الحالة السورية تدخل مرحلة الارتباك، وشاهدي عليها، هو المقترح الذي يثير الابتسام والشفقة قبل أي شيء آخر، الذي سُمي بمبادرة الإصلاح العربية، وقيل إنه قد قُدم من النظام السوري إلى الجامعة العربية، تلك المبادرة السورية تطالب بتوسيع قاعدة المشاركة في البلاد العربية الأخرى، وإطلاق حرية الإعلام وتكوين الأحزاب.

والتفسير المنطقي لهذا (المبادرة)، الذي لا تفسير غيره، أن النظام السوري دخل إلى مرحلة الإفلاس السياسي التي تصاحبه هلوسة الحمى، فالناس تتكلم عن قتل منظم في المدن والقرى السورية وظلم فادح في السجون والمعتقلات، وصل إلى حد توصيفه بحرب إبادة، واحتكار مركزي للسلطة في محازيب قليلة، والنظام يتحدث عن إطلاق حرية تكوين الأحزاب في أماكن أخرى!


محمد الرميحي .. حالة الإنكار السورية
الشرق الأوسط