقيلة.
وفي قرية كفرعين غرب مدينة خان شيخون بريف ادلب (شمال غرب), قتل مدني
بإطلاق رصاص من سيارة أمنية, فيما قتل فتى يبلغ من العمر 13 عاماً في قرية
كرناز بريف حماة, جراء إصابته برصاص طائش خلال ملاحقة مطلوبين للسلطات.
واشار المرصد إلى أن "مواطناً من مدينة حماة كان قد اعتقل قبل 17 يوماً في مدينة الرستن (ريف حمص) توفي وتسلم أهله جثمانه" أمس.
وتزامناً مع حملات القمع, وقعت اشتباكات, أمس, بين الجيش والامن من جهة
ومسلحين يعتقد انهم منشقون من جهة ثانية, في حاجز الصوامع بالقرب من مدينة
القصير التابعة لريف حمص, ما أسفر عن مقتل سبعة جنود وإصابة آخرين بجروح.
كذلك, قامت عناصر مسلحة يعتقد أنها منشقة بتفجير عبوة ناسفة عن بعد لدى
مرور سيارة تابعة للجيش بالقرب من احسم الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) ما
أسفر عن مقتل ضابط وثلاثة جنود وإصابة آخرين بجروح.
وفي قرية محيش قرب معرة النعمان بريف ادلب ايضاً, أصيب 17 من جنود الجيش النظامي خلال اشتباكات مع منشقين.
وفي حين اعتقلت قوات النظام العشرات في حمص وريف حماة وريف ادلب ودير
الزور, خرجت تظاهرات طلابية كبيرة في مناطق عدة, للمطالبة بسقوط النظام,
رغم الانتشار الأمني الكثيف.
دوليا, ندد الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون "بعمليات قتل المدنيين",
داعياً الرئيس بشار الأسد إلى التوقف عن القمع قبل فوات الأوان, والموافقة
على إجراء تحقيق في انتهاكات حقوق الانسان.
عربياً, أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي ان
الأمين العام نبيل العربي, أجرى اتصالاً هاتفياً أمس بوزير الخارجية السوري
وليد المعلم, وأطلعه على نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب, أول من أمس,
رغم أن سورية تحفظت عليها, رافضة أي حوار مع المعارضة خارج أراضيها, أو
التواصل مع اللجنة الوزارية التي ترأسها قطر.
وقال بن حلي "نحن في انتظار الرد السوري الرسمي على الطرح العربي", معرباً
عن أمله أن تتجاوب دمشق مع الجهد العربي الرامي لمعالجة الأزمة.
وفي حين رحبت السعودية بنتائج الاجتماع الوزاري العربي, رفضت المعارضة
السورية إجراء أي حوار مع النظام, في ظل استمراره في ارتكاب المجازر بحق
المدنيين, منددة بمنحه مهلة 15 يوماً, ومطالبة باتخاذ إجراءات فورية ضده.