رسالة نصح ودعوى إلى الله للجيش السوري




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .


اما بعد...


هذه رسالة نصح
ودعوى إلى الله للشرفاء من الجيش السوري من ضباط وصف ضباط وأفراد، بعد أن وضع آل
الأسد الجيش ومقدراته وكل امكانياته مقابل الشعب الأعزل ليقمعة بكل وحشية وعنف
وبدون رحمة ولاشفقة
، ولا مراعاة لمرأة، أو شيخ كبير، أو طفل صغير، وهذا كله
شاهدناه على وسائل الإعلام المرئي والمسموع المباشر وغير المباشر .


من كان منا يتصور أن تستباح دماء المسلمين بحجج واهيةٍ
وباطلة وبمنطق لا يقبله شرع ولا عقل البتّة.


ألا يعلم القائمون
على هذا الجيش من قادة ومسؤلين سياسين وشرعين مثل البوطي الأب الروحي لبشار ومفتي
سوريا الحسون وغيرهم، أن دم المسلم لا يستباح إلا بحقه.


يقول الله عزوجل في كتابه العزيز:
وَمَنْ
يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ
اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ


وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )) [ النساء : 93 ].


وبقوله عز وجل: ((وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ
وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا
يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا
)) [الـفـرقان: 68-69]


إن المسلم معصوم الدم والمال، لا تُرفعُ عنه هذه العصمة
إلاّ بإحدى ثلاث ؛ إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((
لا يَحلُّ دمُ امرىءٍ مسلم إلاّ بإحدى ثلاث كَفَرَ بعدَ
إسلامهِ ، أو زَنَى بعد إحصانهِ ، أو قَتَلَ نفساً بغير نفس
)) رواه أبو داود والنسائي، وما عدا ذلك ، فحرمة المسلم
أعظم عند الله من حرمة الكعبة ، بل من الدنيا أجمع . وفي ذلك يقول الرسول صلى الله
عليه وسلم :


أعظم عند الله من زوال الدنيا)) (( والذي نفسي بيده لقتل مؤمن


وفي الحديث الآخر عن النبي صلى الله عليه وسلم:


((لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ولو أن
أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار
)) صححه الألباني في صحيح الترغيب. ويقول أيضاً: ((لن يزال المؤمن في فُسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً)) رواه البخاري، وهذا الحديث وحده يكفي لبيان عظيم
حرمة دم المسلم .


فأين انتم يا قادة ويا مسؤولين ويامشائخ هل الله اصم آذانكم،
وأعمى أعيونكم، وكممَ أفواهكم،عن الرؤيا والسماع وقول كلمة الحق، أم أن الدنيا
أخذت ألبابكم بما أغدق عليكم بشار وزبانيته من مال وسلطة وكله زائل وفان، فلا تخرج
من هذه الدنيا إلا بعملك، إن كان صالح فهو حجة لك عند الله وإن كان طالح وسيء فلا
تلومنّ إلا نفسك والنار مثوى المجرمين، نسأل الله السلامة وحسن الختام.


فأيُّ خطر هذا ، وأي مهلكة يقدم عليها المرء
ويجازف بها، عندما يستباح دم المسلم دون حق وإنما بالغي والباطل والهوى والجهل.

وأين
السمع والطاعة والتسليم للأمر النبوي في قوله صلى الله عليه وسلم: ((
المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره … كل
المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله
)) رواه البخاري ومسلم.


لقد زجت القيادة السورية السياسية والأمنية بالجيش العربي السوري، بالوقت
الذي يملك النظام السوري أجهزة استخبارات مع الحرس الجمهورية وفرق خاصة تستطيع
بدورها قمع شعوب الشرق الأوسط بأكملها وليس فقط سورية، لكن النظام السوري خاف من
أي دور مقبل للجيش و تجنب سيناريو تونسي، مصري، في دور الجيش الوطني الذي رعى
الانتقال السلمي لخروج الأنظمة، ولكي لا يكن للجيش السوري أي دور في انتفاضة
سورية، ويتحول إلى مركز القرار الحاسم في تغير النظام السوري كما حصل مع الثورات
العربية الأخرى، لذا، زج بالجيش العربي في المعركة لهدفين:

الأول: يرتكز على
فكرة تدور على خلق عداوة وقطع كامل مابين الشعب والجيش وفقدان الثقة بين الطرفيين.


الثاني: تحويل الجيش
إلى أداة يستخدمها النظام في قمع الشعب، من اجل الدفاع عن بقاءه في سدة الحكم ،
اعتبارأن الجيش يدافع عن الدولة من خلال قوة إرهابية متطرفة لذا يستعمل الجيش في
قمع الشعب بطريقة بشعة من أجل أن يصبح الجيش قوة خوف، لا قوة حماية واطمئنان كما
هو معهود.

فالنظام السوري يقود
معركة في سورية على كونها معركة مصير بقاء أو عدم بقاء، لأنه إذا استطاع النظام،
في قمع الانتفاضات والاحتجاجات، بواسطة الجيش الذي يعتبره الذراع التنفيذي للنظام،
سيكون قد حسم المعركة الذي أعطاها لون إرهابي وسلفي"محاربة عصابات "، من
أجل كسب ود الأنظمة الغربية في معركته الذي يقودها ضد الإرهاب ، فالنظام السوري هو
شريك للتحالف الغربي في قمع ومحاربة الإرهاب وبالتالي سورية هي جزء وشريك معهم.
أما من الناحية الداخلية فالنظام يحاول قمع الشعب من اجل إسكات صوتها، من خلال
إصلاحات كرتونية يفصلها على مقاسه.

لكن الشعب الذي ينظر
إلى الجيش ودوره في معركة التغير في الحياة السورية العامة ، كشريك يضمن حق الشعب
في التظاهر والتعبير ،ويؤمن الأمن ،الداخلي والخارجي، لان الجيش السوري هو المسؤول
الفعلي، وليس أداة في القمع والبطش والتنكيل من خلال محاصرة المدن واحتلالها،
بآلياته العسكرية.


أيها الشرفاء من الجيش، إن بشارالأسد يخوض من خلاكم حرب تحريرية مع
الشعب السوري، من خلال قتله واعتقاله التعسفي والفاشي واحتلال القرى والمدن، وسيؤمن
الحرية المفقودة الذي سلبها منهم هو وأجهزته الأمنية والقمعية.


فالمطلوب من الشرفاء في الجيش السوري أن يرجعوا إلى الله عزوجل
ويتوبوا من هذه الأفعال الإجرامية والتخلي عن هذا النظام لأنه لن يكون لكم عون عندما
يتهاوى بشار ومن معه إن شاء الله، ويذهبوا إلى مزابل التاريخ، وإن الأمة لن ترحم
من قتل وعذب وشرد أبنائها، ولن يكون لكم مكان في بناء دولة وليدة بدأ ليلها ينجلي
وفجرالحرية بالبزوغ ولله الحمد والمنّة.


اللهم ألا هل بلغت فاشهد.. اللهم ألا هل بلغت فاشهد.. اللهم ألا هل
بلغت فاشهد














.