بسم الله الرحمن الرحيم
في طينة آدم عليه السلام، و إخفاق أرسطو في التمييز بين مستويات الكلام.
في طينة آدم عليه السلام، و إخفاق أرسطو في التمييز بين مستويات الكلام.
!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ!ّ
جزء من مقولة الكيف من منطق أرسطو شرح إبن رشد: ((قال: و قد يوجد في الكيف تضاد، مثال ذلك العدل ضد الجور، و البياض ضد السواد،
و كذلك يوجد أيضا في الأشياء ذوات الكيفية، مثال ذلك أن العادل ضد الجائر، و الأبيض ضد الأسود،
و لكن ليس يوجد التضاد في جميع الكيفيات و لا في جميع ذوات الكيفيات فإنه ليس للأشقر و لا للأصفر ضد، و بالجملة الكيفيات المتوسطة،
و أيضا إذا كان أحد المتضادين كيفا، فإن الضد الثاني يكون كيفا و ذلك ظاهر بالاستقراء. مثال ذلك أن العادل لما كان ضد الجائر، و كان العادل في الكيفية، كان الجائر في الكيفية إذ لا يصح أن تقول أن الجائر في الكم و لا في المضاف و لا في مقولة أخرى، و كذل يظهر الأمر في سائر التضاد الموجود في الكيف.))
................................ تعقيب.........................
المصادر الشرعية.................
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "الكلام كله إسم و حرف و فعل"
و قال عليه السلام: ": "ثم نفخ فيها من روحه فمثلت إنسانا ذا أذهان يجيلها. و فكر يتصرف بها، و جوارح يختدمها، و أدوات يقلبها. و معرفة يفرق بها بين الحق و الباطل و الاذواق و المشام و الالوان و الاجناس. معجونا بطينة الالوان المختلفة، و الاشباه المؤتلفة. و الاضداد المتعادية و الاخلاط المتباينة. من الحر و البرد. و البلة و الجمود."
و قال عليه السلام: "الذي ليس لصفته حد محدود، و لا نعت موجود......."
و قال عليه السلام: "الأشياء كلها ظاهرة و مضمرة و لاظاهرة و لامضمرة"
و قال عليه السلام في جواب على من سأله عن سبب الحب و البغض: "خلق الله الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، و أسكنها الهواء فما تعارف منها ائتلف، و ما تناكر منها اختلف"
عن سيدنا الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي قدس الله سره: "الضدان متماثلان"
....إخفاق أرسطو في التفريق بين الجوهر و الكيف....
يفهم من الأحاديث الشريفة أن الإسم و هو أعلى مستويات الكلام أنه هو الوصف الأول للذات أو لجزء منها أي الجوهر أو الحد أي إن الإسم يؤسس المعرفة، و أن الحرف أو الكيف هو الوصف الثاني أو هو صفة الصفة، (ليس لصفته نعت موحود) و النعت عكس العيب فلا يصح القول أن الله سبحانه و تعالى كثير القدرة أو أنه حاد البصر، باعتبار استحالة وصف صفة القدرة الإليهة التي لا تعجز و لا تتعب، أو وصف صفة البصر الإلهي الذي يسع الألوان كلها، مهما بذل الفصيح من اجتهاد. و الفعل هو الوصف الثالث أي هو وصف وصف الوصف، و الأمر لا ينتهي إلا عند الأثر و هو الوصف الرابع و الأخير، نحن لا نرى الفعل الإلهي و الله سبحانه و تعالى يفعل بذاته أو يفعل باستخدام الأفلاك أي الصور الخيالية، لكن الأفلاك ليست محسوسة، إنما المحسوس هو آثارها أي أجرام النجوم و الكواكب و الهواء و الماء...
يفهم أيضا الذات حتى من ناحية طبيعية ليست وحيدة الطبقة بل هي أصلية و مالية، قوة البصر جزء من أصل الذات، لكن الألوان و مال طبيعي، و نحن نرى بعض الأجسام سودا فقط لأننا لا نملك لونها، مثل الطائر الذي لا يحس بحرارة الفلفل بسبب أنه لا يملك هذه المادة الطبيعية ذوق الحرارة، بالنسبة للإنسان فإن نسبة ملكيته في المصنوع أكثر منها في الطبيعي، مثلا الخروف له صوف طبيعي يحفظه من البرد، لكن الإنسان يصنع الملابس الثقيلة لحفظ حرارة بدنه من الهدر.
... الألوان جواهر ثانوية، مال طبيعي موهوب لحس البصر، ليست كيفيات، إنما الكيفيات هي وصفها بالغامق و الفاتح، الخ. ....
البياض ليس كيف؟ الألوان مواد و المادة جوهر. و اللون مال طبيعي ملك قوة البصر متصل بالبصر.
