14 تشرين الأول 2011
كم بين العبيد والأحرار!
مجاهد مأمون ديرانية
لا تحزنوا يا أيها الأحرار ولا تأسفوا إن رأيتموهم اجتمع منهم في الساحة مئةُ ألف. لقد علمتم أن تسعين ألفاً منهم سِيقوا بالترهيب أو بالترغيب، ولو تُركوا وشأنَهم ما رأتهم الساحةُ ولا رأيتموهم فيها، وعشرة آلاف جاؤوا مختارين، أولئك هم قعر برميل الأمة. أليس لكل برميل قعر؟ فكذلك الأمة، وقعر برميلها هم حثالتها، ولا تخلو أمة من حثالة. هنيئاً للنظام بهم وهنيئاً لهم به، حثالةٌ بعضها من بعض.
لا تحزنوا ولا تأسفوا؛ إن الأسد جمع عبيده فاجتمع له في الساحة مئة ألف، وخرج الأحرار إلى ساحات البلاد وشوارع البلاد فبلغوا ألف ألف. كم بين العبيد والأحرار! على أن الواحد من أحراركم بألف من عبيدهم، فإنهم يخرجون فيرقصون وتخرجون فتُقنَصون، أخرجهم طلبُ المال وأخرجكم طلب الحرية، كم بين العبيد والأحرار!
لو كنت واحداً من أولئك العبيد -معاذ الله أن أكون- لمتّ قهراً، فإنهم يرون مظاهرات الثورة تخرج في كل ساعة من ساعات الليل والنهار عن أيمانهم وعن شمائلهم ومن بين أيديهم، ثم يرون نظامهم يحشد طاقته ويستنفر قواه ليصنع مظاهرة يتيمة مرة كل شهرين. يا للعار! ما هذه المسخرة يا أيها الموالون ويا أيها المؤيدون؟ الثوار الأحرار يسيّرون خمس مظاهرات في ربع ساعة، وأنتم تسيّرون خمساً في مئتي يوم؟ يا لكم من فاشلين!
الأحرار ما إن يسمعوا داعياً إلى مظاهرة حتى يتهافتوا عليها تهافت الفراش على النور، صدق الشاعر: الحر تكفيه الإشارة. وأنتم تُساقون إلى مظاهرات التأييد بإغراء المال وعصا التخويف، صدق الشاعر: العبد يُقرَع بالعصا… يا لكم من أذلّة جبناء!
كم يدفعون لكم؟ ألف ليرة؟ خمسة آلاف؟ أهذه هي قيمة الشرف عندكم؟ ما رأيت مثلكم بائعاً خاسراً في العالمين، يبيع الواحدُ منكم شرفَه بقيمة حذاء! تبيعون الشرف والضمير بحفنة دراهم، والآخرون من شرفاء سوريا وأحرارها يشتري الواحد منهم كرامتَه بلتر من الدم. ما أربحَ تجارتَهم وما أخسرَ ما تبيعون!
ألا إني ما أسفت على شرفكم المُهراق؛ لا أسَفَ على شرف بقيمة حذاء. ألا إني ما أسفت على صور المجرم الكبير التي رفعتموها في مسخرة الاحتفال؛ لقد علمتم من قبل أن نهايتها مماسح لأقدام الثوار. إنما أسفت على علم البلاد أنْ لوّثتموه حين رفعتموه في تلك المهزلة، كرِّموه -ويحكم- عن مهازلكم ومساخركم منذ اليوم.
سوريا التي لوثتم علمها بريئة منكم يا عبيد الأسد، الدين والعروبة والخلق والمروءة، كل أولئك بَراء منكم يا عبيد الأسد. لقد باتت أيامكم وأيام أسيادكم معدودة في بلادنا؛ كما أخذ الله الأحدُ الصمد -من قبلُ- الأسدَ الأبَ سيأخذ الآن -بإذنه- الأسدَ الولد، بئس الوالد وبئس ما ولد، لعنة الله على روح الوالد ولعنة الله على روح الولد.
