بسم الله الرحمن الرحيم

من أجل تثقيف الثورة:
.... أعمدة الثورة العربية ثلاثة جوهرية و واحد عرضي....

الثورة عنوان الوطنية التي جوهرها وعي الشعب بالطور الحالي من حياته، الذي يتطلب عيشه نظاما بديلا عن النظام القائم المهترئ و المفلس.

أعمدة ثورة الشعب السوري ثلاثة جوهرية أولها البطولة الباهرة للمتظاهرين، و ثانيها تفتح بصيرة المثقفين و ثالثها سخاء الممولين، ثم أخيرا عمود عرضي يزداد الحاجة إليه إلحاحا هو النصرة الخارجية من أجل لحماية المسالمين

.......................................................................................

الثورة عنوان الوطنية، جوهرها وعي الشعب بالمرحلة الراهنة من حياته، التي لا سبيل إلى تلبية متطلباتها إلا بتبديل النظام المفلس أخلاقيا و فكريا، مزكيا نفسه بالثقة بالله تعالى، و مقويا إصراره على تحقيق النصر لثورته بأوفى عمل التوكل على الله عز و جل.

تقوم ثورة الشعب العربي المشتعلة في اليمن و سوريا على أعمدة ثلاثة أولها بطولة التعبير المباشر في الشارع، و ثانيها تثقيف الثورة على جميع المستويات التي أعلاها التعريف بالوجود و التمييز بين الخالق و المخلوق، مرورا بالإنسانية و الأممية و القومية و الوطنية و انتهاء إلى المدينة الواحدة و العشيرة الواحدة و قطاع النشاط الواحد، و ثالثها سخاء التمويل، و عمود رابع عرضي هو النصرة الخارجية لحماية الشعب من تمادي النظام الكافر و المجرم في التنكيل بالناس المطالبين بحقوقهم المادية و المعنوية و التي تضطرهم وحشية النظام إلى الإستمرار في ترفيع سقفها حتى المطالبة في النهاية بإسقاط النظام بل و إدانته و المطالبة بإعدام رموز إجرامه، بعد أن كان في الإمكان تلبية هذه المطالب في ظل استمرار حكمه.

الثورة و هي تؤسس كيانها السياسي بجانبية الإداري و التوجيهي، تحتاج لتكون مثمرة من يومها، و الثورة المثمرة غير العقيمة هي التي يمولها ميسوري الحال و يثقفها العارفين من السوريين و العرب، و هما من جملة الثوار لا شك، بل إن العالم الناصر للثورة سواء بدافع من إنسانيته أو مصلحته الدعائية و المالية هو من جملة الثورة السورية باعتبار ثقته بحتمية انتصارها و القطع مع النظام المتوحش وشيك السقوط، و الربط مع النظام البديل المتدرج الخروج من العدم إلى الوجود.

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "خير الصدقة علم ينشر"، المثقف كاتم علمه شر من اللص سارق قوت الشعب، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "أشد الناس عذاب يوم القيامة كاتم علم نافع" لكن سخاء الميسورين باموالهم، إرشاد المجتهدين بمقالاتهم لا تغني المسلم و لو اجتمعا معا لشخص واحد عن الجهاد سواء السلمي أو المسلح فكل متظاهر و لو لدقيقة واحدة هو مشروع شهيد أو معتقل، و لو أن من شأنهما الدعوة و الإنفاق إعفاء المرء من الجهاد و إغناءه عن ثوابه، لكان أعفى الناس و أغناهم عن الجهاد هو سيدنا الحسين عليه السلام، لقد احتاج إلى الجهاد ضد نظام مجرم هو من أسلاف نظام بشار و أعوانه الملاعين، لتحصيل بقية حظه المكتوب له من عيش الحياة الأخرة، أجابه رسول الله صلى الله عليه و سلم على تصريحه بملله من الحياة الدنيا و طلبه التعجيل له بأخذه إلى الآخرة... إن لك درجة في الجنة و منزلة عند الله تعالى لا سبيل إلى نيلها إلا بالجهاد و الشهادة... و كان سيدنا الحسين بداهة أسخى المتصدقين و أفصح الدعاة، و أسهل الناس مخالطة،،، فلم تغن هذه المزايا و غيرها عن الجهاد.
... الثورة العربية المباركة الدائرة في أقطار العرب تفتتح مطلع الخلافة الآخرة منهاج النبوة...

