مرت كل هذه الأشهر، والقتل السلطوي ما زال يفتك بالسوريين، وهم ما زالوا يهتفون: سلمية، سلمية. والعالم من حولهم ما زال «يناشد» الأسد بأن يجري إصلاحات، مع بضع عقوبات اقتصادية ودبلوماسية، بطيئة المفعول، وغير أكيدة النتائج.
بعد هذا كله، من يضمن أن تظل الأمور كما هي دون أي تغيير دراماتيكي؟
من محاسن الثوار في سوريا، رغم فظاعة وبجاحة قوات الأمن والشبيحة، هي تمسكهم بثلاث لاءات: لا للعمل المسلح، لا للتدخل العسكري الخارجي، لا للتهييج الطائفي، أو طيفنة الثورة.
لكن «كثرة الدق تفك اللحام» كما يقال، أو مثلما قال الشاعر العربي الأول:
إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا *** فما حيلة المضطر إلا ركوبها
رغم تأكيد البيان على استمرار الطابع السلمي للثورة وعدم الاستعانة بالقوة الخارجية، وهناك الحديث طبعا عن تجريم الطائفية.
لا غضاضة من الحديث عن هذا الأمر، وليس للنظام الأسدي أي حجة للفرح بوجود مثل هذه الأفعال، فشيء متوقع وطبيعي أن يقوم شخص ما هنا أو هناك بردة فعل طبيعية على فظائع النظام والشبيحة بالناس، القتل المنهجي والإذلال المبرمج للأسرى أمام الكاميرات، الناس ليسوا حجارة صماء، لكن تظل هذه ردود فعل محدودة وغير أساسية في السياق العام للانتفاضة السورية
.
مرة أخرى ماذا لو استمر الوضع على ما هو عليه؟
هل سيصبح لبيان كبيان «حلبون» الأخير، أو بيانات المعارضة الخارجية أي قيمة؟
هناك مثل معروف يقول: «ليس دون الحلق إلا اليدين» والشاعر الأموي الشهير يقول:
أرى خلل الرماد وميض نار *** ويوشك أن يكون لها ضرام
فــإن يطفئها عقلاء قــوم *** يكون وقودها جثث وهـام
وإن النار بالعودين تذكى *** وإن الحرب مبدؤها كـلام
فقلت من التعجب ليت شعري *** أأيقاظ أمية أم نيام؟
وأمية هنا، ليست جماعة الأسد التي حلت في قصر الحكم بدمشق محل معاوية وعبد الملك وهشام، بل هي أمية الأخرى العربية التي تتفرج على الوضع من بعيد أو تكتفي بإرسال نبيل عربي لا يملك شروى نقير.
إن تسلحت المعارضة السورية وفاض صبرها، أو تسلل إليها مسلحون أصوليون، وما أكثرهم، فاللوم يقع على من جعل الأمور تصل إلى هذا الحدونرجو ونبتهل أن لا تصل الأمور إلى هذا المنزلق الخطير.
جوانب من مقالة للصحفي : مشاري الذايدي
بعد هذا كله، من يضمن أن تظل الأمور كما هي دون أي تغيير دراماتيكي؟
من محاسن الثوار في سوريا، رغم فظاعة وبجاحة قوات الأمن والشبيحة، هي تمسكهم بثلاث لاءات: لا للعمل المسلح، لا للتدخل العسكري الخارجي، لا للتهييج الطائفي، أو طيفنة الثورة.
لكن «كثرة الدق تفك اللحام» كما يقال، أو مثلما قال الشاعر العربي الأول:
إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا *** فما حيلة المضطر إلا ركوبها
رغم تأكيد البيان على استمرار الطابع السلمي للثورة وعدم الاستعانة بالقوة الخارجية، وهناك الحديث طبعا عن تجريم الطائفية.
لا غضاضة من الحديث عن هذا الأمر، وليس للنظام الأسدي أي حجة للفرح بوجود مثل هذه الأفعال، فشيء متوقع وطبيعي أن يقوم شخص ما هنا أو هناك بردة فعل طبيعية على فظائع النظام والشبيحة بالناس، القتل المنهجي والإذلال المبرمج للأسرى أمام الكاميرات، الناس ليسوا حجارة صماء، لكن تظل هذه ردود فعل محدودة وغير أساسية في السياق العام للانتفاضة السورية
.
مرة أخرى ماذا لو استمر الوضع على ما هو عليه؟
هل سيصبح لبيان كبيان «حلبون» الأخير، أو بيانات المعارضة الخارجية أي قيمة؟
هناك مثل معروف يقول: «ليس دون الحلق إلا اليدين» والشاعر الأموي الشهير يقول:
أرى خلل الرماد وميض نار *** ويوشك أن يكون لها ضرام
فــإن يطفئها عقلاء قــوم *** يكون وقودها جثث وهـام
وإن النار بالعودين تذكى *** وإن الحرب مبدؤها كـلام
فقلت من التعجب ليت شعري *** أأيقاظ أمية أم نيام؟
وأمية هنا، ليست جماعة الأسد التي حلت في قصر الحكم بدمشق محل معاوية وعبد الملك وهشام، بل هي أمية الأخرى العربية التي تتفرج على الوضع من بعيد أو تكتفي بإرسال نبيل عربي لا يملك شروى نقير.
إن تسلحت المعارضة السورية وفاض صبرها، أو تسلل إليها مسلحون أصوليون، وما أكثرهم، فاللوم يقع على من جعل الأمور تصل إلى هذا الحدونرجو ونبتهل أن لا تصل الأمور إلى هذا المنزلق الخطير.
جوانب من مقالة للصحفي : مشاري الذايدي