وجه عبد الحليم خدام، النائب السابق لرئيس الجمهورية في سوريا، رسالة إلى
قادة ثلاث دول كبرى، وهي الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا،
وجاء في نص الرسالة: «
بعد أكثر من أربعة عقود من القمع والاضطهاد ومصادرة الحريات وحرمان
المواطنين السوريين من حقوقهم الأساسية وإرهابهم وإفقارهم ونهب ثروات
البلاد، انطلق الشعب السوري في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي بمظاهرات
سلمية مطالبا بالحرية والكرامة والديمقراطية، ومنذ ذلك اليوم يتعرض الشعب
السوري لجرائم وحشية تقوم بها أجهزة النظام العسكرية والأمنية بقرار من
رئيس الدولة، وجميع هذه الجرائم هي جرائم إبادة جماعية تنطبق عليها التوصيف
المقرر في القانون الدولي، وخلال هذه الفترة وحتى الآن سقط أكثر من ألفي
قتيل وأكثر من ثمانية آلاف جريح، بالإضافة إلى اعتقال أكثر من عشرين ألف
مواطن تعرضوا لأسوأ أنواع التعذيب، وقتل العشرات خلال تعذيبهم وبينهم عدد
كبير من الأطفال والنساء والشيوخ». وأضاف البيان أن «الجيش الذي أسسه
السوريون بعد الاستقلال لحماية الوطن والدفاع عنه تحول إلى جيش احتلال
يجتاح المدن والقرى ويقتل الناس ويستخدم كل أنواع الأسلحة بينها الدبابات
والمدفعية والحوامات».
وأضاف خدام في رسالته أن الشعب السوري الذي يتعرض لجرائم القتل والإبادة
يناشدكم اتخاذ الإجراءات التي يتضمنها ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الشرعية
الدولية لحقوق الإنسان لحمايته وتمكينه من تحقيق طموحاته، ومن هذه
الإجراءات إنشاء منطقة محمية من الطيران ومن القمع في محافظة دير الزور في
المنطقة الشرقية من سوريا وفي عدد آخر من المحافظات الحدودية لتكون ملاذا
آمنا للسوريين المتعرضين للقمع. وأشار إلى أن الاستقبال الحافل للسفيرين
الأميركي والفرنسي في مدينة حماه، والتي تعتبر أهم القلاع الوطنية في تاريخ
سوريا، هو رسالة باسم الشعب السوري للمجتمع الدولي من أجل اتخاذ القرارات
والإجراءات التي تحميه من الجرائم الدموية التي يرتكبها النظام الحاكم
ومساعدته في تحقيق طموحاته في بناء دولة مدنية ديمقراطية.
وفي إطار تنفيذ نهجه في تدمير تطلعات الشعب السوري وطموحاته في تحقيق
الحرية والديمقراطية يتابع النظام الحاكم في سوريا خطته باجتياح المدن
والأرياف، وكان اجتياحه نهاية يوليو (تموز) الماضي لمدينة حماه وقتل وجرح
المئات من المواطنين هو رسالة موجهة للمجتمع الدولي وأيضا لكل الشعوب التي
استنكرت جرائمه.
وفي الوقت الذي كانت فيه القوات العسكرية والأمنية تقصف مدينة حماه من أجل
اجتياحها كانت وحدات أخرى من الجيش تحاصر مدينة دير الزور وتقصفها
بالمدفعية بهدف اجتياحها.
واختتم خدام بالقول «نود أن نصارحكم بأن الشعب السوري يتساءل عن أسباب
تردد المجتمع الدولي في اتخاذ الإجراءات لحمايته، كما نرجو أن تقدروا معنا
خطورة ما يمكن أن ينتجه ذلك من تحول المظاهرات السلمية إلى نزاع مسلح تقوم
به مجموعات يدفعها اليأس إلى التطرف وحمل السلاح في وجه الجيش وأعوان
النظام مما سيجعل سوريا ملاذا للمتطرفين القادمين من خارج حدودها وعندئذ
ستتحول سوريا إلى قاعدة للتطرف في المنطقة كلها، وقد يمتد لخارجها.