لكن لا يزال منذ بدء مرحلة "الخلافة على منهج النبوة" من حياة الأمة تسطيح الفقه و تجهيل المسلمين، بسبب غفلة الفقهاء عن ضرورة الإختصاص في العلم الذي يخوضون فيه انطلاقا من المصادر الشرعية، و هم في ذلك يشبهون خريج المرحلة الثانوية المغتر بحصيلة العلمية المتنوعة، الفقيرة و الغامضة، فيتوهم و يظن أن في استطاعته المحاضرة في الناس تحت عنوان من أي علم. بينما الأمر يتطلب تظهير العلم بالتدرج في الكلية الجامعية المختصة بتدريسه، و التعمق في العنوان باستئناف التعلم العالي حتى الاجازة و الزمالة.

ليس من علم تختص به أمة، و مطلق علم يمكن استمداده من واحد فقط من مصادر أممية ثلاثة، أوروبية حسية أو شرقية معرفية أو عربية منزلة، و أفضل من مصدرين إثنين، و الأفضل من الثلاثة جميعا، و في جميع الحالات لا بد من الإختصاص حتى يمكن التعلم ثم التعليم.

... أكثر العلوم يظلمها جهل الفقهاء و قصورهم المنطقي و دناءه هممهم،،،،

ما يصحبه تجميد أكرم المسلمين بصيرة و اهتماما في الجهل و بالتالي الكسل ...

يذهب المسلمون إلى صلاة الجمعة بدافع التكليف، طاعة لله عز و جل، فهي حج أسبوعي فرض عين إلى بيت مسجد جامع من بيوت الله تعالى، و قليل منهم من يذهب متحمسا لسماع خطبة الجمعة، يروى أن خطبة الجمعة كانت تلقى بعد الصلاة، ثم لما رأى أولوا أمر المسلمين أن الناس أكثرهم زاهدين فيها، ينصرفون فور انتهاء الصلاة، بدلوا في الترتيب، فقدموا الخطبة و أخروا الصلاة، حتى يضطر المصلين إلى حشو آذانهم بكلام الخطيب غير المقنع.

ذهبت لصلاة جمعة كان موضوع الخطبة تفسير عمل الإنسان، أي إن الإمام الخطيب أقام نفسه في مقام عالم نفساني، هكذا من غير أن يكلف نفسه جمع المادة العلمية الكافية من المصادر الشرعية، للبدء بتأسيس العلم بالانسان، و أيضا لم يرجع إلى فقيه متخصص بعلم الإنسان و ينمي عمله.

زعم أن الإنسان عقل و بدن فقط، و أن البدن إنفعالي أعماله كلها ردود فعل، و دور العقل هو تنظيم إنفعالات البدن، بل إنه نسب مشاعر الحب إلى البدن، فقال من يحبك تحبه، و من يؤذيك ترد عليه بالأذى، لكنه لم يفسر كيف أن المحسن أو المؤذي الأول استطاع المبادة و الفعل، طالما أن البدن منفعل، و العقل لا يبادر فقط يدبر خطة الإنفعال أو الرد البدني.

و كلام خطيب الجمعة يفضح جهله الفظيع، بالتكوين الإنساني، و وظائف أجزاء الإنسان، و أيضا قصوره العقلي و المنطقي، فهو لم ينتبه لنفسه و هو يناقض كلامه بكلامه، بينما ينسب لأبدان المخاطبين ردود الأفعال، ينسب للآخرين الغائبين المبادرات، و كأنهم من جنس مختلف عن البشر.

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "العقول أئمة الأفكار، و الأفكار أئمة القلوب، و القلوب أئمة الحواس، و الحواس أئمة الأعضاء"

و القلوب أو النفوس هي محل الإرادة و نقيضها الكسل، ما يعني أن جهل الفقهاء أي عجزهم عن إنتاج أفكار واضحة من شأنها تحريك القلوب هي سبب كسل المسلمين و تهاونهم في الصلاة رغم إيمانهم بضرورتها و أنها الحاجز بين الإسلام و الكفر.

أي إن خطيئة تارك الصلاة في رقبة الفقهاء العاجزين عن تنمية الحالة الأممية عند الناس المسلمين، و خاصة تنمية الحالة القومية عند العرب التي يستحيل وجودها و تحققها بدون تجديد الإسلام، أي إحياء علوم الدين، أو بعبارة أصح التعلم أي تأسيس العلوم و تنميتها و تسويتها من منظور إسلامي، أي باعتماد العقل و النطق على المصادر الشرعية، من غير إهمال لطرائق الشرق و الغرب في التعلم.