كم بين العبيد والأحرار!
مجاهد مأمون ديرانية
لا تحزنوا يا أيها الأحرار ولا تأسفوا إن رأيتموهم اجتمع منهم في الساحة مئةُ ألف. لقد علمتم أن تسعين ألفاً منهم سِيقوا بالترهيب أو بالترغيب، ولو تُركوا وشأنَهم ما رأتهم الساحةُ ولا رأيتموهم فيها، وعشرة آلاف جاؤوا مختارين، أولئك هم قعر برميل الأمة. أليس لكل برميل قعر؟ فكذلك الأمة، وقعر برميلها هم حثالتها، ولا تخلو أمة من حثالة. هنيئاً للنظام بهم وهنيئاً لهم به، حثالةٌ بعضها من بعض.
لا تحزنوا ولا تأسفوا؛ إن الأسد جمع عبيده فاجتمع له في الساحة مئة ألف، وخرج الأحرار إلى ساحات البلاد وشوارع البلاد فبلغوا ألف ألف. كم بين العبيد والأحرار! على أن الواحد من أحراركم بألف من عبيدهم، فإنهم يخرجون فيرقصون وتخرجون فتُقنَصون، أخرجهم طلبُ المال وأخرجكم طلب الحرية، كم بين العبيد والأحرار!
لو كنت واحداً من أولئك العبيد -معاذ الله أن أكون- لمتّ قهراً، فإنهم يرون مظاهرات الثورة تخرج في كل ساعة من ساعات الليل والنهار عن أيمانهم وعن شمائلهم ومن بين أيديهم، ثم يرون نظامهم يحشد طاقته ويستنفر قواه ليصنع مظاهرة يتيمة مرة كل شهرين. يا للعار! ما هذه المسخرة يا أيها الموالون ويا أيها المؤيدون؟ الثوار الأحرار يسيّرون خمس مظاهرات في ربع ساعة، وأنتم تسيّرون خمساً في مئتي يوم؟ يا لكم من فاشلين!
الأحرار ما إن يسمعوا داعياً إلى مظاهرة حتى يتهافتوا عليها تهافت الفراش على النور، صدق الشاعر: الحر تكفيه الإشارة. وأنتم تُساقون إلى مظاهرات التأييد بإغراء المال وعصا التخويف، صدق الشاعر: العبد يُقرَع بالعصا… يا لكم من أذلّة جبناء!
كم يدفعون لكم؟ ألف ليرة؟ خمسة آلاف؟ أهذه هي قيمة الشرف عندكم؟ ما رأيت مثلكم بائعاً خاسراً في العالمين، يبيع الواحدُ منكم شرفَه بقيمة حذاء! تبيعون الشرف والضمير بحفنة دراهم، والآخرون من شرفاء سوريا وأحرارها يشتري الواحد منهم كرامتَه بلتر من الدم. ما أربحَ تجارتَهم وما أخسرَ ما تبيعون!
ألا إني ما أسفت على شرفكم المُهراق؛ لا أسَفَ على شرف بقيمة حذاء. ألا إني ما أسفت على صور المجرم الكبير التي رفعتموها في مسخرة الاحتفال؛ لقد علمتم من قبل أن نهايتها مماسح لأقدام الثوار. إنما أسفت على علم البلاد أنْ لوّثتموه حين رفعتموه في تلك المهزلة، كرِّموه -ويحكم- عن مهازلكم ومساخركم منذ اليوم.
سوريا التي لوثتم علمها بريئة منكم يا عبيد الأسد، الدين والعروبة والخلق والمروءة، كل أولئك بَراء منكم يا عبيد الأسد. لقد باتت أيامكم وأيام أسيادكم معدودة في بلادنا؛ كما أخذ الله الأحدُ الصمد -من قبلُ- الأسدَ الأبَ سيأخذ الآن -بإذنه- الأسدَ الولد، بئس الوالد وبئس ما ولد، لعنة الله على روح الوالد ولعنة الله على روح الولد.