نظام الأسد مقابل نظام ساكاشفيلي:
السؤال الذي
يطرح نفسه على الجميع لماذا بدلت روسية موقفها المساند للنظام السوري
والحامية له طوال مدة الانتفاضة المستمرة ،فهل الموقف الإنساني والأخلاقي
هما اللذان فرضا نفسهم على الموقف الروسي لتعديل وجهة نظرها نحو النظام
السوري،أو تمت صفقة مع الروس على شيء معين تحت الطاولة ترع مصالح روسية
الشخصية وتجبرها على مقايضة نظام الأسد،كما الصفقة التي تمت بين روسيا
والغرب ،أثناء انعقاد الدول الصناعية الثمانية والتي ضمنت لروسيا موقعا
جيدا في ليبيا الجديدة ،بعد إنهاء نظام ألقذافي،و إبقاءها في سوق النفط
،والسيطرة على سلاح الجيش الليبي، لكن ماذا ضمنت لنفسها في سورية ؟؟؟
من
المؤكد جدا بان روسيا وافقت على قرارات مجلس الأمن الاخيرة، وفاوضت على
النظام السوري مع الغرب،مقابل نظام جورجيا "ساكاشفيل"فروسيا انتهت يوم 7
أب "أغسطس " الحالي ، من تحضير ملف كامل تدين مجازر نظام جورجيا ضد
الإنسانية التي انتهك فيها حرمة شعب اسيتيا الجنوبية في 7-8 أب"أغسطس"من
العام 2008 والذي أدى بروسيا للتدخل العسكري للدفاع عن المواطنين الإستين
وهذا الاستعراض الرياضي الذي استعملته روسيا أزعج الغرب .
ويذكر ال
المتحدث الرسمي باسم هيئة التحقيق في روسيا،فلاديمير ماركين في مقابلة مع
وكالة أنباء نوفوستي ، بأن روسيا أرسلت نسخة الملف الجنائي الخاص بأحداث
أوسيتيا الجنوبية في آب (أغسطس) 2008 إلى مدعي المحكمة الجنائية الدولية
ليقرر تعريض مسؤولين جورجيين ارتبكوا جرائم ضد مواطني روسيا للمسؤولية
الجنائية،ومن هنا سوف نرى تجاوب موسكو المقبل مع المجتمع الدولي في قراراته
الضاغطة على سورية بمدى تجاوب العالم الغربي بتعامله الايجابي مع ملف
اوسيتيا الجنوبية الموجه ضد نظام ساكاشفيلي ،من هنا خرجت روسيا في معالة
جديدة تحقق مصالحها الشخصية الخاصة ،نظام الأسد مقابل نظام ساكاشفيلي الذي
لايزال يشكل عقبة أمام روسيا في فرض قدرتها على منطقة الوقاز.
تغير الموقف الروسي :
في
4 أب "أغسطس " قام مجلس الأمن بالتصويت على قرار لإدانة جرائم النظام
السوري الذي يقوم بها ضد شعبه الأعزل،لكن الجديد في ذلك هو الموقف الروسي
،الذي خرج على الخارطة الجيو -سياسية فالتحول الجديد للموقف الروسي
الايجابي من التوصل إلى هذا القرار الدولي ، والعمل مع المجموعة الدولية
بأكثرية 14 صوت، والتي انتهت بإصدار قرارا دوليا يدين الجرائم البشعة التي
ترتكبها سورية الدولة ضد الشعب الأعزل من خلال القتل العمد وارتكاب جرائم
علنية بحق شعبه ،كان لروسيا دورا أجابيا في إقرار هذا البيان بالرغم من
التعديلات التي استمرت لمدة ثلاثة أيام وخرج بيان الإدانة للنور عملية
قيصرية صعبة كان طبيبها المندب الفرنسي التي انتزع هذه الإدانة ، طبعا هذا
الموقف الروسي الذي طال انتظاره من الدولة الروسية منذ اندلاع الانتفاضة
السورية ،وسقوط الإلف من القتل والألف من الجرحى والمعتقلين، بالرغم من
كونه لا يزال خجول ودون المستوى المطلوب لكنه إشارة نحو سلوك طريق ضغط على
رقبة الأسد ونظامه.
