نقل موقع ويكليكس وثيقة تفيد ان مستشارا للرئيس الفرنسي افاد امام
دبلوماسيين اميركيين ان العميد في الجيش السوري محمد سليمان الذي اغتيل عام
2008، انما قتل لخلافات بين اركان السلطة في نظام الرئيس بشار الاسد.
ونقل موقع ويكيليكس برقية دبلوماسية اميركية تفيد ان بوريس بويون الذي كان
يعمل مستشارا لدى الرئيس نيكولا ساركوزي لشؤون افريقيا الشمالية والشرق
الاوسط اعتبر في تلك الفترة امام دبلوماسيين اميركيين ان اغتيال العميد
سليمان تم ب”اسلوب المافيا”.
وكان العميد سليمان قتل مطلع آب/اغسطس 2008 في مدينة طرطوس الساحلية، وتم
التداول خاصة برواية سورية تفيد ان قناصا اسرائيليا كان على متن سفينة
قبالة البحر اطلق النار على العميد السوري وارداه.
وتفيد البرقية الاميركية ان اجهزة الاستخبارات الفرنسية تميل الى فرضية
تصفية العميد سليمان “لانه كان يعرف الكثير” عن البرنامج النووي السوري وعن
العلاقات بين نظام بشار الاسد وحزب الله اللبناني.
ويعتبر بويون ايضا انه قد يكون قتل نتيجة صراع على النفوذ والمال الذي
مصدره الفساد، اثر خلافات بين شخصيات تتعاطى الاعمال داخل النظام السوري.
وجاء في البرقية “عندما تسأله عن كيفية تفسيره لهذا الاغتيال يقدم بويون
عدة نظريات الجامع المشترك بينها هو الخلافات الداخلية بين المحيطين
المقربين من بشار الاسد”.
وتابعت البرقية “لقد استبعد بويون تماما فرضية ان يكون الاسرائيليون قد قتلوا العميد سليمان خصوصا فرضية مقتله برصاص قناص”.
وتضيف البرقية “ان المعلومات الفرنسية تفيد ان اطلاق النار كان اكثر +كلاسيكية+ و+على طريقة المافيا+”.
كما تطرق بويون الى فرضية ان يكون العميد سليمان قد قتل بامر من ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري.
ووصف بويون ماهر الاسد “بالشخص الطموح الذي من الصعب توقع ردات فعله
والمصمم على زيادة نفوذه داخل الحلقة الاقوى داخل السلطة” حسب ما نقل
الدبلوماسيون الاميركيون.
بالمقابل ينقل الدبلوماسيون الاميركيون ايضا عن لودوفيك بويي المسؤول
الكبير المكلف شؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية قوله خلال
لقاء منفصل لهم معه، انه يعتقد بالفعل ان الاغتيال يعود لاسباب داخلية الا
انه كان اقل انفتاحا على الفرضيات التي قدمها بويون.
ويفيد الدبلوماسيون الاميركيون ان لودوفيك “كان قاطعا عندما استبعد تماما فرضية مسؤولية اسرائيل” عن قتل العميد سليمان.
بالمقابل نقل لودوفيك عن السفير الفرنسي في دمشق في تلك الفترة اعتقاده ان
العميد سليمان قد يكون قتل لانه كان يعرف الكثير عن اغتيال رئيس الحكومة
اللبنانية الاسبق رفيق الحريري عام 2005 وعن البرنامج النووي السوري.
ونقلت البرقية الاميركية ايضا عن مسؤولين فرنسيين قولهم امام دبلوماسيين
اميركيين ان الرئيس الفرنسي كان في تلك الفترة يريد “اقامة علاقات شخصية مع
بشار الاسد لاقناعه باقامة سلام مع اسرائيل والتوقف عن زعزعة الاستقرار في
لبنان واعادة النظر في علاقاته الوثيقة مع ايران”.
ويواجه النظام السوري منذ منتصف اذار/مارس 2011 حركة احتجاجية واسعة يقمعها
بالقوة ما ادى الى مقتل اكثر من الفي شخص حسب الامم المتحدة.