أول من أطلق شعار يا عمال العالم اتحدوا كان كارل ماركس.قلَّده بعدها عبد الحميد من الأستانة بإطلاق
شعار يا مسلمي العالم اتحدوا

هذه المرة جاءت من ثوار سوريا للدفاع عن الحمير بعد أن رأينا بتاريخ 13 سبتمبر 2011م منظرا لعصابة من الجيش السوري تجمع قطيعا من الحمير في مرتفع من الأرض، ثم تخلع عنهم (البردعة) حتى لا يحول حائل بين الرصاصة وجسد الحيوان الوديع، ثم تبدأ مجزرة الحمير حصدا بالكالاشينكوف.
حاول جحش (كرّ) صغير الهرب فلم يرحمه الجندي الباسل. هناك من لم تصبه الرصاصة في مقتل فأكمل الجندي الوغد بزخة من الرصاص عجلت بروحه.ومنهم من حاول التستر بأخيه فلم ينفع . تساقطوا جميعا في حفلة دموية جماعية يروون للتاريخ ظلم الإنسان والانحطاط الأخلاقي في الجيش العقائدي البعثي

حقيقة احترت في التفسير لماذا الإعدامات الجماعية للحمير والبقر بعد البشر؟وذهبت بي الظنون مذاهب قلت ربما تعود لناشط هارب أرادوا اعتقاله وليس ثمة من رهين مقابله
قلت ربما أيضا ضبطت أي الحمير تنقل الزاد والماء إلى أهل درعا وحمص وحماة فانتقموا منهم بالقتل الجماعي فليس ثمة من أمان في سوريا الأسد لحمار وبغل وطير ويعسوب
إن النظام الأسدي يطبق مبدأ الغابة فسيد الغابة يفترس كل الحيوانات عدا عصابته من ثعلب وذئب وضبع ونسر ودب.


جاء في الحديث الصحيح قوله ص مستريح ومستراح منه قالوا يا رسول الله ما المستريح وما المستراح منه؟ قال: العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله عز وجل. والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب.
وفي القرآن آية معبرة تذكرنا بمصرع القذافي الذي سيكون نفسه للأسد إن شاء الله أنهم تركوا من خلفهم جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين.
جاء في الحديث أن العالم في موته تبكي عليه طيور السماء وحيتان البحر، وهؤلاء البعثيين يقتلون كل الحياة البشر والبقر والحمير.


لا أدري لماذا ذكرني هذا المنظر بالنازيين حين كانوا يقومون بالإعدامات الجماعية فينزعون ثياب الضحايا بالكامل ثم يوقفونهم أمام الحفر ثم يبدؤون حصدهم بالرشاشات وهم يسترون عوراتهم بأكفهم عبثا..
إنها مناظر مكررة بالسواطير والسيوف على يد تيمورلنك وجنكيزخان وهم يبنون منارات من الجماجم. أو الصربيين في سيبرينتشكا وهم يحصدون رجال مدينة كاملة في البوسنة أو النازيين في ممرات خفية خارج كييف في روسيا.أو السنوسي في ليبيا في سجن بوسليم أو رفعت الأسد في سوريا في سجن تدمر وهو يحصد أرواح ألف من الشباب في الأصفاد مقرنين.


مع قصة الحمير جاءت الاعترافات التي أدلى بها هرموش العسكري الذي ضبطته المخابرات البعثية وهو أمر ذكرني بالشيخ الصياصنة من درعا إمام الجامع العمري، وكذلك اعترافات غاليلو والقس التشيكي هوس وجيوردانو برونو أو ما جاء في قصة الدفاع عن الإلحاد في اعترافات توماسو كامبانيلا وهي تروي قصة الاعترافات السورية.

أنا شخصيا دخلت معتقلاتهم أربع مرات وما رأيت بأم عيني وذكرياتي من كراكون الشيخ حسن والمحقق يوسف طحطوح وسجن المزة العسكري ومعتقل الحلبوني لصالح فرع المخابرات العامة رقم 273 والمحقق محاميد وما أكثرها من أرقام يدفعني أن أسجله في سيرتي الذاتية.

يمكن أن نختصر وضع سوريا بآية من القرآن وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال. فلا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ..



خالص جلبي