بسم الله الرحمن الرحيم
عليه وزره ووزر أبيه
بشار السفاح عليه وزره ووزر أبيه وسيحمل الوزرين أمام الله وأمام الشعب الثائر الذي يجهز لمحاكمته ومحاسبته .
قبل وفاة حافظ اسد بأكثر من سنة خرج أحد أكبر معارضي النظام الأسدي في وقتها خرج على قناة الجزيرة في برنامج بلا حدود ليتحدث عن موقف واضح غير ممانع لاستلام بشار الحكم بعد أبيه وقال بالحرف الواحد :(ولا تزر وازرة وزر أخرى ) فلا نحمل بشار تبعات ما فعل ابوه وإن أراد الاصلاح فنحن معه ....هكذا كان كلام المعارض الكبير وقتها وقد جعله موقفا رسميا لجماعته واستمر عليه عند وبعد وفاة حافظ اسد . وعلق احد ابرز أبواق النظام عند استلام بشار للحكم وراثة وقال : (لقد حمل الجميع سكاكين المطبخ ليطعنوا في الحكم في سورية الا هذا المعارض الكبير ومن معه ).
لقد كان أكثر ما أثار الكثيرين في تصريح المعارض الكبير هو تأصيله لرأيه واستشهاده بالآية الكريمة (ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ولكنهم لم يستطيعوا أن يفندوا استشهاده او يردوا عليه فالآية نص واضح لا لبس فيه وهذا ابن لم يشترك مع أبيه وهو يستلم بسجل فارغ .
ولكن القرآن وفيه تفصيل كل شيء أعطانا الرد بعد تدبر ومقارنة وحمّل بشار وزر أبيه . كيف ذلك؟
لقد أشار القرآن الى ابراهيم وأشار الينا أن نتأسى بابراهيم إلا في استغفار ابراهيم لأبيه لأنه كان على الكفر معاديا لله .حتى الاستغفار مع الاعتراف بجريمة الاب وانحرافه لم يكن عند الله مقبولا وقد تراجع ابراهيم عن استغفاره لابيه ثم تبرأ منه .تبرأ من أبيه جملة وتفصيلا ,تبرأمن عمله وعقيدته وصلة قرابته (فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ) عندها انفصل فعل الاب واثمه وجرمه عن الابن فعملت وفعّلت الدلالة في : (ولا تزر وازرة وزر أخرى ) هكذا تفهم الآية وهكذا يستشهد بها .
ومع بني اسرائيل كان من الملفت المثير للدهشة أن يخاطب القرآن بني اسرائيل بصيغة المخاطب ويلصق بهم جرائم أجدادهم وليس من الذين ارتكبوا تلك الجرائم فعلا حي أوسامع عند نزول الآيات : (وإذ واعدنا موسى اربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وانتم ظالمون) (واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ) (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت....) (وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها .....) (ثم قست قلوبكم .....) (افتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ) وعشرات اخرمن الآيات .
كيف يخاطب القرآن مقرعا لائما بني اسرائيل الحاضرين أيام النبي صلى الله عليه وسلم والجرائم التي يذكرها كانت ايام موسى وما بعد موسى عليه السلام ؟ والجواب أنهم يحملون أوزار آبائهم وأجدادهم لأنهم لم ينكروا تلك الجرائم ولم يتبرؤوا من فاعليها بل دافعوا عنها وبرروا كثيرا منها وأنكروا عن أجدادهم فعل بعضها .والأكثر من كل ذلك لقد كانوا على نهج آبائهم في المراوغة والتحريف والعصيان والحسدوالتعالي .لقد كان الإبن سر أبيه.
وبشار الأسد استلم الحكم عنوة كأبيه و كان عالما مقرا بكل ما فعل أبوه ,لم ينكر على أبيه أي شيء لا في حياته ولا بعد مماته ,بل تفاخر بما فعل أبوه في مناسبات عدة ,واستمر على نهج أبيه في ثبيت القمع وتطويره واستباحة البلاد وتملكها والاستخفاف بالشعب وحقوقه وزاد أكثر من أبيه في تمزيق اللحمة الوطنية السورية وتكريس الطائفية .
واليوم على نفس النهج يكرر المجازر مجزرة تلو أخرى و يخرج على الناس كل حين يتحدث بدم بارد غير آبه بالدماء تقطر من بين أظافره . فمن أين له أن يشمل بالآية الكريمة (ولا تزر وازرة وزر أخرى ).
إنه الآن مجرم أكثر من أبيه وستضاف اليه جرائم أبيه ليكون مجرما ورث الاجرام من أبيه وسيحمل الوزرين أمام الله في الآخرة وأمام الشعب في الدنيا في وقت قريب بإذن الله الجليل.
عاشت الثورة السورية المباركة .........وسلام على شهدائها والله أكبر.
د.أسامة الملوحي /29-8-2011