الطاهر إبراهيم
لم أستطع كبح العبرات وهي تسيل من عيني وأنا أستمع إلى هتاف الشباب المغربي يهتف: 'عاش الشعب السوري عاش' في المظاهرة التي سيرها مناصرو الشعب السوري في محنته. ثم لم ينس المغاربة أن يوجهوا رسالتهم إلى بشار أسد فهتفوا أيضا: 'يا بشار يا ..... الشعب السوري في العيون'. لقد كانت المظاهرة حاشدة تلك التي سيرها الشعب المغربي مناصرة للشعب السوري، بعد أن دفع بشار أسد بالدبابات السورية التي دفع ثمنها من قوت أطفاله لكي تقصف السوريين في حماة ودير الزور والبوكمال، ومن قبلها درعا وجسر الشغور وقرى جبل الزاوية. قبل استيلاء حزب البعث علي السلطة في عام1963 كانت الحكومات الوطنية المتعاقبة في سورية تجعل القضايا الوطنية العربية في صلب اهتمامها. فأثناء الحرب في فلسطين، اندفع الجيش السوري نحو فلسطين عام 1948 مدافعا عن عروبة فلسطين وليقف ضد الميليشيات الصهيونية من أن تحتل أرض فلسطين، وسقط الشهداء فوق التراب الفلسطيني. كما شارك الشيخ مصطفى السباعي أول مراقب عام للإخوان المسلمين السوريين في الدفاع عن القدس الشريف من العراق وحافظ مع إخوانه الآخرين من إخوان العراق وإخوان مصر وإخوان لبنان في إبقاء القدس عربية ولو إلى حين.
وإذا كان الرئيس الجزائري 'عبد العزيز بو تفليقة' نسي للسوريين أياديهم البيضاء، يوم قامت ثورة الجزائر في عام 1954 ضد فرنسا، عندما كان السوريون يرسلون المعونات إلى جيش التحرير الجزائري، فما بال الجزائريين اليوم ينسون إخوانهم السوريين حيث ينكل بهم النظام السوري في كل مدينة وفي كل قرية بكرة وعشيا؟ أم لعل الجزائريون ما يزالون مخدوعين بالنظام السوري ويعتبرونه نظاما مقاوما وممانعا، كما يفعل بعض القوميين العرب؟
ولعل المساهمة السورية كانت أوضح ما تكون بالوقوف إلى جانب المصريين أثناء العدوان الثلاثي الذي شنته إسرائيل وبريطانيا وفرنسا عام1956 ، فقد كانت أكبر من أن تنسى. كما ساهمت البحرية السورية في الحرب ضد العدوان. وكان ممن قدم روحه الضابط السوري 'جول جمال'. كما كانت المظاهرات الصاخبة تجتاح كل المدن السورية تأييدا لمصر، وقطع العمال السوريون خط نفط 'التابلاين' الذي ينقل البترول إلى أوروبا عبر سورية. اليوم وقد نصر الله الإخوة المصريين، يتظاهرون كل يوم جمعة لجلب رموز الحكم السابق إلى شباك المحاكم، فهلا جعلوا ساعة من كل يوم جمعة لتأييد إخوانهم السوريين؟
ويوم تعرض الشعب العراقي في خمسينيات القرن العشرين لمؤامرات واشنطن عليه، عندما حاولت الهيمنة على العراق بإنشاء حلف بغداد، وقف الشعب السوري وقفة رجل واحد ضد حلف بغداد. وإذا كان رئيس الوزراء 'نوري المالكي'، لا يخرج عن سياسة طهران، فيسكت عما يفعله 'بشار الاسد' بالشعب السوري، فلماذا لا يتظاهر الشعب العراقي ضد طغيان الحكام في دمشق فيرد الدين الذي في رقبته للشعب السوري؟
لا يملك الشعب السوري إلا أن يرفع التحية للنواب الكويتيين على وقفتهم العربية مع الشعب السوري وتنديدهم بجرائم النظام السوري. فيما صرحت الحكومة الكويتية بخوفها من أن استمرار القمع في سورية ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة. ناموا أيها العرب حكومات وشعوبا عن محنة السوريين. وسنقف وحدنا في وجه هذا النظام القاتل الذي سحب الدبابات من الحدود مع إسرائيل ـ وهو أصلا لم يكن يفعل شيئا ضدها- ليقاتل ويقتل السوريين.
