> "ومكروا مكرا كبارا"
>
> لازلت أتذكر ذلك المسكين صاحب العربة الصغيرة المسلوبة التي غيرت مسار الأحداث في المنطقة
>
> ولو كان رجال الأمن الذين أخذوا منه تلك العربة يعلمون أن المسألة ستتطور إلى أن يزاحوا هم
>
> ورئيس دولتهم من مناصبهم وسيحرمون من صلاحياتهم وسلطتهم لبذلوا مابوسعهم كي
>
> يحفظوها ويتقوا شر صاحبها ، ولكنها قدرة الله وإرادته.
>
> هم سلبوا عربته وماعلموا أنها كانت تحمل حياته وحريته ويومها شعر أنه ليس له وجود وأصبح
>
> زائدا على هذه الحياة فأضرم نارا عظيمة في جسده أضاءت لها اعناق الأحرار بالشام
>
> مرورا بليبيا الحرة وبمصر الكنانة فانتفض الرجال والنساء والكبار والصغار .
>
> جميع من يشاهدهم يسأل نفسه أين هم طوال هذه السنين فأقول
>
> "لاتأمنوا النار ولو كانت رمادا" لأنها قد تشتعل بأقل الأشياء وهاهي اشتعلت
>
> فأضرموها وكان وقودها دمائهم وأشلائهم كل هذا من أجل الحياة الكريمة.
>
> والجنود الطغاة يمكرون هم ورؤساؤهم وماعلموا أنهم "يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"
>
> معهم آخر آلات الحرب يصوبونها في كل اتجاه أملأ أن يطفئوا نار الحرية التي اشتعلت
>
> في صدور من طلبها لكي تنطفئ ويعود الظلم ولكن هيهات.
>
> فقد اشعلت هذه النار نيرانا وعزيمة وشجاعة في من لاقوا العذاب وذاقوا قهر الرجال
>
> شعارهم "نموت جميعا الآن لأجل أن يحيى من يأتي بعدنا حياة كريمة "
>
> ويستمدون قواهم من ربهم ويذكرون أنه قال"وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا".
>
> تونس تحررت ولله الحمد ومصر عادت وليبيا انتصرت وهذه سنة الله في المجرمين الماكرين
>
> "سيصيب الذين أجرموا صغار عندالله وعذاب شديد بماكانوا يمكرون"
>
> وهاهي اليمن تتأرجح وأسأل ربي أن يحفظها ولكن لم ترى عيني حتى هذه اللحظة
>
> المسار الرهيب التي ذهبت له ثورة الشام الحبيبة.
>
> يوم يتلوه يوم تزداد زفراتي وتكاد تخنقني من شدة ماأرى ...قلبي في كل يوم ينبض ويأمرني
>
> ..تحرك..تقدم..افعل شيئا..عاطفتي مضرجة بدماء إخوتي..
>
> دمعي لاتسألوا عنه فقد توقف وأظنه سيستعير دمي .
>
> المشهد من داخل جسدي بركان خامد يتصاعد منه رماد يمنع أفكاري أن تحلق
>
> وذهني معطل ولساني يشتكي قلة الكلمات والامدادات..
>
> ياإخوتي شامكم من وصانا عليها نبيكم تحترق.
>
> بشار يصرخ ومن قبله أبوه وجدهم فرعون يقول "إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة
>
> لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون * لأقطعن أرجلكم وأيديكم من خلاف"
>
> فيأتي الرد مباشرة من أهلها الشجعان"إنا إلى ربنا منقلبون".
>
> فيستمر في حربه وينفذ كلامه ويحشد شبيحته فيهلكوا الحرث والنسل
>
> وربنا يشاهدهم ويقول "ومايمكرون إلا بأنفسهم ومايشعرون"
>
> فلا تسألوا ماأحدثوا بعدها من خراب فبعد أن كانت مزاريب البيوت تجري بها الأمطار
>
> أصبحت الآن تثعب دماءا وحدائقها كانت مزدانة وردا فغدت ممتلئة أشلاءا
>
> صور رهيبة لاتستطيع أي قوة سينمائية ترجمتها ولاحتى محاكاتها
>
> كل هذا الذي فعلوه "استكبارا في الأرض ومكر السيء "
>
> من يرى صنوف عذابه هو وشبيحته يتذكر " وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال"
>
> لاتستحق يابشار ياوغد أن تعيش فكيف بأن ترأس أرض الرجال والأبطال.
>
> هذه الشام أرض بني أمية وشيخ الإسلام هذه أرض صلاح الدين ومهبط معظم الأنبياء والمرسلين
>
> هذه قرى الشام تفوح منها العزة والكرامة أبعد هذا تضع في "كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها"
>
> يوم في حماة ويوم في درعا ويوم في دير الزور وتسجل هنا وهناك أحداث القتل والتعذيب
>
> والاغتصاب لايوجد بيت شامي إلا ذاق من بطش عائلتك ، أحدهم يرفع لافتة ويكتب
>
> عليها أحرفا بل رصاصات كل واحد منها اخترق قلبي يقول "حافظ قتل جدي وبشار قتل أبي "
>
> لاتقلق ياأخي فربك يقول " إن رسلنا يكتبون ماتمكرون".
>
> ومع كل هذه المشاهد نلاحظ الصمود الرهيب ولايوقفهم شيء مادام أن الأمر منتهاه حرية
>
> كلما سقط أحبابهم واخوانهم شهداء زاد ذلك من عزيمتهم فيزفونهم بأعلى صوتهم
>
> "للجنة رايحين شهداء بالملايين".
>
> يالله أي قوة هذه...لاشك أنها قوة ربانية ..يستحيل أن يطيقها البشر لوحدهم.
>
> لاتقلقوا ياأهل الشام من شبيحة وجيش بشار"فقد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد"
>
> بشار لن تثبط رصاصاتك ودباباتك من عزيمة الرجال هناك بل هو "مكر الليل والنهار"
>
> وقريبا سينجيهم الواحد القهار.
>
>
>
> عذرا ياشامنا الحبيب لم أقف معكم إلا بقلمي وهذا ماأملكه ولو أعلم أن روحي تجلب حريتكم
>
> وتعز دينكم لقدمتها لكم فداءا والله يرحم شهدائكم ويجبر كسر ذويكم
>
> وأبشروا وأملوا خيرا من ربكم "فإنما النصر صبر ساعة".
>
>
>
> يارب إن الشام شامك والأرض أرضك فاقلبها على بشار جمرا وعلى أهلها سلامة وغنيمة ،
>
> يارب قد أصاب أهل الشام القرح وأنهم يارب يألمون فلاتحرمهم الأجر ولا النصر.
>
> اللهم إن لنا بالشام أخوات انتهكت أعراضهن ونسوة قتل أزواجهن وأيتام وأطفال
>
> مالهم إلا أنت يارحيم.
>
> ياشامنا لكم من الدعاء الدائم وبذل كل ماهو متاح.
>
> والحمدلله على كل حال ونسأل الله النصر والتمكين وخدمة الإسلام والمسلمين
>
>
>
> سعد الغيداني
>
>
>
> 29 رمضان 1432