بسم الله الرحمن الرحيم
السيد رجب طيب أردوغان : تحية تليق بمقامكم وبعد ..
أيها السياسي الفذ البارع، مع التقدير لشجاعتك في تحدي حصار غزة النازي الظالم والاعتراف بنجاحك الباهر في إعادة بعث تركيا من جديد: إن كثيرا من العرب والمظلومين والمضطهدين، يتطلعون إلى حضور تركي مؤثر وفعال لمنع حصول محرقة سورية، بعيدا عن التصريحات والتحذيرات.
أيها السياسي الحر النبيل، هذا النازي الأسد يتوعد شعبه بمحرقة مهلكة، أعلن التعبئة العسكرية العامة، وكأنه في حرب ضد شعبه، هو مطمئن لسياستكم تجاه إجرامه، لم ير منكم إلا التحذير، فلم لا يخوض معركة الحياة والموت بالنسبة لنظامه ويجرب ما لم يجرؤ على فعله الاستعمار من قبله، والعالم كله أمهله كثيرا من الوقت، ليقضي على أحرار شعبه وثوارهم.
أيها الحر، مثلك لا يخذل شعبا جارا يباد، صفعت الصهاينة وأذللتهم في أكثر من موقف، فما بالك ترقب المجازر في سوريا مهددا متوعدا، دون تحرك رادع ومؤثر، فما زاده ترددكم هذا إلا إمعانا وتقتيلا.
إنها فرصته للانقضاض على شعبه حقدا وانتقاما، وإنه ميدانك الذي أجدت فيه وخطفت العقول والأبصار.
أنت الأصيل معدنه والنبيل، فإن أجدت القول فهذا لا يكفي، وإن أجدت الفعل فهذا ما ورثته عن أسلافك
لا ثقة لنا في ما تبقى من حكام العرب، فهم إجمالا ألد أعداء التغيير وخصوم الثورات وأهل الكيد والمكر والدنيئة، يتلذذون باحتقار شعوبهم وإهانتهم، فهؤلاء نفضنا أيدينا منهم من زمان، ولا يردعهم ويزيحهم إلا إرادة شعبية ضاغطة، تنحيهم جانبا، وتخلصنا من رجسهم وطغيانهم وفسادهم.
نخاطب فيك الضمير الحي والدين القيم والكرامة الإنسانية والشهامة والإباء، لا تدع التاريخ يسجل عليك نقيصة وعارا، يتعذر محوه، فإن الرصاص يقتل أهل الشام منذ شهور، فيكتب ما معناه، مقتبسا من كلام المؤرخ الشهير ابن الكثير: ((من أعظم ما يذكرون من الحوادث ما فعله بشار الأسد بشعبه من قتل وحرق وذبح وتدمير.. ولما انقضى الأمر المقدور وانقضت الأشهر، بقيت دمشق ومدنها الثائرة خاوية على عروشها ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس، والقتلى في الطرقات وكأنها التلول، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم، وأنتنت من جيفهم البلد، وتغير الهواء، فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وكان)).
ويزيد على هذا: ((وكان أهل دمشق والمدن الثائرة ويستغيثون بحاكم تركيا آنذاك، الرئيس الشجاع الفذ، لمنع حصول محرقة على أيدي حاكم سوريا الدموي، بشار الأسد، فما زاد على أن هدد وتوعد، فكان الناس يصيحون: واردوغاناه، فلا مغيث)).
أيها الحر النبيل، لن ننعي أمة الإسلام في الشام كما نعاها المؤرخ ابن الأثير من قبل، ولكن أحرار سوريا سيصمدون ويطيحون بالطاغية، ولن نردد رثاء المؤرخ ابن الأثير في أهل بغداد
لا لن نقول: يا ليتنا متنا قبل محرقة الشام، وإنما سيسجل التاريخ مقولة الأحرار الخالدة: "يا ليتنا كنا معهم، فنظفر بدحر الطغيان وإزاحته".
أيها الشجاع الحي، لن ننعي إخواننا الثوار والأحرار في سوريا، ولن يتملكنا اليأس كما فعل فعله في المؤرخ ابن الأثير ولن يستبد بنا الحزن، وإنما نقاوم الطغيان ولن نساوم على حريتنا وكرامتنا، فإن طمحت نفسك في رفعة ونبل تخليص أحرار سوريا من محرقة المجرم الأسد، فهذا شرف يُنال ولا يُمنح، وإن أبيت، فستخسر كثيرا.
والســـــــــلام ...
يرجى النشر والتعميم