بسم الله الرحمن الرحيم

أنا معتاد على قراءة مجلة المحرر العربي لنهاد الغادري،

و أذكر أني قرأت للأستاذ نهاد أنه سأل مرة مسؤولا سوريا كيف تركبون عندكم مجلس الشعب؟

ففوجئ الأستاذ نهاد أن المسؤول المسؤول لم يعترض على أسلوب السؤال الذي لا يخفي التشنيع فيه.

بل أخذ يشرح له أن جميع الأعضاء يعينون من وراء مسرحية انتخابية تهريجية، و يسمح فقط لأربعة أو خمسه من خارج الحزب أن يفوزوا، لكن يجري تنبيههم إلى السقف الذي عليهم ألا يتخطوه، و إلا علقوا بحبل متدلي من السقف.

و هو ذروة التهريج الدستوري القانوني.

و قديما لاحظ أرسطو أن الحاكم المستبد هو مهرج دائما يقوم بالتهريج لتزيين أسلوبه الشنيع في الحكم. فلا يوجد حقيقة سلطة تشريعية، و بالتالي لا قانون و لا نصيحة ولا مشورة، و لا مراقبة، و لا يوجد حتى سلطة سياسية تنفيذية على مستوى الوزارة بل مجرد أجهزة فنية تنفيذية، يديرها رؤوس بلا رؤوس يسمون كذبا و زورا بإسم الوزراء. و البلد يدار بتعاليم الرئيس المستبد، لا بقوانين و حسب أهواءه لا بمشاريع و خطط و برامج، غير خطط و برامج التآمر الطبقي و الطائفي على معظم الشعب، لنهب ثروته و الإستئثار بها دونه، لمصادرة حريته حتى يمكن الإستبداد، و خطط إعلامية لغسل أدمغة الناس خاصة النشء لتغريبهم عن أصالتهم الأممية الاسلامية و القومية العربية، و بداهة لا تداول للسلطة الرئاسية في نظام الحكم المسمى زورا بالجمهوري، الذي هو في الحقيقة ملكي لكن بدون المناقب الملوكية، و أخلاق الملوك و مزاياهم. المستبد هو محدث نعمة السلطة يشبه محدث نعمة المال الذي لا يحسن التصرف بماله.