قامت أعداد كبيرة من قوات الأمن والشبيحة المدججة بالسلاح اليوم باقتحام
حي المهاجرين , واستمرت الحملة الأمنية منذ صلاة العصر وحتى بعد الإفطار
يوم الأحد 7رمضان/آب ، ومنعت دخول وخروج السكان ، وشنت حملة اعتقالات
كبيرة وعشوائية لكل من يتحرك بالشارع كما داهمت بعض المنازل بصورة همجية لاعتقال بعض الشباب ، وأسفرت هذه الحملة عن اعتقال أكثر من 100شخص
وإهانتهم في الشوارع على مرأى السكان ، كما قامت هذه القوات بممارسات
استفزازية بقصد إذلال أهل هذا الحي الدمشقي العريق والتلفظ بعبارات تسيء
إلى أهل دمشق عموما وسكان المهاجرين خصوصا ، وكانت قوات الأمن قد شنت
حملة مماثلة يوم السبت 6 رمضان/آب أسفرت عن اعتقال حوالي ال50 شخصا ،
ومن المعلوم أن حي المهاجرين شهد خلال الآونة الأخيرة مظاهرات متعددة في
أماكن حساسة مما أرعب السلطات التي ظلت تتحدث عن أن دمشق ما زالت
بمنأى عن الحركة الاحتجاجية, فحي المهاجرين بدمشق يتمتع بأهمية كبيرة لدى
النظام لعدة أسباب, أهمها: الطبيعة الاجتماعية الدمشقية المتماسكة المعروفة
عن هذا الحي كما حي الميدان, وقربه من مقرات حساسة للنظام أبرزها القصور
الرئاسية للرئيس المخلوع بشار الأسد, ما يعني أن انخراط حي المهاجرين
بالحركة الاحتجاجية يجعل الثورة تمتد إلى قلب المربع الأمني الأهم للنظام
في العاصمة دمشق.