وصية شهيد الوطن البطل غياث تيسير مطر ...
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة والتسليم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إخوتي شباب الثورة الأحرار، يا من شاركتموني درب الحرية في أيام كانت أجمل أيام حياتي على الإطلاق
إن آلمكم خبر استشهادي فاعلموا أنني الآن قد نلت السعادة والحرية في آن معاً، وإنني أتمنى أن أعود للحياة، لأرفع مجدداً راية الحق و العدل و الكرامة و الحرية وأستشهد من جديد ... لا تظنوا بأنهم قد نالوا مني برصاصة أطلقوها
لا وربي، لقد انتصرت ونصرت قضيتي في كل لحظة خرجت فيها إلى الشارع لأقول لا للظلم والطغيان ، نعم للحرية والعدالة والكرامة
وصيتي إليكم أن تثبتوا على ذات المبدأ الذي خرجنا من أجله، وأن تعملوا على تحقيق كل الشعارات التي رفعناها، لتغدو حقيقة ملموسة، أن تصمدوا وتعلنوا شجاعتكم مهما حاولوا النيل منكم أو زعزعة صفوفكم، لا تسمحوا لهم بتغييركم، لا تسترخصوا دمي ودماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل سورية حرة، لا تبيعوا تضحياتنا مقابل أي ثمن ، لا تحاوروا جلادكم، ولكن انتزعوا منه حقوقكم بثباتكم وإصراركم على تحقيق النصر
لقد رأيت الحرية على الأبواب ، رأيتها قريبة جداً مني ومنكم
في كل مرة كنا نخرج فيها
عندما كان هتافنا يزلزل الأرض، ويثير الرعب في نفوس الجبناء، كنت أرى الحرية تقترب، والنصر يتحقق... إنني الآن أراها من عالمي تقترب منكم أكثر، فاصبروا فإن النصر صبر ساعة.
لا تيأسوا وإن حاربكم العالم كله وتنكر لكم، لا تتوقفوا وإن صدّوكم أو نصبوا الحواجز والعوائق في صفوفكم، لا تتراجعوا فينالوا منكم ويدمروكم ويمروا الحلم معكم، لا تستسلموا فتبيعوا دمنا الغالي، وكل جهد بذلناه في سبيل وطن حر كريم
تذكروني كلما علا الهتاف، كلما زغردت النساء في أعراس الشهادة، كلما تحقق لنا في طريق الحرية مطلب، تذكروني عندما تحتفلون بإسقاط النظام ، وتحرير الوطن من العابثين ، تذكروني كلما غرستم شتلة ياسمين في أرض سورية ، وكلما أعمرتم لبنة في بناء، وكلما نظرتم إلى المستقبل في عيون الأطفال ، وتذكروا أنني قدمت روحي ودمي من أجل تلك اللحظة
أيدكم الله وثبتكم على طريق النضال السلمي، وكتب النصر على أيديكم أيها الأبطال
المواطن السوري غياث مطر
الذي كان يحلم بمستقبل افضل لابنائه ولاخوانه ولكل السوريين
افضل من الذي عاشه ابائنا ونحن
صفحة كلنا الناشط غياث تيسير مطر