' كاتب سوري
لم أستطع كبح العبرات وهي تسيل من عيني وأنا أستمع إلى هتاف الشباب المغربي يهتف: 'عاش الشعب السوري عاش' في المظاهرة التي سيرها مناصرو الشعب السوري في محنته. ثم لم ينس المغاربة أن يوجهوا رسالتهم إلى بشار أسد فهتفوا أيضا: 'يا بشار يا ..... الشعب السوري في العيون'. لقد كانت المظاهرة حاشدة تلك التي سيرها الشعب المغربي مناصرة للشعب السوري، بعد أن دفع بشار أسد بالدبابات السورية التي دفع ثمنها من قوت أطفاله لكي تقصف السوريين في حماة ودير الزور والبوكمال، ومن قبلها درعا وجسر الشغور وقرى جبل الزاوية. قبل استيلاء حزب البعث علي السلطة في عام1963 كانت الحكومات الوطنية المتعاقبة في سورية تجعل القضايا الوطنية العربية في صلب اهتمامها. فأثناء الحرب في فلسطين، اندفع الجيش السوري نحو فلسطين عام 1948 مدافعا عن عروبة فلسطين وليقف ضد الميليشيات الصهيونية من أن تحتل أرض فلسطين، وسقط الشهداء فوق التراب الفلسطيني. كما شارك الشيخ مصطفى السباعي أول مراقب عام للإخوان المسلمين السوريين في الدفاع عن القدس الشريف من العراق وحافظ مع إخوانه الآخرين من إخوان العراق وإخوان مصر وإخوان لبنان في إبقاء القدس عربية ولو إلى حين.
وإذا كان الرئيس الجزائري 'عبد العزيز بو تفليقة' نسي للسوريين أياديهم البيضاء، يوم قامت ثورة الجزائر في عام 1954 ضد فرنسا، عندما كان السوريون يرسلون المعونات إلى جيش التحرير الجزائري، فما بال الجزائريين اليوم ينسون إخوانهم السوريين حيث ينكل بهم النظام السوري في كل مدينة وفي كل قرية بكرة وعشيا؟ أم لعل الجزائريون ما يزالون مخدوعين بالنظام السوري ويعتبرونه نظاما مقاوما وممانعا، كما يفعل بعض القوميين العرب؟
ولعل المساهمة السورية كانت أوضح ما تكون بالوقوف إلى جانب المصريين أثناء العدوان الثلاثي الذي شنته إسرائيل وبريطانيا وفرنسا عام1956 ، فقد كانت أكبر من أن تنسى. كما ساهمت البحرية السورية في الحرب ضد العدوان. وكان ممن قدم روحه الضابط السوري 'جول جمال'. كما كانت المظاهرات الصاخبة تجتاح كل المدن السورية تأييدا لمصر، وقطع العمال السوريون خط نفط 'التابلاين' الذي ينقل البترول إلى أوروبا عبر سورية. اليوم وقد نصر الله الإخوة المصريين، يتظاهرون كل يوم جمعة لجلب رموز الحكم السابق إلى شباك المحاكم، فهلا جعلوا ساعة من كل يوم جمعة لتأييد إخوانهم السوريين؟
ويوم تعرض الشعب العراقي في خمسينيات القرن العشرين لمؤامرات واشنطن عليه، عندما حاولت الهيمنة على العراق بإنشاء حلف بغداد، وقف الشعب السوري وقفة رجل واحد ضد حلف بغداد. وإذا كان رئيس الوزراء 'نوري المالكي'، لا يخرج عن سياسة طهران، فيسكت عما يفعله 'بشار الاسد' بالشعب السوري، فلماذا لا يتظاهر الشعب العراقي ضد طغيان الحكام في دمشق فيرد الدين الذي في رقبته للشعب السوري؟
لا يملك الشعب السوري إلا أن يرفع التحية للنواب الكويتيين على وقفتهم العربية مع الشعب السوري وتنديدهم بجرائم النظام السوري. فيما صرحت الحكومة الكويتية بخوفها من أن استمرار القمع في سورية ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة. ناموا أيها العرب حكومات وشعوبا عن محنة السوريين. وسنقف وحدنا في وجه هذا النظام القاتل الذي سحب الدبابات من الحدود مع إسرائيل ـ وهو أصلا لم يكن يفعل شيئا ضدها- ليقاتل ويقتل السوريين.
' كاتب سوري