طهران - وكالات:
في ما يبدو بداية تحول لموقفها حيال أهم حليف لها في المنطقة, دعت إيران,
أمس, النظام السوري إلى تلبية "المطالب المشروعة لشعبه", محذرة في الوقت
نفسه من أن سقوطه سيولد فراغاً سياسياً.
وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي, في تصريحات نقلتها وكالة
الانباء الطلابية "ايسنا" ان "على الحكومات أن تستجيب للمطالب المشروعة
لشعبها, سواء في سورية أو اليمن وغيرها. في هذه البلدان, تعبر الشعوب عن
مطالب مشروعة وعلى حكوماتها ان تستجيب لها بسرعة".
واضاف "اتخذنا موقفاً واحداً من التحركات الشعبية في دول الشرق الاوسط
وشمال افريقيا ونرى ان هذه الحركات ناجمة عن عدم رضا شعوب هذه الدول".
وحذر صالحي من "الفراغ السياسي" في حال سقوط الرئيس بشار الاسد, وقال ان
"فراغ السلطة في سورية ستكون له عواقب غير متوقعة على الدول المجاورة وعلى
المنطقة, ويمكن ان تسبب كارثة في المنطقة وابعد منها".
واضاف ان "سورية حلقة مهمة من حلقات المقاومة في الشرق الاوسط والبعض يريد
التخلص من هذه الحلقة", في اشارة الى الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا
وبريطانيا التي طالبت الأسد بالتنحي.
وأكد أن "على حكومات المنطقة ان تكون يقظة بشأن التدخل الأجنبي في شؤونها. هذا التدخل واضح في بعض الدول وخصوصاً سورية".
وأيد نظام طهران الحركات الاحتجاجية في كل الدول العربية ما عدا سورية, إلا
أن الرئيس محمود أحمدي نجاد دعا الأربعاء الماضي نظام دمشق إلى التوصل
ل¯"حل بعيد عن العنف" مع المعارضين, معتبراً أن العنف "يخدم مصالح
الصهاينة".
في سياق متصل, كشفت مصادر خاصة لموقع "بيروت أوبزرفر" الإلكتروني, أمس, أن
النظام الإيراني ومنذ استفحال المواجهات بين النظام السوري والمحتجين
المطالبين بإسقاطه, تسعى جاهدة بكل الوسائل المتاحة لاستقطاب المعارضة
السورية.
وقالت المصادر إن طهران طلبت من أصدقاء أتراك مشتركين مع بعض أقطاب
المعارضة السورية في دمشق, العمل على فتح قنوات حوار بينهم وبين القيادة
الإيرانية لبحث مستقبل الوضع في سورية, لكنها تفاجأت بالرد السوري العنيف
الرافض لأي حوار مع نظام شارك عبر حرسه الثوري في قمع وقتل أبناء الشعب
السوري.
وكشفت المصادر أن طهران حاولت مجدداً عرض المال والسلاح على المعارضة
السورية لكن دون جدوى, مشيرة إلى أن المعارضة ترفض كلياً التعاطي مع هذا
النظام الفارسي المجرم صاحب النوايا الخبيثة وصاحب الأذرع الإرهابية في
المنطقة.
ورأى بعض المحللين أن هذا الغزل الإيراني يمكن أن يصب في اتجاهين: الأول هو
علم القيادة الإيرانية أن انهيار حكم آل الأسد بات وشيكاً لذا تسارع
لإعادة ترتيب أوراقها مع القيمين على مستقبل سورية السياسي, لإدراكها أن
سورية هي حليف ستراتيجي وجغرافي وخسارته تعني خسارة نفوذها في منطقة الشرق
الأوسط, أما الاتجاه الثاني, وهو المرجح بحسب المحللين, أن تكون نية
القيادة الإيرانية تقديم عذر شرعي إلى نظام الأسد لقمع المحتجين, عبر تقديم
المال والسلاح لهم لتثبيت صفة العمالة المزعومة عليهم.
السياسة الكويتيه