بسم الله الرحمن الرحيم
الحاكم الفاسد مفتي دياره أفسد منه، و هو بالتالي الأولى بالإسقاط و المحاكمة.
ثمة حقيقة ينبغي ألا تفوت الفطن، و هي إن شعار الشعب يريد إسقاط الرئيس أو إعدامه أو محاكمته، يجب إدراجه في جملة ما يسميه علماء أصل الفقه دلالة المحدوف،
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس ، وإذا فسدا فسد الناس : العلماء والامراء"
أي إن الحاكم ليس وحده يكون فاسدا، بل كل طبقات الدولة تكون فاسدة، الكتاب و الصحافيون، و الأغنياء و رجال الأعمال، و خاصة الفقهاء يكونوا أيضا فاسدين، بل هم أفسد الناس، في دولة الحاكم فيها كافر و مجرم يستحيل أن يكون الفقيه الصالح الرشيد مفتيا للديار و لا وزيرا للعدل و لا محاضرا في قاعة الجامعة و ربما يصعب عليه القاء الخطب في المساجد، و ليس بسبب ما نراه من ملابسهم و ما نسمعه مما يجري على ألسنتهم من كلام الله تعالى و كلام رسوله صلى الله عليه و آله و سلم أنهم صاروا مثل الفسيخ سمك مستعص على الفساد، القرآن لا يؤثر في الجماد، هل الحاسبوب محفوظ فيه القرآن يمتنع عن إظهار الصورة الخليعة على شاشته، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "ليس منا من لم يتغن بالقرأن"، أي يطيل صحبته بلسانه و نفسه و عقله و فكره و خياله. و قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "لا خير في قراءة لا تدبر فيها"، أي تدبر لفقيه فاسد في آيات القرآن و الأحاديث و هو إما جبان يهاب الدولة أو تاجر يجمع المال، و قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "أفضل الصدقة علم ينشر"، ربما يحمل هذا الفقيه البوطي أو صاحبه حسون أكثر ما يحمل الحمار على ظهره من كتب، لكن ما الفائدة إذا لم ينشر علمه أي ينصح و يشير و يعظ، الناس و الحكام و الأغنياء و المشتغلين بالاعلام و الجنود،،،،
بل إن هذا الفقيه البوطي و صاحبه حسون يستحقون الشفقة من سوء حالهم هذا مهما اكتسبوا من احترام السذج و محبتهم في الدنيا، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:
"إن أخوف ما أخاف على أمتي الائمة المضلون"،
"كاتم العلم يلعنه كل شئ حتى الحوت في البحر"
"الزبانية أسرع إلى فسقة حملة القرآن منهم إلى عبدة الاوثان ، فيقولون : يبدأ بنا قبل عبدة الاوثان ؟ فيقال لهم : ليس من يعلم كمن لا يعلم"
"ما من عبد يخطب خطبة إلا الله سائله عنها ما أراد بها"
"إن أهون الخلق على الله تعالى العالم يزور العمال"،، العمال هنا تعنى الحكام أي الملوك و الرؤساء و الوزراء و المحافظين، الخ.
..............................
إبن رجب الشافعي