عن حالِ بلدتنا أخالُك تعلمُ..
رسالة عاجلة إلى الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
عن حالِ بَلدتِنا أخالُك تعلمُ
أولستَ مِن أوجاعها تتألّم؟؟
أولستَ شاهدَها على أزمانها
لمّا طغى مِن قبلُ ذاك المجرمُ؟
إني لأحسِبُ منك أربعةً مَضَتْ
بعُقودها .. والشامُ كان له فَـمُ
أوما سمعتَ له يَأنُّ مَواجِعاً
حينَ اسْتطالَ على ثراه المَنقم؟
يا يومَ قَصْفِ (حَمَا)، وكيف نسيتَها؟
أهوالُها مِن حولها تتكلّم
والناسُ بين نوائبٍ، فمُصابُهم
ذاتُ المُصاب، وحالهم متأزِّم
والظلمُ أبلغُ ناطقٍ مِن حيثما
أوّاه!! واأسفي!!، لسانُك يكتم
ماذا تُرى تخشى؟ نُضُوب مناصبٍ
في حبها امْتَهَنَ التملقَ مَبْسَم
أو دِرهماً يَفنى إزاء مظالمٍ
أنصفتَها لمّا دعاكَ لها الدمُ
أو حاجةً تُقضى، فما من حاجة
إلا لقاءَ قضائها لك مَغْرَم
هو ذاك تيارُ النظامِ ودرؤه
سَلْ عنه، في أكنافه لكَ مَنْعَم
فبِأيِّما طَمَعٍ سعيتَ له يَداً
تسعى إلى فانٍ وأخرى تَغرَم؟؟
لتعيشَ مُسئِدَ راحةٍ تحظى بها
حيثُ الحِما من أخْمَصَيْكَ مُحَتّم
وأراكَ يغزوك المَشيبُ، فحسبُها
يا سيدي تلك الأضالع تَهْرَم
فاحمدْ بها الرحمنَ ما أبقى بها
روحاً يَرِقُّ لحالها مُتَحَمْحِم
يا سيدي (البوطيُّ) تلكَ رسالة
نفَذَتْ إليك فَرَاعِها، أَوَتُحْجِم؟
لتُقيمَ فيكَ بصيرةً عن غَيِّها
ويُردَّ عنك من الضلالة مأثمُ
فَقْدُ الرجولةِ أن تغورَ شهامة
في نفس من يحيا المِراءَ ويهرَم
فالزمْ ديارَك إنْ خشيتهمُ يداً
أو قلْ كلامَ الحق.. ذلك مُلزِم
لكَ أن تقولَ بما ادّعيتَ، وإنما
هذا الدليل مَحَجّتي لكَ قَيِّمُ
ماذا تُرى يُدعى اعتقالُ حرائرٍ
ليطالَهُنَّ من الشراذم مَكْلَم
بل ما هو (الإصلاح) في مفهومه
إنْ صاحبَ الإصلاحَ قَمْعٌ أنْقم
ومشاهدُ التنكيلِ في أحيائنا
أتُحِلّها بالرأيِ فيما تزعم؟
بل قلت ذا، وأزِيدُ منك مزاعماً
من شأنها قَلْبُ الحقائق مَوْهَمُ:
( خرجوا له في رايةٍ عُمِّيّة
يرعى مطامعها عَصِيٌّ أَظلمُ
أسفي عليه، مِن امْتهانةِ فتنة
دهماءَ أسْفَرَ عن حقائقها الدم
وشَكِيَّتي وقتاً يُراد مَرامُه
سعياًَ به نحو الصلاح تَقَدُّم)
أنا شاهدُ الأحداثِ ما ازدحمتْ به
ضَيْماً يُجَرْجِره رَعِيٌّ مُجرِم
كمْ طالبَ الإصلاحَ شعبٌ أعزلٌ
من عهدِ والده فأغرقه الدم
أنسيتَ أضياعاً على أنقاضها
دُكَّتْ بمن نطقوا: لأنِّي مُسلم
وشفاهُ مَن طَلبوا (التحرُّرَ) مَأمَلاً
ضُبعت، فليستْ بالخطوب تَكَلَّم
واليوم يخرج للورى (شَبِّيحةٌ)
يقتادُهم بالشرِّ قلبٌ مُعْتِم
واليوم (شَمْشُونُ) النظامِ يقوده
فيما ابتغى دبابةٌ تتقدّم
وعساكرٌ بالرعب تقمع تارة
أو تارة بالقنْصِ، شرٌ أعظمُ
فاخرجْ إلى الأحياء نازفةً دماً
وقرىً بها نارُ المدافعِ تُضْرَم
والناسُ في الطرقات بين مُضَرِّج
بدمائه يشقى .. وهذا يُعْدَم
والذئبُ أشرسُ ما يكونُ عداوةً
لمّا يَحِينُ على النعاجِ تَهَجُّم
يا عالماً شابَ العلومَ ضلالةً
تلك الجوارحُ يومَ تشهدُ تندم
أوما سمعتَ مِن الشآم بكاءه؟
بل قد سمعتَ، فأين منك المَألَم؟؟
عُرِضَتْ عليك أمانةٌ فَحَمَلتَها
يندقُّ فيها بالمناصب مَغْنَم
فَهَرَعْتَ طالبَ علمه في غاية
مَثُلَتْ على كلتا اليدينِ تُوشُّم
والخلُّ أنصحُ لا يَغِيضُ عطاؤه
نُصْحاً، ولا يَدَعُ النَصَاحَ فَيَظْلِم
واليومَ في أُذُنَيْكَ أَهْمِسُ ناصحاً
لا أبتغي شراً.. ولا أتَهَكَّم
أسَفِي عليك تَمَلقاً داهنتَه
مِن حيثُ طابَ من التَمَلّقِ مَنْعَم