عشية اجتماع المجلس الوطني في القاهرة وهذه الايام الحاسمة من تاريخ هذا الوطن الغالي والمتعب هذا الوطن الذي رزح تحت اعتى اشكال الاحتلال والذي يعاني من كل صور الاستبداد واثاره .
ان حكم الطغاة الى زوال قريب ،لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف ننجو من اثار اربعين عاما من حكم الفرد المطلق .كيف نعالج الخراب الذي اصاب كل واحد منا . كيف نضمد جراحات امهات شهدائنا وعذابات اطفالنا ماذا سنقول لابناء واحفاد المفقودين كيف سنقف على اقدامنا من جديد . العطب بالغ والمصاب جلل .
لطالما وصفنا الغرب باننا شعوب عاطفية تفرح بسرعة وتحزن بسرعة ذاكرتها ضعيفة تعيش على تاريخ لم تصنعه ، يحركها موقف اللحظة، لم تكن يوما صاحبة فعل بل افعالها ردات فغل .على فعل قام به الاخر.
لانريد لهذا الوطن الحبيب ان يدخل ابناؤه في دوامة ردات الفعل على الاستبداد فتعم الفوضى ويسود الانتقام ونصبح كالمستجير من الرمضاء بالنار .
نريد برنامج عمل للمستقبل يجنبنا مأزق الاخرين فلا نقع بمطبات العراق وعثرات مصر وتونس قد يقول البعض ان الوقت مبكر على هذا الكلام . وانا اقول ان وضوح رؤية المستقبل تنجز عمل الوقت الحاضر .
فالجميع يريد ان يعرف الى اين نحن ماضون.
لقد مللنا من الشعارات والعناوين العريضة والمقولات الرنانة فالقائد الواحد الصنم اتخمنا بكلام اجوف لم نحصد منه الا الخوف من اقبية المخابرات والجري العبثي وراء لقمة العيش والجهل والمرض.
هذه الدماء التي تسفك كل يوم لها حق وعلينا ان نكون بقدره .
هل من حقنا ان نحلم بدولة المؤسسات لا دولة الفرد المطلق
هل من حقنا ان نحلم بدولة القانون والمساواة امامه
هل من حقنا ان نحلم بدولة المواطن فيكون هو القيمة والهدف
ان كلامنا هو برسم المجلس الوطني باعتبار انني طلبت منه ان يمثلني فالمرحلة دقيقة وخطيرة ولاينفع معها ترك اي شيء للصدفة .
ان الغرب يتناول تاريخه بتجرد وحياد عاطفي لا لشئ انما كي يتجنب اخطاء من سبقوه فهل نحن قادرون على تناول تاريخنا بتجرد وحياد فلا تتكرر مأساتنا او مأسي الاخرين .
القلق والخوف من القادم يجب ان يكون دافعا لعمل مضني وشاق لكي نعبر بسوريا الى شاطئ الامان فيكفيها ويكفي شعباه ماكابده من ظلم الاستبداد الاسدي البعثي.