مرة جديدة تصدت روسيا والصين لمشروع قرار في الأمم المتحدة يدين النظام السوري. فما هي الأسباب التي تجعل موسكو وبكين تدافعان عن نظام يواجه شعبه بالسلاح ويعيش في عزلة دولية تزداد يوما بعد يوم. على هذه الأسئلة يجيب فابريس بالونش، الخبير في شؤون المتوسط والشرق الأوسط والمدرس في جامعة ليون الفرنسية ومؤلف كتاب "المنطقة العلوية والنظام السوري".
كيف تفسر هذا الدعم الروسي القوي لنظام بشار الأسد؟
يملك الروس قاعدة بحرية في طرطوس، وهذا سبب من الأسباب التي تجعلهم يؤيدون النظام. القاعدة كانت موجودة منذ الحرب الباردة وكذلك المدرسة الحربية الروسية في جبلة جنوبي اللاذقية، صحيح أن القاعدة كانت مهجورة في تسعينات القرن الماضي ولكن منذ أحداث جورجيا في العام 2008 تعمل موسكو على إعادة تأهيل القاعدة. الروس يريدون قاعدة عسكرية في المتوسط وكان لديهم الخيار بين بنغازي وطرطوس.
كما أنه لا يمكن حصر الموقف الروسي بالمسألة السورية فقط. فالصراع يحمل صبغة جيو- سياسية كما كان الحال عليه خلال عقود الحرب الباردة. فموسكو تريد أن تلعب دورا على المسرح الدولي ولا تريد أن تخسر حليفها الأخير في الشرق الأوسط. وتسعى روسيا للمحافظة على منطقة نفوذها وعدم خسارة الدول التي تدور في فلكها، كالموزامبيق وأنغولا ودول في القرن الأفريقي التي ستفقد ثقتها بموسكو في حال تخلت الأخيرة عن حليفها السوري. فموسكو تريد أن تؤكد أن تحالفاتها لا تسقط.
كما أن الخوف المرضي من الإسلاميين تتقاسمه موسكو مع دمشق. ويبدو أن كل شيء مبرر مع هذا الخوف خاصة القمع العنيف الممارس ضد الشيشان.
هذا بالنسبة للموقف الروسي، فما هي خلفيات الدفاع الصيني عن نظام الرئيس بشار الأسد؟
لبكين مصالح اقتصادية في سوريا، في مجال النفط والغاز، ولديها استثمار كبير في شركة "شل سوريا" فهي تمتلك ثلث أسهم الشركة. ولكن هذا ليس السبب الأساسي لاستعمالها حق النقض في مجلس الأمن دفاعا عن النظام السوري.
فهي على غرار روسيا تسعى إلى دور دبلوماسي وتريد أن تؤكد بأنه لديها كلمة نافذة تقولها. صحيح يكثر الحديث في العالم عن مجموعة العشرين ولكن المستقبل سيكون مجموعة الاثنين، الولايات المتحدة والصين. ولذلك تسعى بكين إلى كسر الهيمنة الأحادية الأمريكية والأوروبية في الشرق الأوسط. كما أن بكين لا يسعها دعم قرارات تدين القمع خوفا من إدانتها في مناسبات أخرى بقمع التبتيين والأويغور.
هل يعني هذا أن مصير كل مشاريع القرارات التي تدين سوريا مصيرها الفشل في الأمم المتحدة؟ وما هي إمكانيات الأوروبيين للعب دورهم في حل الأزمة السورية؟
من الواضح أن مشاريع القرارات الأممية سيكون مصيرها الفشل. والأمر لا يقتصر على مواقف موسكو وبكين فقط، فهناك دول أخرى في مجلس الأمن لا تتفق مواقفها مع الموقف الأوروبي. فدول الجنوب يريدون التعبير عن سخطهم حيال الموقف الأمريكي الرافض لعضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة وللجوء واشنطن أكثر من مرة إلى حق النقض لمشاريع قرارات تدين إسرائيل.