و البياض ليس ضد السواد، باعتبار ان البياض هو جملة الألوان البسائط، و هي كائن محدث كامن خامل (معدوم) أو موجود (عرق نازع) بينما السواد انتفاء، أي إن السواد ليس حتى محدثا معدوما. بمعنى أن الشيء الأسود ربما لا يكون أسود في الحقيقة بل له لون مثلا لونه ميكروويف، لكن بسبب أن تكوين الإنسان لا يشتمل على هذا اللون طويل الموجة، لا يرى الشيء الملون باللون الميكرويفي إلا أسودا. أي إن السواد هو العجز عن رؤية لون الشيء بسبب أن الحد أو الجوهر البصر محدود القدرة أو ضيق مداه المالي اللوني.
..... التضاد هو علاقة بين الألوان الظاهرة و بين الألوان المضمرة المتطرفة الأقصر أو الأطول ....
الألوان أطولها موجة هو أشعة الراديو و تقاس بآلاف الكيلومترات، ثم الموجات الصغرية (ميكروويف) و تقاس بالمسطرة و أقصرها طوله ملم واحد، ثم الأشعة تحت الحمراء و تقاس طول موجتها بكسور الملم إلى ما يقارب عشرة آلاف قطر الذرة، و الألوان الظاهرة بالنسبة للإنسان يتراوح طولها بين ثماية آلاف قطر الذرة إلى أربعة آلاف قطرها، و الأشعة فوق النفسجية و أشعة إكس و أشعة جاما.
التضاد ليس بين الأشعة المضمرة المتطرفة جدا أي الراديو الأطول موجة و جاما الأقصر موجة، بل التضاد هو بين عناصر اللون الأبيض و بين هذه الأمواج المتطرفة.
أما الألوان اللاظاهرة و اللامضمرة فهي الأشعة تحت الحمراء و الأشعة فوق النفسجية. و هذه تشبه الأصوات التي تردادتها بين العشرين و الألف ذبذبة في الثانية، و التي بين العشرة آلاف ذبذبة و العشرين ألف ذبذبة في الثانية. أي الأصوات أيضا بعضها ظاهر و بعضها مضمرة و بعضها منفي ظهوره و ضموره.
و الله سبحانه و تعالى يسمع الأصوات و يبصر الألوان المضمرة و الظاهرة و المنفي ظهورها و ضمورها، و هو معنى المطلق لا غير، حسب تعريف الحكيم الصيني للمطلق بأنه: "الحكم بالثبوت و النفي معا، على الوجود (ظهور) و العدم (ضمور) معا"
... التقابل في الكيف، هو مثل التقابل بين درجات اللون الأخضر الغامقة و الفاتحة...
· التقابل بين أشعة الأخضر نفسه الطويل منها و القصير هو تقابل بين جواهر متقاربة، أي جواهر متشابهة، و هو تقابل إئتلاف.
· و التقابل بين الأضواء الباردة (فنيا) أي الأخضر و الأزرق هو تباين، باعتبار أن الإختلاف هو العلاقة بين الألوان، و هي نفس العلاقة التي بين الخليطين الأحمر و الأصفر.
· التقابل بين ضوئين بارد و حار (فنيا) مثل الأخضر و الأصفر هو تقابل بين جوهرين، و هو تقابل اختلاف. لكن حسب العلم الضوء الأخضر أحر و الأزرق هو الأحر، بينما النار الصفراء باردة و الحمراء هي الأبرد،
· بينما التعادي هو علاقة الألوان الظاهرة بالألوان المضمرة أي المتطرف الطويل منها و القصير.
· و معنى التعادي أن النجم الذي يشع ضوء الراديو لا يشع ضوء جاما، و إلا كان كائنا مطلقا، و لا مطلق إلا الله سبحانه و تعالى، و أيضا التضاد و التعادي يعني الديك الذي يحس الضوء فوق النبفسجي و يرى الملائكة بها بصره لا يتسع للضوء تحت الحمراء، عكس الحمار الذي يحس بالضوء تحت الحمراء و يرى الجني بها، يضيق بصره عن الإحساس بالضوء المقابل فوق البنفسجية.
التضاد يكون في الكيف و يكون في الفعل أيضا، و التضاد في الكيف مثل درجات الأخضر المتطرفة أي بين غامض و بين فاتح، و أيضا من التقابل في الكيف التقابل بين اللونين الأزرق و البنفسجي، أو بين اللونين الأحمر و البرتقالي، باعتبار أن البنفسجي ليس سوى أزرق فخم، و الفخامة كيفية، أي صفة صفة.
... أعلى تقابل بين الكيفيات هو التقابل بين الأرواح، و أدناه هو التقابل بين أمداء الفعل...