لكن المهم ليس في مساندة روسيا للقرار ألأممي ،وإنما
في حديث الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في 5 أب "أغسطس" في مقابلة
تلفزيونية بمنتجعه الصيفي في مدينة سوتشي الروسية الجنوبية مع محطة" راديو
ايخو موسكو، وتلفزيوني روسيا اليوم الروسي الناطقة بالعربية وبي.اي.كيه
الجورجية ، والذي قال فيه :بان روسيا تشعر بـ'قلق هائل' إزاء الوضع
'المأساوي' في سورية، وحذر الرئيس السوري بشار الأسد من 'مصير حزين
ينتظره' في حال لم يطبق إصلاحات ويحتاج إلى تنفيذ ها بصورة عاجلة والتصالح
مع المعارضة واستعادة السلام وإقامة دولة حديثة، "،وهنا التأكيد على إن
روسيا لم تعد تصدق خطابات النظام السورية وغياب أفعاله،لذلك أكد ميدفيديف
على مصير الأسد وليس على الإصلاحات وكأنه يوجه النداء الأخير للأسد الذي لم
يعد يستطيع تقد يم إصلاحات،بالتالي روسيا لم تعد تستطيع تحمل إجرام النظام
السوري وقتل المدنين بالسلاح الروسي الذي يهدد فقدان دورها المستقبلي في
الدول العربية نتيجة دعم هذه الأنظمة البائدة والدكتاتورية ،وهناك موقف
أخلاقي على روسيا تحمله من خلال أفعال النظام السوري في قتل شعبه بسلاح
روسي الصنع ،فلم يعد مقبول شعبيا وإعلاميا ومدنيا ودوليا أن تحصر روسيا
مصالحها في سورية الذي يحرق فيها العلم الروسي مع نظام بشار الأسد الذاهب
إلى الجحيم .
محاولة الإعلامي التفرد بالراي:
يكتب مراسل جريدة
الحياة اللندنية رائد جبر من موسكو بتاريخ 18 نيسان "ابريل "2011 مقالة
بعنوان " الإعلام الروسي والثورات العربية مرآة لا تعكس رأي الكريملين".
لكن
من يراقب الأعلام الروسي اليوم بشكل عام، سوف يجد فرق فعلي في تغطيته
للخبر السوري وتعاطيه مع الحدث السوري. ففي الإعلام المرئي الناطق باللغة
الروسية ، كانت التغطية الإعلامية بالأساس ضعيفة وتكاد لا تشكل 2% من مجمل
الإخبار العالمية ،حتى لا نقول بأنها ممنوعة،بالرغم من حجب المعلومات
والتعتيم عليها من قبل الحكومة السورية وعن كل الأعلام الأجنبي والروسي
جزاء منه، لقد حجب وغيب النظام السوري الإعلامي قرصيا عن الحدث ، بالرغم من
الموقف الروسي الحامي والداعم لسورية طوال فترة الانتفاضة المستمرة منذ 5
شهور،لكن السياسة السورية لم تسمح للإعلام الروسي من التحرك في حرية في
ميدان الحدث والتغطية الإعلامية وإعطاء المعلومة الصادقة من مصدر الخبر،لقد
حجب النظام السوري عن قناة روسيا اليوم التغطية الإعلامية للمشكلة
السورية،وعدم منحها فرصة إعلاميا مميزة للتنافس الإعلامي وتشكل المصدر
الرئيسي للخبر السوري الحقيقي،وعدم إعطاءها الفرصة الذهبية لعرضها الموضوعي
للأحداث التي تعصف بسورية، ولكي ثبت معلومات موضوعية منطقية إلى القنوات
الأخرى كمرجع إعلامي حر،وتكون مصدرا حقيقيا للخبر السوري وسط القنوات
الإعلامية العالمية والعربية التي تعتبرها سورية مصدرا للضغط والفتنة بين
الطبقات السورية المتصارعة ،لكن روسيا اليوم بقيت بنظر النظام معادية وغير
حليف. وهنا يتغير الوضع الذي يصر على طرحها الإعلامي سامي كليب في مقالته
الذي يعتبر فيها بان سوريا " ربحت معركة الصورة،التي تسلّح الروس بمشاهد
رمي جثث رجال الأمن من فوق جسر العاصي صوب المياه فرفعوا نسبة حججهم داخل
قاعات مجلس الأمن الدولي،و نجحت موسكو في الحؤول دون تكبيل حليفتها دمشق
بقرار دولي حازم".
