رســــالـة من الجـــنة ::
افقت فجراً على اصوات عالية غريبة, مع تحركات في المدينة كانت مريبة, انه صوت مخيف, ما هو بحق الرب اللطيف؟؟؟, هل هو مجرد مزاح من صديق ظريف, سألت أختي كم الساعة, اجابت السادسة او السابعة , كيف لم انتبه؟؟ لماذا عائلتي مستيقظة باكراً هل انزل الى الشارع وارى ما يحصل؟؟ صحيح سأنزل والحق بالباطل سأفصل...
يا الهي ماذا أرى؟؟ السماء سوداء!! أليست الوانها زرقاء؟؟ على الارض بضع بقع حمراء !!! هل انا في منام ام سحرتني ساحرة شمطاء؟؟لكن لماذا انظر الأن الى السماء؟؟ يا لها من فكرة حمقاء, يجب ان انظر حولي, ان ان انها دبابة!!! الجنود تعم المنطقة بغرابة.ماذا يحدث هل نحن في حرب؟؟ ام ان الناس اشتهت بعض اللعب, رصاصة مرت بقربي!! ماذا يحصل يا ربي؟؟ هل انا جننت؟؟ ام انني بهذه الأشياء حلمت؟؟ أأسمع اصوات قذائف ام انها مجرد العاب نارية؟؟ لعن الله هذه الافكار الوهمية, أه الان عرفت لقد نست ان أغسل وجهي ولذلك ما زلت لا ارى تماما, ولذلك ايضا أرى كل الأشياء حطاما, وبهذا اكون عرفت ان كان ذلك حقيقة ام مناما, هيا الى البيت عائلتي مستيقظة!! يتابعون التلفاز, والله ان ذلك لإعجاز, ولكن ماذا يتابعون؟؟ اه انها الاخبار!! وماذا في الاخبار الأن؟؟لا أحد يجيبني !!! ابي؟؟ لايجيب, امي أخواتي انا أكلمكم ردوا علي !! لماذا لا أحد يجيبني؟؟؟ يا الهي لا أحد يراني!! سأعود الى الشارع, يبدو أنني شاب ضائع. بالحائط اصطدم رأسي,لقد اغمي علي ولا أشعر بنفسي... فتحت عيناي, غير واضحة رؤياي, ما هذه الاصوات, تتخللها ضربات الدبابات, انها اصوات هتاف, لكن لماذا انا محمول على الأكتاف؟؟ لكن.. لماذا لا استطيع التكلم؟؟ أعتقد انني أنهيت فترة المدارس والتعلم!! يا الهي اريد ان اهتف معهم!! ان كانوا لا يريدون مني ذلك فلماذا يحملونني؟؟ هل انا مستلق على اياديهم أخروني؟؟ هيا تحرك يا لساني.. قل شيئاً.. لا فائدة لقد عاد الدوار براسي وعدت لا أحس بنفسي...أه يا لها من رائحة زكية انها رائحة الورد, لكنها بعيدة عني كل البعد!! اشعر بأنني مهلوس!! ولم اعد كما عهدت نفسي متحمس..ماذا؟؟ ما هذا الشيء الذي ترميني به الناس؟؟ انها حجارة وتراب و(اَس) !! لقد سمعت هذا الصوت من قبل!! انه صوت أمي.. يا الهي وأخيرا كلمتني ليست هي فقط بل عائلتي كلها!! واخيرا شعرت بأنني موجود, بل بأنني الأن مولود, لكن اهلي ذاهبون!! هل ستتركونني وحيداً؟؟ أرجوكم ابقوا معي انا محتاج لكم, تعالوا و خذوني معكم, والا سأقوم وأتبعكم, أخ لقد اصطدم راسي بحجر مستطيل, يا الهي لا ارغب البقاء وحدي هذا مستحيل. ولكن هناك شيء لم أعرفه بعد لماذا لا يسمع مني الكلام؟؟؟ الناس من حولي يهتفون بإسقاط النظام!! أه تذكرت انها ثورتنا السلمية, التي ستعيد لأنفسنا الحرية, يا الله ما أجملها!! لعلي كنت من زمان أترقبها...يا له من ضوء ابيض ساطع, بل انه نور لامع, هل انا في امكنة ثلجية؟؟ ام انها زنزانة امنية؟؟ لكن الزنزانة لا تكون بيضاء, بل سوداء!!هنالك شخصان قادمان نحوي!! احدهما غاضب والأخر مبتهج من اين لي بالتفسير؟؟ بسيطة بما انني في المعتقل فالغاضب هو سجاني, والأخر هو الذي أحضرني عندما راَني.يسألونني بنفس الوقت, حتى ان لهم نفس الصوت, من ربك؟؟؟؟؟؟؟انا خائف محتار, هل أقول ربي الله ام اقول بشار؟؟؟ حيث سمعت انه في المعتقل يجعلونهم يركعون لصورته, فهل اقول الله وازعزع للرئيس مكانته؟؟ استيقظ يا ولد, ربك الله الصمد, قل الله ربي وغيره لا أحد...هل بالفعل انا اطير؟؟ ام انني أعذب من جنود الحقير؟؟ لا لا انني الان في السماء أحلق ولكنني هذه المرة ارى السماء بألوانها الطبيعية!! ليت سوداء كما كانت المرة الماضية!!بالفعل انا سعيد, ولكن لماذا انا سعيد, يا لفرحتي!!! انني أرى المجرم في قفص المحكمة, يعاقب على أعماله المجرمة, صدر الحكم على النظام؟؟ يا الهي انه كما كنا نحلم حكم بالإعدام. تذكرت! كيف لم أعلم بذلك؟؟ الشخصان هما منكر ونكير, ولكن ما دخل هذا بالمجرم الحقير؟؟وأخيراً حل اللغز الأن عرفت اين أنا, الأن أرى كل شيء انني اسمع تلك الأصوات الحنونة التي نطقت باسمها في تشييعها وها هي الأن ترد لي جميلي و تنطق باسمي وتقول هيا هيا وانضم الينا ايها البطل السعيد أهلاً بك في دار الخلد... انها الجنة يا أخانا الشهيد...الى روح صديفي وأخي الشهيد البطل بشر غنامة والى شهداء الثورة...