كنت في زيارة
إلي مجلس رمضاني لأحد الأصدقاء, وكنا نتحادث ونتناقش حول أحداث سوريا التي بات
الدم والقتل عنوانان متلازمان لها, وعرج المتحدثون علي عائلة الاسد الحاكمة وعن
أصولها العلويه وعقيدتها, وكان من ضمن الموجودين أحد أفراد العائلات السورية
القديمة المهاجرة منذ أيام الاحتلال الفرنسي ليفاجا الجميع بقوله أن إسم االعائلة
الحاكة في سوريا ليست "الأسد " كما هو معروف وإنما هو "الوحش"
وقد تم تغيير الاسم أثناء الاحتلال الفرنسي, وليس من الغرابة سماع ذلك بعد ما
رأينا من وحشية في تعامل النظام مع الشعب السوري.
وكانت الاقوال والمعلومات حول الطائفة العلوية ومدي
باطنيتها وعقيدتهم مبهمه وحتي من قبل اتباع المذهب أنفسهم. وبان ذلك من خلال حرص
الطائفة على بقاء مطبوعاتها وتعاليمها ضمن نطاق ضيق من التداول. وقد صدر بيان منذ
سنوات قليلة لمشايخ الطائفة في سوريا جاء فيه أن مذهبهم هو الجعفرية الإمامية
الاثنا عشرية. ويبلغ تعداد الطائفة العلوية في سوريا الان ما يقارب 12% من السكان.
والطائفه العلويه هي في النهايه جزء لا يتجزأ من النسيج
السوري والتركيبة السكانية ولحمة الوطن الواحد رغم إختلافنا عنهم عقيدتا ومذهبا.
كما علينا أن نعرف بأن من يحكم سوريا ليست الطائفة إنما أفراداّ قلة, ومن عوائل
قلة علويه تربطهم علاقات المصاهرة وصلة الرحم بالرئيس بشارالاسد. وهؤلاء هم من فقد
الشرعية وليست الطائفه بتعاظم المظاهرات ومحاولات قمعها بوحشية غير مسبوقة من قبل
النظام ونددت بها الكثير من دول العالم والزعماء والمجمعات الاسلامية. كما تم وضع
عقوبات دولية على أفراد ومسؤولين في الحكومة السورية شملت الرئيس ووزير الدفاع
الاسبق و رامي مخلوف إبن خالة الرئيس والعديد من قيادات هذا النظام. وعلينا أن لا
ننسى في المقابل أن الكثيرين من أتباع الطائفة العلوية هم من المعارضين القدامى
كوحيد صقر وعارف دليلة وأن في مابين المتظاهرين آلاف الشباب من الطائفة العلوية
وفي المعتقلات السورية شأنهم شأن كل مواطن سوري.
وليس من الحكمة ان تمزق
سوريا وتثار الخلافات الطائفية فيها كي لا تتحول إلى حرب أهلية . وهذا ماوضح
للعيان من إطلاق تهم مذهبيه علي المتظاهرين وهو وما يسعى إليه النظام منذ بداية
المظاهرات وفشل في مسعاه إلي الان رغم محاولاته المستمره. وعلينا أن نتذكر بأن
سوريا الشقيقه هي في النهاية جمهورية تغلبت عليها أسرة من خلال الحزبية الواحدة
والانقلاب العسكري وتمكنت وسيطرت عليها من خلال الالة العسكرية و العقلية الأمنية
القمعية. ومن الحكمة الوقوف جنبا الي جنب لمآزرة ونصرة الشعب السوري لوقف إراقة
الدماء وحقنها. وقد يكون من الحكمة والعقل والواجب وما يمليه الضمير ايضا المطالبه
بتنازل قادتها لحكمائها لتسلم زمام أمورها, والعمل في دستور جديد يكفل للمواطنين
حريتهم ويكفل كرامتهم المسلوبه ويحقق آمالهم وأمانيهم.