بسم الله الرحمن الرحيم
من موقع يقال: ((النتائج التي انتهى إليها اجتماع المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية أوّل من أمس، تضمّنت دلالات كثيرة ونوعيّة عكَسَت المسافة الملحوظة بين النظام العربي (بجديده وقديمه) والنظام السوري.
ففي متن قرار مجلس الجامعة، أو بين سطوره، برزت إشارات واضحة أكّدت المسافة المشار إليها، أوّلها أنّ هذا القرار مثّل أوّل اعتراف عربي رسمي بالمعارضة السورية، بمجرّد أن دعا إلى حوار وطني بين النظام من جهة والمعارضة من جهة ثانية، وهو ما خلا منه بيان مجلس الجامعة ما قبل الأخير.
على أنّ هذا القرار لم يعكس اعترافاً بالمعارضة وحسب، وإنما اقترن بإجماع عربي غير مسبوق حول الأزمة السورية، بعد أن كانت أنظمة عربية عدّة في طور التردّد، أو بعضها مؤيّداً للنظام السوري، كما هو حال موقف الحكومة اللبنانية، التي بدا دفاع وزير خارجيّتها عدنان منصور عن الموقف السوري في الاجتماع الأخير كما لو أنّه من باب رفع العتب.
كما يمكن الاستنتاج ممّا ورد في هذا القرار انّه عبارة عن "تعريب" للمسألة السورية، ووضعها تحت قبّة الجامعة العربية "بدلاً من الإفساح في المجال أمام تدخّل أجنبي سياسي أو ميداني" كما قال أكثر من وزير خلال الاجتماع الطارئ. وهذا تطوّر مهم في الموقف العربي يمنع استئثار النظام السوري بهذه المسألة أو نأيه بنفسه عن أي مبادرة عربية.
أما الأهم فيبقى إقرار العرب بوجوب الدخول على خط هذه الأزمة وإن كانوا جميعاً في مأزق يعكس عدم قدرتهم على حسم الأمور في أي اتجاه. ذلك أنّه وبالرغم من عدم وجود حلول سحرية لديهم يلجأون إليها في تعاملهم مع هذا الملف، إلا أنّهم يملكون ورقة مهمّة جداً، كما يقول أحد الديبلوماسيين الذين شاركوا في اجتماع الجامعة، ألا وهي ورقة نزع الشرعيّة العربية عن هذا النظام، بعد أن فَقَدَ شرعيته الداخلية والدولية في آن. وهذه مسألة أساسيّة في التعامل مع مستقبل الوضع في سوريا كما يضيف الديبلوماسي باعتبار ان النظام هناك طالما اكتسب شرعيته من مجموعة أوراق خارجية عربية واجنبية، لتُضاف إلى شرعية "احتضانه" للقضايا العربية القومية.
من هنا يعتقد البعض أنّ الاجتماع العربي الأخير شكّل محطة انتقالية بين مرحلتين: سابقة شكّلت مظلّة للنظام السوري، وجديدة تؤسّس لسحب الشرعيّة عن هذا النظام.
وهذا ما يفترض أن ينجم عن اجتماع مجلس الجامعة المقبل، خلال 15 يوماً، الذي ينتظر الردّ السوري على قراره الأخير، فإذا جاء معارضاً لمضمون القرار، وهذا ما يتوقعه الجميع هنا، فسيكون العرب حتماً أمام استحقاق عزل النظام السوري عربياً، كتمهيد طبيعي لعزله في أماكن أخرى من العالم.))
القاهرة ـالمستقبل. جورج بكاسيني
من موقع يقال: ((النتائج التي انتهى إليها اجتماع المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية أوّل من أمس، تضمّنت دلالات كثيرة ونوعيّة عكَسَت المسافة الملحوظة بين النظام العربي (بجديده وقديمه) والنظام السوري.
ففي متن قرار مجلس الجامعة، أو بين سطوره، برزت إشارات واضحة أكّدت المسافة المشار إليها، أوّلها أنّ هذا القرار مثّل أوّل اعتراف عربي رسمي بالمعارضة السورية، بمجرّد أن دعا إلى حوار وطني بين النظام من جهة والمعارضة من جهة ثانية، وهو ما خلا منه بيان مجلس الجامعة ما قبل الأخير.
على أنّ هذا القرار لم يعكس اعترافاً بالمعارضة وحسب، وإنما اقترن بإجماع عربي غير مسبوق حول الأزمة السورية، بعد أن كانت أنظمة عربية عدّة في طور التردّد، أو بعضها مؤيّداً للنظام السوري، كما هو حال موقف الحكومة اللبنانية، التي بدا دفاع وزير خارجيّتها عدنان منصور عن الموقف السوري في الاجتماع الأخير كما لو أنّه من باب رفع العتب.
كما يمكن الاستنتاج ممّا ورد في هذا القرار انّه عبارة عن "تعريب" للمسألة السورية، ووضعها تحت قبّة الجامعة العربية "بدلاً من الإفساح في المجال أمام تدخّل أجنبي سياسي أو ميداني" كما قال أكثر من وزير خلال الاجتماع الطارئ. وهذا تطوّر مهم في الموقف العربي يمنع استئثار النظام السوري بهذه المسألة أو نأيه بنفسه عن أي مبادرة عربية.
أما الأهم فيبقى إقرار العرب بوجوب الدخول على خط هذه الأزمة وإن كانوا جميعاً في مأزق يعكس عدم قدرتهم على حسم الأمور في أي اتجاه. ذلك أنّه وبالرغم من عدم وجود حلول سحرية لديهم يلجأون إليها في تعاملهم مع هذا الملف، إلا أنّهم يملكون ورقة مهمّة جداً، كما يقول أحد الديبلوماسيين الذين شاركوا في اجتماع الجامعة، ألا وهي ورقة نزع الشرعيّة العربية عن هذا النظام، بعد أن فَقَدَ شرعيته الداخلية والدولية في آن. وهذه مسألة أساسيّة في التعامل مع مستقبل الوضع في سوريا كما يضيف الديبلوماسي باعتبار ان النظام هناك طالما اكتسب شرعيته من مجموعة أوراق خارجية عربية واجنبية، لتُضاف إلى شرعية "احتضانه" للقضايا العربية القومية.
من هنا يعتقد البعض أنّ الاجتماع العربي الأخير شكّل محطة انتقالية بين مرحلتين: سابقة شكّلت مظلّة للنظام السوري، وجديدة تؤسّس لسحب الشرعيّة عن هذا النظام.
وهذا ما يفترض أن ينجم عن اجتماع مجلس الجامعة المقبل، خلال 15 يوماً، الذي ينتظر الردّ السوري على قراره الأخير، فإذا جاء معارضاً لمضمون القرار، وهذا ما يتوقعه الجميع هنا، فسيكون العرب حتماً أمام استحقاق عزل النظام السوري عربياً، كتمهيد طبيعي لعزله في أماكن أخرى من العالم.))
القاهرة ـالمستقبل. جورج بكاسيني