بسم الله الرحمن الرحيم
مقتبس من المحرر العربي من مقال للكاتب الكبير نهاد الغادري: ((ثمة خداع مقصود في الحديث عن هذا الإصلاح السرّي الشبح الذي لا يراه أحد و تتجاوزه الحقائق على الأرض .
أن الإصلاح الذي شرطه الأول احترام الرأي الآخر ما زال يلاحقه شبّيحة النظام بالقمع. بالقتل. بالاعتقال. بتكسير الأيدي و تشويه الوجوه.
ثاني حقائق الإصلاح و ربما أهمها و لم تعره الاهتمام موسكو أو بكين و كل من يدعو لمنح النظام مزيداً من الوقت و الفرص هو أن هذا الإصلاح الذي يتحدثون عنه و لا أحد يراه هو مجموعة مراسيم أصدرها الرئيس في غياب كل السلطات و المؤسسات: مجلس الشعب و الحكومة. لا حاجة للاثنين، كلاهما من صنعه و يستطيع الرئيس أن ينوب عمن قال له كن فكان. هذا يعني أن السلطة في سورية ليست بشرية. الرئيس هو المصدر. هو الذي يمنح الإصلاح))
يركز الكاتب على حقيقتين اثنتين، أولهما الصورة المستهجنة السوريالية في تناقضها و هزليتها التي يرسمها و يدفع إليها الرئيس السوري.... بينما ينظم الحياة السياسية و الإعلامية على الورق، يقوم جيشه الطائفي و الأجهزة الأمنية و الشبيحة بقمع الطلائع العفوية الطرية لهذه الحياة السياسية و الإعلامية، بالإضافة إلى رشقها إعلاميا بتهم العمالة و خدمة المؤامرات الخارجية، رغم أن الشعب جميعه يشارك فيها، و كان الشعب في البداية يرفع شعارات و مطالب عادية بديهية، يفترض بأية دولة صالحة و حزب رشيد أن تعفيا الشعب من هذه الجهد، فهو لم يطالب بغير المفترض فيها القيام به، لكن إجرام النظام لا غير هو الذي رفع سقف الشعارات و المطالبات إلى إسقاط الرئيس و إعدام الرئيس، فبطلت شرعية نظامه، و صار عبثا غير مجدي مشاريع إصلاحه..
يوضح الكاتب أن الدولة في صورية فجة لا تزال في طور الطفولة السياسية، و أن المؤسسات ليست سوى شهود زور على حياة سياسة ناضجة أو واجهة فارغة من المعنى الاجتماعي، الرئيس يباشر بنفسه التشريع و التنفيذ، بينما في الأطوار المتقدمة من الاجتماع السياسي وظيفة الرئيس هي إمضاء القرارات التنفيذية و مشاريع القوانين، فهو يمثل المشروعية المتوسطة بين المشروعية العليا الأممية التي تمثلها ثقافة الأمة، و المشروعية الدنيا التي تتجسد في مجلس الشعب الذي يمثل أعضاءه الشعب و يعبرون عن خياراته.
نظام فاسد و فج يتوجب عليه قبل المحاولة في إصلاح القوانين أن يقوم بإصلاح مؤسساته أولا و تطويرها.
00000000000000000
إبن رجب الشافعي
الثلاثاء 30\8\2011 مـــ
مقتبس من المحرر العربي من مقال للكاتب الكبير نهاد الغادري: ((ثمة خداع مقصود في الحديث عن هذا الإصلاح السرّي الشبح الذي لا يراه أحد و تتجاوزه الحقائق على الأرض .
أن الإصلاح الذي شرطه الأول احترام الرأي الآخر ما زال يلاحقه شبّيحة النظام بالقمع. بالقتل. بالاعتقال. بتكسير الأيدي و تشويه الوجوه.
ثاني حقائق الإصلاح و ربما أهمها و لم تعره الاهتمام موسكو أو بكين و كل من يدعو لمنح النظام مزيداً من الوقت و الفرص هو أن هذا الإصلاح الذي يتحدثون عنه و لا أحد يراه هو مجموعة مراسيم أصدرها الرئيس في غياب كل السلطات و المؤسسات: مجلس الشعب و الحكومة. لا حاجة للاثنين، كلاهما من صنعه و يستطيع الرئيس أن ينوب عمن قال له كن فكان. هذا يعني أن السلطة في سورية ليست بشرية. الرئيس هو المصدر. هو الذي يمنح الإصلاح))
يركز الكاتب على حقيقتين اثنتين، أولهما الصورة المستهجنة السوريالية في تناقضها و هزليتها التي يرسمها و يدفع إليها الرئيس السوري.... بينما ينظم الحياة السياسية و الإعلامية على الورق، يقوم جيشه الطائفي و الأجهزة الأمنية و الشبيحة بقمع الطلائع العفوية الطرية لهذه الحياة السياسية و الإعلامية، بالإضافة إلى رشقها إعلاميا بتهم العمالة و خدمة المؤامرات الخارجية، رغم أن الشعب جميعه يشارك فيها، و كان الشعب في البداية يرفع شعارات و مطالب عادية بديهية، يفترض بأية دولة صالحة و حزب رشيد أن تعفيا الشعب من هذه الجهد، فهو لم يطالب بغير المفترض فيها القيام به، لكن إجرام النظام لا غير هو الذي رفع سقف الشعارات و المطالبات إلى إسقاط الرئيس و إعدام الرئيس، فبطلت شرعية نظامه، و صار عبثا غير مجدي مشاريع إصلاحه..
يوضح الكاتب أن الدولة في صورية فجة لا تزال في طور الطفولة السياسية، و أن المؤسسات ليست سوى شهود زور على حياة سياسة ناضجة أو واجهة فارغة من المعنى الاجتماعي، الرئيس يباشر بنفسه التشريع و التنفيذ، بينما في الأطوار المتقدمة من الاجتماع السياسي وظيفة الرئيس هي إمضاء القرارات التنفيذية و مشاريع القوانين، فهو يمثل المشروعية المتوسطة بين المشروعية العليا الأممية التي تمثلها ثقافة الأمة، و المشروعية الدنيا التي تتجسد في مجلس الشعب الذي يمثل أعضاءه الشعب و يعبرون عن خياراته.
نظام فاسد و فج يتوجب عليه قبل المحاولة في إصلاح القوانين أن يقوم بإصلاح مؤسساته أولا و تطويرها.
00000000000000000
إبن رجب الشافعي
الثلاثاء 30\8\2011 مـــ