لكن الجدير بالذكر أنه يجب التعلم بطريقة دينية قبل الاستزادة من العلم بموضوع بطريقة شرقية أو غربية، إذ أن الغلبة و النزعة تكون للعلم المتقدم، كما أن سبق أي من مائي الزوجين هو الذي يعين نوع الولد، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ما معناه: ... أي الزوجين سبق ماؤه طلع نوع الولد له... في وضع سبق الإباضة طلع الولد أنثى، و العكس بالعكس، في وضع تقدم نفض الرجل زمانا طلع الولد ذكرا. و السبب أن الشقائق البيضية هي أسرع سباحة من الشقائق المنوية، فمن سبق إلى رأسه علم النفس الأوروبي فإنه يستمر متحيزا له، ثم مهما حشد من آيات كريمة و أحاديث شريفة و آثار أئمة أهل البيت و السادة الصوفية يبقى العلم الدين مرجوحا بالنسبة له و محل نظر.


..... منهج النقد الديني .....

نقد خطبة الجمعة نقدا صحيحا، يتطلب من الناقد ثلاث معارف و هي:--

1. معرفة موضوع الخطبة، أي العلم أو العنوان، مثلا الوجود الإضافي المستحدث، علم النبات، علم المكلفين، علم الانسان، علم الكواكب، علم البحار، معرفة الله عز و جل، مدى مسؤولية الإنسان عن فعله، النقود و الأموال، تزييف العلني للنقود و ما في حكمها بوساطة الدولة و البنوك و التجار، ضرورة مساواة مقدار القرض عند رده في حال التضخم (و لا سبيل إلى إنصاف الدائن المحسن أو المرابي إلا باعتماد طريقة الحساب الحقيقي بوساطة سلة الأموال السلعية، و بطلان الحساب الشكلي بوساطة الحقوق المادية،،،، الخ........

2. معرفة مصدر الخطبة، أي الآيات و الأحاديث و آثار أهل البيت عليهم السلام و السادة أكابر علماء الصوفية رضي الله عنهم.

3. معرفة المصادر الإضافية إلى المصدر العربي، أي مصادر المادة العلمية الغربية أو الشرقية، و ليس بالضرورة أن تكون المادة العلمية واردة من الشرق أو الغرب حتى تعتبر شرقية أو غربية، لحقيقة كريمة و هي أن مطلق شعب يتوزع أفراده على طبقات إدراك أربع هي تازليا حسب القيمة و الشأن أولياء و عارفين و فقهاء و عمال. كل ولي لله تعالى يدرك بإسم الله الخاص به الذي يسقف تكوينه الشخصي و المنقوش في قلبه هو عربي الإدراك و لو أنه هندي أحمر أو إفريقي أو صيني أو ألماني، و العارف شرقي الإدراك و الفقيه أوروبي الإدراك، و العامل هو جماد منفعل و لو أنه عربي قرشي هاشمي، هو في أحسن أحواله ليس حجرا بل فلز متلق للعلم الذي تحته عمل، مستعص عليه إدراك العلم الأرفع، و لو حفظ القرآن كله و الحديث كله، إنما بحسه فقط حفظ بسمعه أو بصره لا غير، دون سائر تكوينه لم يدرك اسمه معنى لصور الكلام المخطوط أو المنطوق، و لا قلبه أدرك أو روحه أو عقله أو نفسه أو نطقه.

4. معرفة إضافة الخطيب إلى المادة العلمية من عقله و نطقه و خياله و مشاعره و عمله.... مثلا تقدير مناسبة الحصر و الإتساع، أي تضييق الموضوع لحصره في عنوان ضيق، أو الاستطراد فيه ليجمل العلم و ربما علوما أخر مرتبطة بالعلم موضوع الخطبة.

5. تقدير مناسبة المصادر الشرعية، و هل هي كافية أو بعضها لا علاقة له بموضوع الخطبة، أو بعض المصادر مهملة بسبب الجهل بها و هي من صميم موضوع الخطبة.

6. مناسبة الكلام لخطبة الجمعة أو لموقف آخر مختلف، حلقة تفقيه بعد صلاة العصر أو العشاء، حفلة إشهار زواج، تزكية مرشح للنيابة، حفلة تخريج طلبة،،، الخ...

7. مناسبة الكلام لمستويات الناس الحاضرين، و للوقت و المكان.