الإعلام السوري يفبرك إخباره:
لقد اكتفى النظام
السوري تزويد القنوات الروسية والدبلوماسية والخارجية الروسية بأفلام
وأخبار ذات التوجه الخاص الذي يقوم بفبركتها النظام السوري وبثها وعرضها
على العالم الخارجي،معبرة عن وجهة نظره الخاصة التي تجيز له القتل والبطش
والفتك ،وهذا ما يحاول تقديمه الصحافي اللبناني سامي كليب في مقالته
الشهيرة في جريدة السفير اللبنانية بتاريخ 5 أب "أغسطس"2011 تحت عنوان "
مسلحو سوريا والموقف الروسي" والذي يدافع فيها عن نجاح النظام السوري في
استخدام الإعلام في حربه ضد المتظاهرين وتزويد وكالة العالم بصور مفبركة و
مركبة وبثها على الانترنت وعرضها على التلفزيونات السورية ، وتلفزيونات
أعوان النظام في لبنان والعراق وإيران، والتي يتم تصديقها وتمجيدها من قبل
هؤلاء المثقفين والإعلاميين المعجبين بوحشية النظام السوري وطريقة قمعه
الوقحة للمتظاهرين، و يبررون جرائمه،تحت حجة انه نظام الممانعة والمقاومة
بسبب مصالحهم الضيقة . بالرغم من محاولة قناة روسيا اليوم تغطية إخبار
الانتفاضة السورية من خلال تقرير الوكالات الدولية والأجنبية وفتح الهواء
لمعارضين سورين ومحللين سياسيين وإعلاميين لكنها لم تجد لنفسها هامش
ليبرالي مستقلا، بعيدا عن موقف صقور الكريملين الذين ينتهجون سياسة مختلفة
لنهج الثورة السورية الداعية لإسقاط نظام الأسد،والذي انعكست هذا ألوجهه
على القنوات الروسية التي لم تعير اهتماما للموضع العربي ،فالموضع السوري
كان يقدم بعرض سريع ويعبر عن وجهة نظر النظام السوري ويعرض رؤيته
الخاصة،الممثلة بوجود عصابات مسلحة تعبث بامن سورية.
تغيرالخطاب الإعلامي الروسي في أسبوع:
ريبورتاج
عرض على تلفزيون الروسي قناة"أر تي أر" القناة الرسمية التي تعبر عن
وجهة نظر الدولة نفسها نهار الاثنين الأول من أب اغسطس2011 في برنامج
"فيستي" نشرة الإخبار المسائية :كان ريبورتاج مترجم عن "وكالة سانا
السورية"والذي ينص على "أن اقتحام مدينة حماة تأتي من خلال خطوة يقوم بها
الجيش السوري لتنظيف المدينة من عصابات إرهابية تحتل المدينة،لان الذين
يقاتلون في حماة هم ليس من الشعب السوري ،لان وجهاهم لا تشبه الوجوه
السورية ولا اللباس وحتى السلاح المستخدم لا يوجد مثله في سورية،سورية
اليوم تعج بمجموعات مسلحة إرهابية جئت من دول مجاورة.
خلال أسبوع تغير
الخطاب الإعلام الروس تدرجيا وبدا الفرق واضحا على الأعلام والسياسة
الروسية، بعد موافقتها على قرار الإدانة الجماعية في مجلس الأمن والخروج
بقرار أممي يدين سورية بمباركة روسية، و أيضا مقابلة "الرئيس الروسي
ديمتري ميدفيديف" في 5اب "أغسطس" والذي وجه فيها ندائه الأخير للرئيس
الأسد قبل أن يواجه مصيرا حزينا.
بعدها لم يعد الريبورتاج في الوسائل
الإعلامية الروسية عادي وخاضع لتقرير الإعلام الروسي المفبرك الذي بشرنا به
الإعلامي سامي كليب بأهمية الخبر والصورة المركبة والمفبركة من قبل شبيحة
النظام السوري،وربطها في مفكرة العقل السوري الرسمي الشمولي والاستبدادي
للسيطرة على اللعبة الإعلامية التي فشل في اقنع المقربون منه والمدافعون
عنه كالصخرة الروسية التي ارتكزت على صدرها جرائم بشار الأسد ونظامه البشع .
لكن الرد أتى سريعا من الأعلام الروسي ،من خلال تقرير إعلامي معد سلفا من
بل محلل صحافي وخبير في الشؤون العربية ،احتل التقرير مساحة واسعة من نشرة
الأخبار المسائية التي تفوق ثلاثة دقائق،هو التقرير الأول في الإعلام
الروسي الناطق بالروسية منذ بدأ الانتفاضة السورية.
