"النبيل العربي"... أمل الجامعة العربية!
مساحة للوقت
في الحقيقة, ومن دون مجاملة للأمين العام لجامعة الدول العربية
الدكتور نبيل العربي الذي بدأ مسيرته مع الجامعة وهي »اطلال« وهياكل قد
صدعتها حالة من الاهمال السياسي لاسباب كثيرة بدءا بالازمات المالية ثم
بالمواقف السياسية المتناقضة مع ميثاقها القومي نتيجة الصراع والخلاف
العربي ¯ العربي, والذي تجسد في الثاني من اغسطس عام 1990 عندما خرق العراق
كل المواثيق والاعراف باجتياح الكويت, وقبل ذلك ما تعرض له لبنان من
اعتداء سافر عام 1982 واجتياح العدو الاسرائيلي لعاصمته بيروت, ثم توالت
الاحداث.. ناهيك عن احداث »أيلول الاسود« التي وقعت في عمان عام 1970
واحداث القتال عام 1994 بين الاخوة في اليمن وما تتعرض له الشعوب العربية
في دمشق وطرابلس, ولا نعلم مستقبلا من هو الشعب العربي الآخر الذي سيرث كل
هذه التركة الثقيلة.. كل هذه التراكمات يواجهها الامين العام الجديد
للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي الذي اكد لنا في كلمته المتفائلة
والتي القاها اخيرا امام اجتماع مجلس الجامعة بحضور جميع وزراء الخارجية
العرب, حرص هذا الرجل »العملاق« في طرحه على مواجهة هذا التحدي بروح
المواطنة من خلال طرح مشروعه المتكامل في اجراء التعديلات على هيكلية
قطاعات الجامعة العربية اداريا وسياسيا وماليا من اجل انتشال هذه المنظمة
الهرمة والمصابة بداء الاحباط في كل مفاصلها وجسدهما المتهالك!
نعم... هذا »النبيل« العربي أمل الشعوب العربية والجامعة منذ عهد امينها
الاول عبدالرحمن عزام باشا بين عامي 1945 و1952 ومن ثم انتقلت الامانة الى
محمد عبدالخالق حسونة من عام 1952 وحتى 1972 وبعدها جاء الفريق محمود رياض
الذي تولى المنصب بين عامي 1972 و1979 والذي تعرضت فيه الجامعة العربية الى
انقسام سياسي عميق بعد اتفاقية »كامب ديفيد« ما ادى الى التراجع الكبير في
اداء الجامعة بعد نقل مقرها الى تونس وتولي الشاذلي القليبي الامانة
العامة, وكانت »نكسة« غزو الكويت هي القشة التي قصمت ظهر الجامعة العربية
الى ان عادت الامور بعد عودة نشاطها الى القاهرة من جديد بتولي الدكتور
عصمت عبدالمجيد دفة الامانة العامة, وتصحيح كل مساراتها السياسية, ولكن هذه
المؤسسة القومية عانت ما عانت من اخفاقات نتيجة للخلافات العربية ¯
العربية الى ان جاءت كلمة »النبيل« العربي بالامس لتكون بلسما للروح
العربية التي ستبقى علاج هذه »العجوز« ويعيدها الى الحياة من جديد!!
*****
الدور الخليجي العظيم!!
لقد ادت دول الخليج العربي دورا عظيما للحفاظ على هذا الكيان العربي رغم كل
المحاولات في زعزعة الثقة بين دول الخليج وشقيقاتها العربيات, ولقد مارست
بعض الانظمة العربية ادوارا مشبوهة, ولكن صمود قادة وشعوب دول الخليج
العربي في وجه هذه التحديات وتمسكهم بهذه المؤسسة الحاضنة لطموحاتهم
وعروبتهم كان هو الدافع العظيم لهذه الدول الخليجية الكبيرة في مواقفها
وحكمة قيادتها الرشيدة لنصرة العرب دائما!