: "التضاد أساسه التماثل"، و الضدان لا يجتمعان في غير ذات الله بسبب ضيق حقيقة المخلوق، و الضدان كلاهما خير لكن الفرق بينما تطرفهما عن الظاهر، و ذات المخلوق إلا تتسع لواحد فقط من الضدين، لكنها تتسع للألوان المختلفة كلها، و من باب أولى تتسع للأخلاط المتباينة.
الدال (د) و الضاد (ض) هما جوهر واحد، لكن يختلفان في الكيفية، أي الوصف الثاني، الضاد ليس سوى دال فخمة، و بالمثل القاف (ق) هو كاف (ك) فخمة، لكن التقابل الكيفي بين فخامة و رقة دونه التقابل في القوة مثلا بين الباء المشدة (بّ) و بين الباء العادية (ب).
و التقابل الكيفي في المستوى الروحي هو فوق التقابل الكيفي المتعلق بالفخامة و الرقة. و مثاله التقابل بين بين السين و الثاء، فهما خليطان متباينان، لكن التقابل بين {س، ث} و بين {ز،ذ} هو تقابل بين ألوان مختلفة من الحروف، أم التقابل الأخطر أي التضاد و التعادي فهو بين {(س،ث)،(ز،ذ)} و بين {(د،ت)}
و التقابل الكيفي موجود في الفعل أي بين أمداء الفعل، التي لحرف الألف مثلا كما في كلمة "لَــَــئلا" الفتحة فعل قصير المدى، و الألف فعل لنفس الفلك لكن طويل المدى.
... العدل و الجور ليس ضدان، التضاد في الكيف هو ما بين الملكة و بين التكلف أو الإضطرار ....
العدالة أو ملكة العدل هي صلاح النفس، و هي ملكة تتضمن أو تدل على رشد العقل و قوته مما يعله مستعصيا على الذل و المداهنة و الغش، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "كم من عقل أسير تحت هوى أمير"، و هو حال الجائر، و الجور هو استفحال الهوى أو رعونة النفس، و ذل العقل، أي الجور هو إهمال الإنسان تكلف إصلاح نفسه، و التخلي عنها، و تركها تسوء أخلاقها، قال سيدنا المسيح صلى الله عليه و على أمه العذراء و سلم: "من ساء خلقه عذب نفسه"، الجائر سيء الأخلاق و شقي، و العادل حسن الأخلاق و سعيد، و العادل أشبه بفارس خبير يمتطي فرسا مطيعة سريعة، و الجائر أشبه برجل ضعيف لا خبرة في الفروسية يمتطي بغلا شموسا، و من هنا يكون الفارس سعيدا و الغمر شقيا.
1. تكلف (مصحوب بمشقة و انفعال و اضطراب)، انتفاء الحرية، و كسب القوة يتطلب تسخير النفس، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "إذا أردت عيش الأحرار؛ فكد كد العبيد".
2. حال،،،، بدء تنامي الحرية
3. مقام (: مهارة، :ملكة)... استقرار الأسلوب مثل الرسوخ في العلم هو منتهى الحرية، لأن المهارة هي امتلاك أكثر ما يمكن من القدرة.
4. عادة......... بدء خسارة الحرية
5. إدمان (آلية الإجبار)............ انتفاء الحرية
المهارة (ملكة) يصحبها مطلق الحرية، هذا يعرف بالتجربة و يعلم من الحديث الشريف لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "إذا كثرت المقدرة قلت الشهوة"، و الذي يقيد الإنسان و يصادر حريته هو الشهوة، خاصة إذا أشبع حاجته بالخبيث من الفعل أو الغذاء، فإن الإنسان لا يدمن على الصلاة أو شرب العسل، لكنه يدمن على العمل الخبيث مثل لعب الشدة (الكوتشينة، الجنفجفة)، و يدمن على الخمر و السجائر، و الإدمان على شي ما الدليل القاطع على خبثه.
.....فات أرسطو أن يلحظ تفاوت الفروق بين المتقابلات......
قال أرسطو أنه ليس يوجد التضاد في جميع الكيفيات، و ضرب مثلا بالأصفر و الأشقر و ظن أن لا ضد لهما، و عمم ظنه بقوله أنه بالجملة الكيفيات المتوسطة لا ضد لها.
صار معروفا مما تقدم أن الأصفر و الأشقر له مقابل قريب و بعيد و بين بين، القريب هو خليط مباين أي الأحمر، و المقابل متوسط البعد عنه هو الأخضر، و المضاد له هو لون لا يرى ميكروويف أو جاما.
لكن لا يجوز تشديد النقد على أرسطو بسبب شدة العيوب في منطقه و كثرتها، باعتبار أن ما نعرفه اليوم بمساعدة الأجهزة المختبرية الحديثة عن ألوان الضوء أو ألوان الصوت،،، الخ... كان أرسطو محروما منه.
.....................................
محمد إبن رجب الشافعي
الجيش اللبناني الفلسفي الثوري
الثلاثاء 11\10\2011 مــــ