..... المصادر العربية لمادة العلم بالإنسان ....

من يتخذ الإنسان موضوعا يحاضر فيه، أول مايحتاجه هو معرفة تكوين الإنسان.

بالنسبية للفقيه، يمكنه تحصيل المادة العلمية المتعلقة بالإنسان من المصادر الشرعية و هي القرآن الكريم و الحديث الشريف و آثار الأئمة الملهمين.

جهل الفقهاء الخطباء في علوم النفس و الاجتماع و التاريخ،،

لا من المصادر الشرعية استفادوا و لا من المصادر العلمانية غربية أو شرقية

تفسير تصرفات الإنسان بإرجاعها إلى عقل مدبر و بدن انفعالي رداد فعل من تحسن إليه يحسن إليك و من تبادر إلى إيذاءه يرد عليك بالأذى.

هنا المبادرة بالإحسان و الإيذاء ما مصدرها و البدن منفعل فقط، والعقل مدبر طريقة الانفعال.

ليس عندهم فكرة عن النفس و لا يميزون النفس من البدن، البدن ينفعل ماديا لكن الانفعالات المعنوية التلقائية مصدرها النفس، و للعقل انفعاله، العقل يندم إذا قصر الانسان بكله في الشكر أو رد الجميل، و يتحسر على ما فاته من خير، فهو ميزان

لا يميزون الروح من النفس.

و ليس عندهم فكرة عن محل الاسلام و الإيمان و الكلمة التامة،

... بعض مفردات العلم بالإنسان ...

طرائق العلم بالواقع مباشرة و بالتناظر و بالصورة.

1. العلم المباشر.......

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:

· "اسم الله منقوش في قلب كل مسلم؛ ذكر الله تعالى أم لم يذكره"

· "النوم الموت الأصغر"

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه:

· "إذا نام ابن آدم خرجت روحه من بدنه، و إذا مات خرجت نفسه من بدنه"

· "خلق الله الأرواح قبل الأبدان بألفي عام و أسكنها الهواء، فما تعارف منها إئتلف، و ما تناكر منها إختلف"

· " فَإِنَّكَ مُتْرَفٌ قَدْ أَخَذَ الشَّيْطَانُ مِنْكَ مَأْخَذَهُ وَ بَلَغَ فِيكَ أَمَلَهُ، وَجَرَى مِنْكَ مَجْرَى الرُّوحِ وَ الدَّمِ. وَ مَتَى كُنْتُمْ يَا مُعَاوِيَةُ سَاسَةَ الرَّعِيَّةِ وَ وُلاةَ أَمْرِ الأُمَّةِ؟"

من هذا الحديث نعلم سبب الغيبوبة الطويلة، فهي نوم مستمر، و سبب اليقظة المستمرة و هو إرسال الروح و ترك الله سبحانه و تعالى توفيه أو إخراجه من البدن.

و من هذا الحديث نعلم أن سبب الشلل أو العمى هو غيبوبة جزئية أن إمساك الله تعالى للروح عن جزء من البدن.

2. العلم بالتناظر و التبادل ..............

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "و تزعم أنك جرم صغير... و فيك انطوى العالم الأكبر"

صورة العالم الأكبر (الوجود الإضافي)=صورة إنسان فرد= صورة مجتمع الأمة=صورة من سبع طبقات كلمة الله، و ملكوت من ثلاثة أشياء غنية بالمعنى، و ملك هو البدن مركب من ثلاثة أشياء كثيرة القدرة.

من الإنجيل: "في البدء كان الكلمة، و كان الكلمة عند الله، و كان الكلمة (اسم) الله"

3. العلم بالصورة المجردة .............

قال تعالى: " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ،،، يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ.... لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ،،، وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا"

هذه الآية الكريمة لا تخص علم الفلك، القرآن لم ينزل على عالم فلك، أو أرسل إلى علماء فلك، و القرآن لا يصح تصنيف آياته و توزيعها على العلوم. كل آية من القرآن تناسب جميع التخصصات العلمية، هذه الآية تصلح لتوجيه التعلم المتعلق بالشجرة أو الإنسان الفرد أو المجتمع أو الحيوان أو المجموعة الشمسية.

طبقات الإنسان السبع، باعتبار أن كل طبقة هي مركب مزدوج من سماء و أرض، الإسم المنقوش، الروح أو القلب، العقل، النفس الكلية الإلهية، النفس الناطقة القدسية، النفس الحسية الحيوانية، النفس النامية النباتية (البطن و الفرج).