* كاتب كويتي
مساحة للوقت
في الحقيقة, ومن دون مجاملة للأمين العام لجامعة الدول العربية
الدكتور نبيل العربي الذي بدأ مسيرته مع الجامعة وهي »اطلال« وهياكل قد
صدعتها حالة من الاهمال السياسي لاسباب كثيرة بدءا بالازمات المالية ثم
بالمواقف السياسية المتناقضة مع ميثاقها القومي نتيجة الصراع والخلاف
العربي ¯ العربي, والذي تجسد في الثاني من اغسطس عام 1990 عندما خرق العراق
كل المواثيق والاعراف باجتياح الكويت, وقبل ذلك ما تعرض له لبنان من
اعتداء سافر عام 1982 واجتياح العدو الاسرائيلي لعاصمته بيروت, ثم توالت
الاحداث.. ناهيك عن احداث »أيلول الاسود« التي وقعت في عمان عام 1970
واحداث القتال عام 1994 بين الاخوة في اليمن وما تتعرض له الشعوب العربية
في دمشق وطرابلس, ولا نعلم مستقبلا من هو الشعب العربي الآخر الذي سيرث كل
هذه التركة الثقيلة.. كل هذه التراكمات يواجهها الامين العام الجديد
للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي الذي اكد لنا في كلمته المتفائلة
والتي القاها اخيرا امام اجتماع مجلس الجامعة بحضور جميع وزراء الخارجية
العرب, حرص هذا الرجل »العملاق« في طرحه على مواجهة هذا التحدي بروح
المواطنة من خلال طرح مشروعه المتكامل في اجراء التعديلات على هيكلية
قطاعات الجامعة العربية اداريا وسياسيا وماليا من اجل انتشال هذه المنظمة
الهرمة والمصابة بداء الاحباط في كل مفاصلها وجسدهما المتهالك!
نعم... هذا »النبيل« العربي أمل الشعوب العربية والجامعة منذ عهد امينها
الاول عبدالرحمن عزام باشا بين عامي 1945 و1952 ومن ثم انتقلت الامانة الى
محمد عبدالخالق حسونة من عام 1952 وحتى 1972 وبعدها جاء الفريق محمود رياض
الذي تولى المنصب بين عامي 1972 و1979 والذي تعرضت فيه الجامعة العربية الى
انقسام سياسي عميق بعد اتفاقية »كامب ديفيد« ما ادى الى التراجع الكبير في
اداء الجامعة بعد نقل مقرها الى تونس وتولي الشاذلي القليبي الامانة
العامة, وكانت »نكسة« غزو الكويت هي القشة التي قصمت ظهر الجامعة العربية
الى ان عادت الامور بعد عودة نشاطها الى القاهرة من جديد بتولي الدكتور
عصمت عبدالمجيد دفة الامانة العامة, وتصحيح كل مساراتها السياسية, ولكن هذه
المؤسسة القومية عانت ما عانت من اخفاقات نتيجة للخلافات العربية ¯
العربية الى ان جاءت كلمة »النبيل« العربي بالامس لتكون بلسما للروح
العربية التي ستبقى علاج هذه »العجوز« ويعيدها الى الحياة من جديد!!
*****
الدور الخليجي العظيم!!
لقد ادت دول الخليج العربي دورا عظيما للحفاظ على هذا الكيان العربي رغم كل
المحاولات في زعزعة الثقة بين دول الخليج وشقيقاتها العربيات, ولقد مارست
بعض الانظمة العربية ادوارا مشبوهة, ولكن صمود قادة وشعوب دول الخليج
العربي في وجه هذه التحديات وتمسكهم بهذه المؤسسة الحاضنة لطموحاتهم
وعروبتهم كان هو الدافع العظيم لهذه الدول الخليجية الكبيرة في مواقفها
وحكمة قيادتها الرشيدة لنصرة العرب دائما!
* كاتب كويتي