وعلى نفس برنامج
"فيستي" نشرة الإخبار المسائية في التلفزيون الروسي ظهر ريبورتاج أخر
نهار الأحد في7 أب اغسطس2011 غير مترجم عن "وكالة سانا"، وإنما معد
بطريقة إعلامية مميزة تعكس موقف روسيا المتغير تدرجيا من سورية والذي ينص
على :"فالريبورتاج الذي يصف أحداث سورية الأخيرة من خلال اقتحام مدينة دير
الزور،والذي يعللها النظام السوري بأنها تهاجم عصابات إرهابية تسيطر على
مدن سورية،لكن الإعلامي الروسي ينفي نظرية الدولة، بعدم مشاهدة الإرهابيين
في الساحات السورية التي لم تظهر تلك الصور سوى شباب مدنيين يهتفون بسقوط
النظام والذي يتطرق إلى تركيبة النظام السوري الذي سيطرة عليه الأقلية
العلوية بسبب سيطرة نظام الأسد وتغيب الدور للطائفة السنية التي تشكل
الأكثرية التي ترتكب بحقها المجازر تلوى المجازر منذ مجزرة حماة الأولى في
العام 1982 والمجزرة الحالية الذي يقوم بها النظام السوري،وان اغلب
المتظاهرون هم من فئات الشباب الصغيرة من الذين تلقوا تعليمهم في
الخارج،ويطالبون بإسقاط النظام ويستند بمصادره لقنوات العربية والجزيرة
والى محللون سياسيين روس والذي يؤكده المحلل الروسي المعروف "يفغيني
ستنسلفسكي" المؤيد لإسرائيل يقول :بان الشعب السوري لا يحمل سوى المقلع
والحجر وغياب السلاح ،لكن الذي يحدث في سورية هو رد فعلى على تجاوز الخطوط
الحمر الذي رسمت للنظام السوري عندما أسقطت حكومة سعد الحريري وتسليم حزب
الله دفة الحكم ،فكان رد السعودية والأكثرية السنية بهذه الفوضى السورية،
طبعا هذا التقرير رأي خاص لمحلل روسي يحاول تفسير الموضوع كما يريده وكما
يساند موقفه.
لقد وقع الإعلام الروسي منذ نشوب الثورات العربية في مطبين أساسيين :
1-
المطب الأول ،ويمثل النظرة الروسية لهذه الثورات التي تخل بأمن إسرائيل
والمنطقة نتيجة صعود التيارات الإسلامية المتطرفة والمدعومة من الغرب.
2-
المطب الثاني ويمثل غياب الخبرة العملية والميدانية الإعلامية التي كشفت
ثغراتها الثورات العربية مما احدث أرباك كبير في الكوادر الإعلامية
الروسية.
وهنا نوافق الشيخ وسام البردويل، عضو مجلس المفتين الروس، الذي
يقول أن: "معظم المحللين الروس هم من الإسرائيليين الروس، ويركزون في
تحليلاتهم على أن هدف الثوار العرب هو ضرب مصالح الشركات الروسية
الاقتصادية في المنطقة، و "الثوار" بشكل عام ينظرون بشكل عدواني باتجاه
روسيا.
الأعلام المكتوب:
يختلف الأعلام المكتوب عن الأعلام المرئي
والبصري الممثل بالقنوات الفضائية،فالصحافة المكتوبة تميز في روسيا بعرضها
المختلف للتعاطي مع الموضع السوري بطريقة مختلفة ،والذي انقسم بين مؤيد
لوجهة الكريملين ومعارض لها ،وظهرت أراء مختلفة على صفحاته ، من خلال
تحليلات ومقالات الكتاب والاختصاصين بالشؤون العربية والسورية، لكن جريدة
"الكومرسنت" الروسية تميزت بمواضيعها الجريئة التي تخالف الحكومة
والدولة،ففي 25 حزيران يونيو 2011 خرجت الجريدة بعنوان كبير لمنشاتها
العريض والذي ترافق مع زيارة وفد المعارضة السورية إلى موسكو، وكان العنوان
بكلمات كبيرة وعريضة توجه إلى الدولة الروسية و تقول: "لماذا يحرق العلم
الروسي في دول حليفة لنا،ونحن نخسر شعبها". فالمعلومات التي كانت تتوفر
لدى بعض الدبلوماسيين والإعلاميين والسياسيين والنواب وأصحاب القرار في
روسيا ، أصبحت قوة ضغط وأضحت تؤثر على موقف الكريملين وتحد من تصلبه في
الوقوف بوجه العالم،بسبب جرائم الدكتاتورية السورية ، من خلال دعم موسكو
لنظام دكتاتور يقتل شعبه وشعبه يتظاهر ضده.