... حقيقتان لا يجوز لمدعي العلم بالانسان أن يجهلمها: حقيقة استحالة أجزاء التكوين (مجتمع أممي أو فرد) إلى حال الجزء السائد، و حقيقة ارتهان التكوين للشذوذ في إمداد البناء، أو الشذود في الأداء ...

بعض نتائج الجهل بعلم الإنسان:-----

· غموض فكرة رفع المسيح عليه السلام .... عند المسلمين و غيرهم.

· غموض فكرة العادة أو الإدمان.... عند غير المسلمين.

قال الله تعالى:

"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَ لاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَ كَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَ رُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ لاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَ مَا فِي الأَرْضِ وَ كَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً"

" إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَ مُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَ جَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ "

"اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَ (يتوفى أرواح) الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ (أرواح) الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ (أرواح) الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"َ

النفس مرسلة في البدن باستمرار، و لا يتوفاها الله إلا مرة واحدة فقط عند الموت، بينما الروح تتردد بين وفاة و إرسال كل يوم مرة أو أكثر إرسال الروح يعنى اليقظة و وفاة الروح يعني النوم أو الغيبوبة.

توفي المسيح ليس بالضرورة إخراج النفس من البدن، أي موت أكبر، الأرجح أن الحاصل هو إخراج الروح أي موت أصغر أو نوم طويل.

رفع المسيح ليس بالضرورة نقل من مكان أسفل إلى مكان أعلى، الماء أرفع من السكر بمعنى أن الماء لطيف و السكر خشن، لكن في المزاج قطر يغلب لطافة الماء على خشونة السكر.

وضع شخصية الفرد يكون تصدعا أو توافقا، التوافق هو وضع سيادة جزء و غلبته على سائر أجزاء التكوين الفردي،

معروف للناس ان الروح لطيفة غير محسوسة و بعض الناس ينكرون وجودها بسبب شفافيتها، لكن لا يمكن إنكار وجود الهواء أو الحرارة أو المغناطيس و الماء النقي..

ليس ما يمنع الفهم أن رفع سيدنا المسيح عيسى إبن مريم عليهما السلام، هو غلبة حال الروح على حال البدن، فيشف البدن و يصير قارورة، كما يشف الرمل أو الفحم فيصير زجاجا أو ماسا منفذا للضوء.

خلاصة هذا الإجتهاد أن سيدنا المسيح عليه السلام هو بيننا لكنه نائم نفسه مرسلة في بدنه المستشف المستعصي على حاسة البصر، فقط روحه متوفاة.

... الإعتياد على حركة أو غذاء هو شذوذ دال على خبث الحركة أو الغذاء ...

العادة أو الإدمان يرادف مصطلع آلية التكرار و هو أحد مبادئ علم النفس الأربعة و هي مبدأ طلب اللذة و تحاشي الألم و مبدأ تخفيض التوتر إلى أدنى مستوى ممكن، أو رفع الإشباع إلى أعلى حد ممكن، و مبدأ الحدية في الطلب أو الإعراض (الحساسية). و جميع المبادئ تبدو معقولة عند علماء النفس باستثناء التكرار الاضطراري، فإنه يبدو حدث عجيب الوقوع.

لكن مبدأ تلازم الحرية من الطيب من العمل و الغذاء سوار المادي أي الطعام و الشراب و الأفكار و الخ. و تلازم الارتهان مع الخبث، يبطل العجب من استمداد الإنسان ما يؤذيه، و الارتهان له، أو اضطراره لإتيان العبث غير المجدي من حركات. فلا أحد يعتاد على الصلاة مهما تعاظم إيمانه و يقينه و حبه لله تعالى، و لا أحد يعتاد و يدمن على شرب العسل و الحليب أو أكل التمر و البطاطا و الأفوكاتو.

.... ما تقدم من شرح للعلم بالانسان لا يعدو طور "فآزره"،، مطلوب من الفقهاء استئناف الإجتهاد ....

قال الله تعالى: " مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَ رِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ.

وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ:

1. كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ

2. فَآزَرَهُ

3. فَاسْتَغْلَظَ

4. فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ

5. يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ

وَ عَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا"

يحصي الله تعالى خمسة أطوار لصيرورة المحدث حتى تمام تنامي تكوينه و بلوغة أشد قوة و نضج و إفادة.

000000000000000

إبن رجب الشافعي

الخميس 8\9\2011 مــــــ