الطرقات نحو الجامع الكبير كانت مزدحمة جدا والسير يكاد شبه منقطع
ركضنا نلحق صلاة العصر بقلب الجامع ...ومع انتهاء الصلاة وقفنا نحن الحرائر مع الباقيات
المهم بلشنا نسمع صوت التكبيرات من الداخل ومع اقتراب الصوت بدأ قلبي يدق
وقلت للحرائر اللي واقفين بدنا نبلش تكبير اول ما بطالعوا التابوت
ومع خروج تابوت الدكتور رحمه الله واعزه وجعلنا واياه بصحبة نبينا الكريم
بدأت اكبر بهدوء و رفعت صوتي الله اكبر وتعالت تكبيرات الحرائر
الله اكبر الله اكبر
سحبنا بعضنا بشكل حبل واندفعنا وراء المشيعيين
وما ان اصبحنا في الخارج ...بدأت التكبير الجماعي الاقوى ...يا ألله يا الله
وقلبي عم يبكي لانو في انسان استشهد ليعطينا لحظات متل الاحلام بنص قلب حلب
الله كريم كريم كريم
ومشينا وبعدين لما بلشوا يقولوا بالروح بالدم نفديك يا شهيد مسكت ايد حلا وعجلنا بالمشي لحتى صرنا بقلب التشييع
وهون الناس بلشت تقول هي يالله ما منركع الا لله ...
وحسيت الدم غلى فيني على الاخر وصرنا نهتف من قلبنا وقسما بالله من قلبنا بأعلى صوت
لوحدا بصور وجهنا ليموت من الرعبة وجهنا احمر وحسيت عروق الدم كلها رح تطلع لبرا جسمي
وهي يالله ما منركع ألا ل الله...وهي يالله ما منركع ألا ل الله
قلبي رح يطلع من محلو ومابركع غير لله
بلشوا بعدا بالمنادات بالاسقاط ...وماشفنا غير الكلاب المخابرات بلشت تتجمع ويعاكسوا النداء ويرجعوا يكبروا ليخلو الناس بعيدين عن المطالبة بالحق
في واحد قلنا اطلعوا ع الرصيف ..وما سكتتلوا رفيقتي :قالتلو خايف علينا اللي ماشي هون اشرف اهل حلب جميعا ..وقلتلو مالنا خايفين
لك الرجال صاروا يقلولنا وقفوا بعيد ..وانا طق عقلي وعلي صوتي لك مابدنا انخاف حاج حاج
بس دخيل رب الشيخ الختيار اللي ماسكينوا الشباب وطلابو وصار ينادي بأعدام الرئيس
وخلى الناس تهتف اقوى
قام اجى شب ومسكوا للشيخ وقلوا بصوت محروق لك ليش كنتوا ساكتين كل هل الوقت وكمل طريقو
هتفنا لحمص وحماه وسورية وع الجنة رايحين وبالروح بالدم نفديك يا شهيد
وهون طلعتنا مرا ..مجنونة مؤيدة صارت اتقول وتهتف للأسد
قام في واحد شيخ قلها اتقي الله هي جنازة
وصارت المرا تعيط وتقول عم تسبوا الاسد
وانا كان الدم فاير براسي وماعادت فارقة معي لو شو ماصار
وقفت وصرخت بنص المظاهرة فيها : لك الاسد قتل حماة وحمص ولسه عم تحكي
وارتعبت مني وصارت اتقول لا لا ماقتل بشار ما قتل
الشيخ صار يقلي خلص امشوا لا تردوا
وواحد يقلي سكتي
لك ما بدي اسكت خلص حاجتنا سكوت ....(قلبي عم يبكي واهل حمص وحماة بسبوا علي وبقلي واحد منهم مو حاسة فيهم واني مرحبا ثورة اذا امثالي فيها ،وواحد قلي اقعد ببيتي اذا الثورة بعقلي هيك -لما كنا الصبح عم نتناقش قبل ما ينحط خبر وفاة المفتي ، لك انا بعد هاليوم اذا بيعتقلوني وبعذبوني وبطالعوا روحي مابرجع عن هدفي )
ومرق من جنبي واحد ماسك موبايلو وعم يصور وجوه ..وماشفت حالي غير عم مد ايدي باتجاه موبايلو واصرخ فيه ...لك عيب عليك عم تصور وجوه الناس نزل موبايلك
يا جماعة مابقى بقلبي غير اني مشتهية موت بقى وماضل ساكتة لهل الكلاب
وكل ما التفت جنبي لاقي رفيقتي عم تهتف اقوى مني وايدينا ماسكين بعض وعم انشرشر ميات والناس متغسلة من كتر مو عرقانة ...بس شو بدكم ريحة المظاهرة مسك وعنبر وطهارة وهي حلب
اه مين يحلم نمشي جنب القلعة بكل هالاعداد الضخمة ...وما بخفي عليكم الامن ماشي ومندس بين الناس بس موقدرانين يضبطوا او يسيطروا
ومع اول وصول لمكان فيه صورة للاسد ...طلعوا هالابطال ع كتاف بعض ونزلوها ...ولللليييللييشش زلغوطة من قلبي ...وانا ورفيقتي انزلغط والناس يدب فيها الحماس اكتر
وكملنا مع الهتاف وعلى الصورة التانية زلغطنا اقوى ....والله محي البطل اللي جرح ايديه وهو عم يشق الصورة التالتة اللي محطوطة فوق لوحة المدرسة ...لك الناس قلبها محروق ودخيل رب النخوة الحلبية ...عدا الصور الصغيرة اللي صارت بالاراضي
وفي نسوان كلاب بلشوا يسبوا من البلاكين وهون بلشت الناس تتشتت والجموع تنتشر وكانت فرصة للشبيحة ...
اللي صار هجمت الشبيحة مستغلة هاللحظة وقال وصلت اعداد كبيرة من الشبيحة وصارت تعتقل وتفرق ...نحن دخلونا ع محل نجار ليحمونا ..بس مابقى نقدر نسكت وصرنا نسب الشبيحة بالكلاب والجرادين
طبعا اعتقلو اللي مزقوا الصور ...ومع دخول المشيعين بقلب الحارة القديمة الضيقة بلشت الصفوف تخترق واضيع
الله يرحمك يا شيخنا ...استشهادك بقول كلمة الحق خلى هاليوم بحلب منحة سماوية من الله




::::::::::::::::::::



هذه حلب ....