في مطلع 1979 وفي ذروة الثورة الإيرانية التي فاجأت الجميع ولم يعرف قائدها قبل وصول الخميني من منفاه، سأل أحد الصحافيين رئيس الوزراء آنذاك شابور بختيار من قائد الثورة؟ وأجاب بأن الشاه هو قائد الثورة، ظن الصحافي أن بختيار لم يفهم سؤاله فكرر السؤال وأجاب بختيار بأنه فهم السؤال في المرة الأولى ويعني ما يقول الشاه هو قائد الثورة، قائدها بإخفاقاته وعناده وإضراره بالدولة والمجتمع.
بشار الأسد يقود الثورة اليوم في سوريا، ويتحكم بحجم الغضب، وكلما زاد القمع والقتل والإرهاب، زادت حماسة الجماهير وتأكدت رغبتها في إسقاط النظام، وبمماراسته وعناده ودمويته سيدفع الجماهير للتسلح للدفاع عن أنفسهم بوجه البطش والقتل والإهانة.
نظام الأسد بحسب تقارير ومعلومات مسربة سيتعامل مع الخارج كما يتعامل في الداخل مع المحتجين، سيبعث برسائل دموية لدول وقفت بوجهه مع انطلاقة الثورة، ومعلوم أن النظام السوري في تنفيذه للاغتيالات والعمليات الاستخبارية لا يعتمد كثيراً على حليفه الإيراني
نرى تنسيقا خليجياً وزيارات متبادلة بين المسؤولين في السعودية وقطر، ويبدو أن التحركات الخليجية ستؤتي ثمارها قريباً، حقناً لدماء الشعب الأعزل، الذي يريد البعض تمزيق وحدته وإدخاله في دوامة الاقتتال الطائفي، وهذا ما يخشاه الخليج الأكثر حرصاً على سوريا، والأكثر جدية في مواجهة التطرف
وبين نفي وتأكيد للقاء حكوميين إيرانيين لعناصر المعارضة السورية، يتأكد لنا أن تخلي طهران عن بشار ليس مستحيلاً، وإذا تم فسيكون على طريقة التاجر الحذق، صفقة كبيرة واستفادة أكيدة.



أحمد محمد الطويان