ويبدو لي أن الغرب فهم أن النظام السوري لن يسقط قريبا وحتى ولو عملوا على إسقاطه فإن البديل غير متوفر –المعارضة غير جاهزة بعد لتولي المسؤولية- وهذا قد يوفر ثغرة قد تتسلل منها الحركة الإسلامية. كما أنهم لا يريدون ارتكاب نفس الأخطاء التي ارتكبوها في العراق. ولا أعتقد بأن أي تدخل عسكري - إذا افترضنا ذلك - سيحدث قبل الانتخابات الأمريكية في
كيف تفسر هذا الدعم الروسي القوي لنظام بشار الأسد؟
يملك الروس قاعدة بحرية في طرطوس، وهذا سبب من الأسباب التي تجعلهم يؤيدون النظام. القاعدة كانت موجودة منذ الحرب الباردة وكذلك المدرسة الحربية الروسية في جبلة جنوبي اللاذقية، صحيح أن القاعدة كانت مهجورة في تسعينات القرن الماضي ولكن منذ أحداث جورجيا في العام 2008 تعمل موسكو على إعادة تأهيل القاعدة. الروس يريدون قاعدة عسكرية في المتوسط وكان لديهم الخيار بين بنغازي وطرطوس.
كما أنه لا يمكن حصر الموقف الروسي بالمسألة السورية فقط. فالصراع يحمل صبغة جيو- سياسية كما كان الحال عليه خلال عقود الحرب الباردة. فموسكو تريد أن تلعب دورا على المسرح الدولي ولا تريد أن تخسر حليفها الأخير في الشرق الأوسط. وتسعى روسيا للمحافظة على منطقة نفوذها وعدم خسارة الدول التي تدور في فلكها، كالموزامبيق وأنغولا ودول في القرن الأفريقي التي ستفقد ثقتها بموسكو في حال تخلت الأخيرة عن حليفها السوري. فموسكو تريد أن تؤكد أن تحالفاتها لا تسقط.
كما أن الخوف المرضي من الإسلاميين تتقاسمه موسكو مع دمشق. ويبدو أن كل شيء مبرر مع هذا الخوف خاصة القمع العنيف الممارس ضد الشيشان.
هذا بالنسبة للموقف الروسي، فما هي خلفيات الدفاع الصيني عن نظام الرئيس بشار الأسد؟
لبكين مصالح اقتصادية في سوريا، في مجال النفط والغاز، ولديها استثمار كبير في شركة "شل سوريا" فهي تمتلك ثلث أسهم الشركة. ولكن هذا ليس السبب الأساسي لاستعمالها حق النقض في مجلس الأمن دفاعا عن النظام السوري.
فهي على غرار روسيا تسعى إلى دور دبلوماسي وتريد أن تؤكد بأنه لديها كلمة نافذة تقولها. صحيح يكثر الحديث في العالم عن مجموعة العشرين ولكن المستقبل سيكون مجموعة الاثنين، الولايات المتحدة والصين. ولذلك تسعى بكين إلى كسر الهيمنة الأحادية الأمريكية والأوروبية في الشرق الأوسط. كما أن بكين لا يسعها دعم قرارات تدين القمع خوفا من إدانتها في مناسبات أخرى بقمع التبتيين والأويغور.
هل يعني هذا أن مصير كل مشاريع القرارات التي تدين سوريا مصيرها الفشل في الأمم المتحدة؟ وما هي إمكانيات الأوروبيين للعب دورهم في حل الأزمة السورية؟
من الواضح أن مشاريع القرارات الأممية سيكون مصيرها الفشل. والأمر لا يقتصر على مواقف موسكو وبكين فقط، فهناك دول أخرى في مجلس الأمن لا تتفق مواقفها مع الموقف الأوروبي. فدول الجنوب يريدون التعبير عن سخطهم حيال الموقف الأمريكي الرافض لعضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة وللجوء واشنطن أكثر من مرة إلى حق النقض لمشاريع قرارات تدين إسرائيل.
ويبدو لي أن الغرب فهم أن النظام السوري لن يسقط قريبا وحتى ولو عملوا على إسقاطه فإن البديل غير متوفر –المعارضة غير جاهزة بعد لتولي المسؤولية- وهذا قد يوفر ثغرة قد تتسلل منها الحركة الإسلامية. كما أنهم لا يريدون ارتكاب نفس الأخطاء التي ارتكبوها في العراق. ولا أعتقد بأن أي تدخل عسكري - إذا افترضنا ذلك - سيحدث قبل الانتخابات الأمريكية في