التغير في الموقف الروسي:
بدأ
الموقف الروسي يتغير من خلال طرح إشارات للعالم الخارجي بان روسيا لن
تعارض أي قرار دولي جدي يدين النظام السوري، ولكن شرط عدم التدخل الدولي في
سورية، وروسيا أضحت تطالب بضمانات دولية من اجل أعطاء هذه الموافقة التي
طال انتظارها.
1- منذ زيارة الرئيس بوتين رئيس وزراء روسيا إلى فرنسا،
والذي تملص فيها من سورية من خلال عبارته الشهيرة نحن ندي القتل في سورية
وهذه الجرائم على ضمير الرئيس بشار الأسد وبالتالي سورية هي قريبة إلى
فرنسا أكثر من روسيا،وكأن بوتين يعطي ضوءا اخضر لفرنسا والعالم الغربي بان
روسيا لا تستطيع معارضة أي موقف أممي يدين سورية بشرط تقديم بدائل لروسيا،
بالرغم من معارضة روسيا المستمر لعدم التوصل لأي قرار فعلي يدين من خلاله
سورية ،وبسبب أخطاء الناتو في ليبيا، وعدم خروج موقف عربي وأمريكي جدي يدين
النظام السوري.
2-استقبال روسيا لوفد المعارضة السورية في موسكو في 25
حزيران، والذي خرجت فيه موسكو بشبه موقف رسمي من ممثل الرئيس الروسي
"مخائيل مارغيلوف" والذي يقال فيه، حتى لو بلغة تكتيكية دبلوماسية بأنه
لا يوجد لروسيا في سورية أي صديق سوى الشعب السوري لان القادة تذهب وتعود
والشعب باق .
3- زيارة النائب وليد جنبلاط إلى موسكو أواخر شهر حزيران
الماضي ،والذي تلقى كلمة السر من القيادة الروسية،بان النظام السوري ذاهب
لعودة وان موسكو حاولت مساعدته بكل ما أتيح لها،ونصحت جنبلاط بعدم ربط
لبنان بالأزمة السورية والدخول بحوار لبناني جدي .
4-الموافقة الروسية على قرار الإدانة الدولية ضد جرائم النظام السورية بأكثرية مطلقة.
5
– مقابلة الرئيس ميدفيدف مع القنوات الروسية والذي خرج فيها بمعادلة تقول
بأننا نعيش في ظل أوضاع تتغير ونحن نراقب وموقفنا يتغير من خلال مراقبتنا
للأوضاع، أجابيا وسلبيا بسبب تطور الأوضاع السياسي.
الموقف الروسي
لايزال يصارع من اجل انتزاع المزيد من المطالب التي تضمن مصالحه،وسوف تحاول
ان لا تسلم كليا لمواقف الغرب الضاغطة على النظام السوري كي تحافظ علة ماء
الوجه كما يقول المثل الشعبي كي لا تظهر بأنها ملحقة بالغرب وقراراته،وهذا
ما عبر عنه تصريح وزير الخارجية الروسي الشكلي في 9 أب "أغسطس "بان
روسيا ترى بجدول الأولوية وقف العنف ضد المدنين والمتظاهرين ،وتدعوا الدول
الغربية لتطهير المعارضة السورية في الخارج من الأطراف المتطرفة.وهذا ترجمة
للموقف في الأمم المتحدة مساواة بين الجيش والمتظاهرين،لكن على المعارضة
السورية دورا كبيرا من خلال التوجه إلى روسيا والدول الأخرى،وشرح مواقفها
وأفكارها التغيرية، مجددا وان حركة الشارع وإسقاط النظام ليس مواجها ضدكم
،وتطمين روسيا بشكل خاص بان مصالحها لن تتعرض لخطر والعلاقة سوف تكون على
أفضل ما يرام ،وتزويدها بكل الحقائق والأدلة التي تدين النظام السوري من
خلال ارتكابه للجرائم البشعة بحق الشعب السوري.


صحافي وباحث إعلامي، مختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولت.