ان شعب ايران اليوم يعيش حالة صراع بين الفكر الديني وتناقضه مع احتياجات الانسان الايراني
التي
يفرضها واقع الحال الاقليمي والعالمي. فماذا حققت حكومة ايران الاسلامية
منذ سقوط الشاه لشعبها حتى الان؟ هل ستبقى ايران تدعم قوى التحرر العربية؟
هل ايرن العدوة لامريكا حققت شيء من الرفاهية لشعبها خلال العقود الثلاثة
الاخيرة؟! هل ستدعم ايران قوى الديمقراطية العربية ام ان سياستها تخضع
لاستراتجيات تخص الامن القومي الايراني؟!. وهل هناك
استراتيجية نافعة لعداء ايران لامريكا فعلا؟!! لقد ظهرت تيارات باسم
الاصلاح تدفع باتجاه التعصب العرقي والقومي في ايران تسعى الى التغيير
السياسي من داخل الهيكلية الدينية للسلطة. كما ان ظهور قوى شبابية متاثرة
بفكر العولمة والنت ومنجرفة باتجاه امريكا بشكل كبير خلال السنوات الاخيرة
بدا يزعزع نظام الحكم الاسلامي في ايران ومن المرجح ان يؤدي ذلك الى انهيار
الهيكلية الاسلامية للسلطة بشكل تدريجي. ان القوى المؤثرة على الساحة
الايرانية اليوم بدات تنجرف باتجاه امريكا بسرعة كبيرة لكن ما خفف من سرعة
ذلك ليس امريكا او النظام الاسلامي في ايران وانما الذي خفف التقارب السريع
هو وجود البقرة الحلوب (دول البترول في الخليج) التي تقدم على طبق من ذهب
كل شيء لامريكا والغرب لتبقى عدوة لايران حيث ان ما جنته امريكا واسرائيل
من مكاسب جراء عدائهما لايران كبير جدا ولا يمكنهما ان يضحيا بهذا المكاسب بدون مقابل.
ان
لعبة السياسة والاقتصاد عالميا المتحكم الرئيسي الوحيد فيها اليوم هو
امريكا ويبدو ان امريكا تعمل على استثمار كبير في الشرق الاوسط لادارة
العالم بكفاءة واستغلال وتحكم اكبر. يبدو ان عصرا جديدا للشرق الاوسط سياتي على يد امريكا التي تتحكم اليوم وتستغل دول البترول الخليجية لفترة
من الزمن الى حين التخلص من الانظمة الدكتاتورية في الدول العربية الاخرى
والتي احيل قادتها على التقاعد الاجباري بتوقيع من البيت الابيض. سقط
النظام التونسي والمصري بانتفاضات شعبية كبيرة تم التخطيط والتحشيد لها في
عالم النت والفيسبوك. ونلاحظ اليوم العديد من الدول العربية
الاخرى تمر بمخاضات عسيرة لاسقاط دكتاتوريتها الدموية. من المتوقع بعد سقوط
هذه الانظمة سيتدخل الفكر التكفيري (المتنمر بدمويته الفكرية والمدعوم
بالقوة الاقتصادية الكبيرة لدول البترول الخليجية) لينشر الفوضى في كل
المنطقة ليمنع اي نمو حقيقي للقوى الوطنية التي ممكن ان تحرر البلد من اي
هيمنة خارجية. ان كل بيادق الشطرنج من قادة وزعماء الدول في المنطقة يعملون
لخدمة مصالحهم وبالحقيقة فانهم يعملون لخدمات مخططات امريكية كبرى من حيث
يعلمون او لا يعلمون. فكل الدول التي اعطت لنفسها حق التدخل في الدول التي
تمر بمرحلة الانتقال الى الديمقراطية الامريكية فانها ستخسر. كما فعلت مصر
عندما استمر نظام مبارك بالتدخل بالشان العراقي للسنوات الثمان الماضية لكن
بالنتيجة خسر نظام مبارك في غفلة من الزمان ولم يجد له من حليف ينصره
والمقاتلون الذين كان يدربهم ويرسلهم للعراق الكثير منهم رجعوا اليوم الى
مصر ليعملوا بها ويؤسسوا لفوضى كبيرة قد تستمر لعقد من الزمان. امريكا لا
تقول ماذا تريد من جموع السائرين في ركابها وانما تجعلهم يتخذون القرار
الاغبى دائما. ان امريكا اليوم تجاوزت نظرية المؤامرة الى
حتمية القدر. انها تعمل لخلق رؤية شرق اوسطية جديدة وستعمل على تغيير الفكر
والرؤية العالمية للمفاهيم التي كانت سائدة منذ نهايات الحرب العالمية
الاولى. ستعمل على تغيير مفاهيم الامة والوطن ولربما ستغير معنى قدسية
الوطن والحدود وتمهد لعالم جديد تحكمه الشركات متعدد الجنسيات الكبرى. ان
من يملك اقوى اعلام بالعالم قادر على نشر افكار جديدة ولن يتم ذلك بمحاضرة
او كتاب او مقالة وانما بالتاسيس لذلك خلال عقد او اكثر من الزمن بترويج
اعلامي وفوضى وعتمة فكرية متواصلة في كل بلدان الشرق الاوسط. اضافة الى
احتفاظ امريكا وحدها بخيوط تحريك الدمى القديمة والجديدة وهي التي تعرف كيف
تدير اللعبة. لقد توجهت الاجهزة المخابراتية العربية والاقيلمية للتدخل في
كبح اي تحول ديمقراطي في بلدان المنطقة لمنع قيام ديمقراطية حقيقة تخدم
شعوب المنطقة وبذلك سهلت وستسهل عملية قيام ديمقراطية عرجاء تحت المظلة
الامريكية وسيتولد من جراء ذلك انظمة ديمقراطية هشة وضعيفة ستبقى خاضعة
وذليلة للهيمنة الامريكية.
ان التدخلات
العربية خصوص للدول النفطية سيعود بالضرر الكبير على تلك الدول من غير ان
تشعر فانها ستتورط اكثر واكثر في مستنقع ديمقراطية الفوضى التي خططت لها
امريكا في الشرق الاوسط. فليس من السهولة السيطرة على كل بلدان المنطقة
باستخدام النفوذ الاقتصادي فقط خصوصا لو سحبت امريكا يدها من دعم القوى
البترولية عسكريا لا بل ان انسحاب امريكا من الخليج سيمهد لريح تغيير جارفة
ستزيل كل العروش القائمة اليوم. ان امريكا تتخلى بكل سهولة عن عملاؤها
المتقاعدون مثلما فعلت بصدام وحسني مبارك. لذا فان امريكا في اخر المطاف
ستوقع اوراق تقاعد حكام الخليج وستوجه ضربة اقتصادية كبيرة لدول البترول
الخليجية لافلاس هذه الدول وجعلها مديونة لامريكا مما سيمهد لانهيار هذه
الدول التي لا تستطيع ان تنتج خبز شعبها وليس لديها خبرات محلية في الادارة
الالكترونية الحديثة لتحمي مؤسساتها من اي اختراق خارجي. ان العداء الشديد
الذي انتهجته الانظمة العربية الدكتاتورية خصوصا في الخليج ضد ايران سيؤدي
الى كوارث مستقبلية كبيرة خصوصا حينما تتغير السياسة الامريكية لتسمحت
بتقارب حقيقي بينها وبين ايران وتسمحت لايران بان تعود وتصبح شرطي الخليج
مرة ثانية في الشرق الاوسط الجديد.
ان
الشرق الاوسط الامريكي الجديد ستكون فيه 4 قوى رئيسية متحكمة وهي؛ قوة
التطرف (السعودية ومشروعها الوهابي) وقوة الترك (الدولة العثمانية الجديدة
والتي قد تستخدم ارث الخلافة العثماني وتستخدم المياه في فرض سيطرتها
وتدخلاتها في المنطقة وتعتمد الفكر الاسلامي التركي المعتدل للحصول على
التاييد العالمي) وايران التي تعتبر مركز الثقل الاساسي لتوازن القوى
الاقليمية (الاسلام اليساري) واسرئيل الطامحة الى دور اكبر في قيادة الشرق
الاوسط في قرنه الحالي اما العراق فانه سيكون مركز الصراع بين هذه القوى
وتوجهاتها وتناقضاتها. ان رجوع العلاقات بين امريكا وايران سيكون ضربة
قاسية لكل الخليج لان ذلك سيعيد للاذهان ذكريات ايام الشاه الذي كان يعتبر
الحاكم الامريكي الاول في الخليج بلا منازع. ان ايران الصديقة لامريكا
ستكون علمانية حتما وسيكون من الصعب التعامل معها خصوصا وفق ضوء المصالح
والمؤامرات العالمية الجديدة التي ستحكم الوضع. كيف ستوفق امريكا بين هذه القوى الاربعة وستجعلها تتحرك وفق الهوى الامريكي؟!.
يبدو
ان معالم العالم الجديد بعد انهيار الكتلة الشرقية اظهرت ضرورة حصول
تغييرات في البنى الراسمالية بخلق عدو جديد للغرب وهو التطرف والارهاب
لفترة من الزمن. ليكون سلاحا فعالا بيد امريكا تستغله في كثير من احيان
لتتخلص من اعدائها بسهولة وتنفذ من خلال فوضوية هذا العدو المصطنع ماربها
وبذلك تمهد لعصر جديد هو عصر الامركة (العولمة) وظهور نماذج جديدة
للراسمالية فيما بعد فوضى الشرق الاوسط. فهل ان ظهور الولايات المتحدة
الشرق اوسطية هو نهاية امريكا؟ ام انه سيكون بداية جديدة لانهاء مرحلة
الصراع العالمي والغاء كلمة مفردة نصر واستبدالها بنجاح ؟!!. الامركة لن
تتم الا وفق اخلاق اجتماعية جديدة وهذه الاخلاق تعمل امريكا على الترويج
لها بشكل ماكر عبر وسائلها الاعلامية المختلفة وعبر تكنلوجيا المعلومات
وعالم النت. نحن نتقدم نحو المجهول ولا نعرف ماذا ينتظرنا.
نحن كمن يلعب الشطرنج مع لاعب محترف فكلما ظننا باننا نتقدم في الطريق
الصحيح للفوز في اللعبة كلما كنا في الطريق الخطا وكنا ننفذ ما يخطط له عقل
من نلعب معه ، فهل ايقاف اللعبة امرا ممكن ام لا؟ ام لهفة الشوق للنصر
تدفعنا للخسارة اكثر واكثر ام ان اللعبة مفروضة لا يمكن ايقافها وكانها قدر
محتوم. لا يمكن التكهن بايجابية او سلبية العصر الجديد الان ، لان العصر
الجديد سيحتاج فترة طويل من الزمن لتتجانس وتنسجم ما فيه من رؤى متناقضة
وذلك لن يتم الا بصراعات وازمات كثيرة ستنتهي بتكون فكر جديد يفرض نفسه
كواقع حال في المنطقة والعالم
التي
يفرضها واقع الحال الاقليمي والعالمي. فماذا حققت حكومة ايران الاسلامية
منذ سقوط الشاه لشعبها حتى الان؟ هل ستبقى ايران تدعم قوى التحرر العربية؟
هل ايرن العدوة لامريكا حققت شيء من الرفاهية لشعبها خلال العقود الثلاثة
الاخيرة؟! هل ستدعم ايران قوى الديمقراطية العربية ام ان سياستها تخضع
لاستراتجيات تخص الامن القومي الايراني؟!. وهل هناك
استراتيجية نافعة لعداء ايران لامريكا فعلا؟!! لقد ظهرت تيارات باسم
الاصلاح تدفع باتجاه التعصب العرقي والقومي في ايران تسعى الى التغيير
السياسي من داخل الهيكلية الدينية للسلطة. كما ان ظهور قوى شبابية متاثرة
بفكر العولمة والنت ومنجرفة باتجاه امريكا بشكل كبير خلال السنوات الاخيرة
بدا يزعزع نظام الحكم الاسلامي في ايران ومن المرجح ان يؤدي ذلك الى انهيار
الهيكلية الاسلامية للسلطة بشكل تدريجي. ان القوى المؤثرة على الساحة
الايرانية اليوم بدات تنجرف باتجاه امريكا بسرعة كبيرة لكن ما خفف من سرعة
ذلك ليس امريكا او النظام الاسلامي في ايران وانما الذي خفف التقارب السريع
هو وجود البقرة الحلوب (دول البترول في الخليج) التي تقدم على طبق من ذهب
كل شيء لامريكا والغرب لتبقى عدوة لايران حيث ان ما جنته امريكا واسرائيل
من مكاسب جراء عدائهما لايران كبير جدا ولا يمكنهما ان يضحيا بهذا المكاسب بدون مقابل.
ان
لعبة السياسة والاقتصاد عالميا المتحكم الرئيسي الوحيد فيها اليوم هو
امريكا ويبدو ان امريكا تعمل على استثمار كبير في الشرق الاوسط لادارة
العالم بكفاءة واستغلال وتحكم اكبر. يبدو ان عصرا جديدا للشرق الاوسط سياتي على يد امريكا التي تتحكم اليوم وتستغل دول البترول الخليجية لفترة
من الزمن الى حين التخلص من الانظمة الدكتاتورية في الدول العربية الاخرى
والتي احيل قادتها على التقاعد الاجباري بتوقيع من البيت الابيض. سقط
النظام التونسي والمصري بانتفاضات شعبية كبيرة تم التخطيط والتحشيد لها في
عالم النت والفيسبوك. ونلاحظ اليوم العديد من الدول العربية
الاخرى تمر بمخاضات عسيرة لاسقاط دكتاتوريتها الدموية. من المتوقع بعد سقوط
هذه الانظمة سيتدخل الفكر التكفيري (المتنمر بدمويته الفكرية والمدعوم
بالقوة الاقتصادية الكبيرة لدول البترول الخليجية) لينشر الفوضى في كل
المنطقة ليمنع اي نمو حقيقي للقوى الوطنية التي ممكن ان تحرر البلد من اي
هيمنة خارجية. ان كل بيادق الشطرنج من قادة وزعماء الدول في المنطقة يعملون
لخدمة مصالحهم وبالحقيقة فانهم يعملون لخدمات مخططات امريكية كبرى من حيث
يعلمون او لا يعلمون. فكل الدول التي اعطت لنفسها حق التدخل في الدول التي
تمر بمرحلة الانتقال الى الديمقراطية الامريكية فانها ستخسر. كما فعلت مصر
عندما استمر نظام مبارك بالتدخل بالشان العراقي للسنوات الثمان الماضية لكن
بالنتيجة خسر نظام مبارك في غفلة من الزمان ولم يجد له من حليف ينصره
والمقاتلون الذين كان يدربهم ويرسلهم للعراق الكثير منهم رجعوا اليوم الى
مصر ليعملوا بها ويؤسسوا لفوضى كبيرة قد تستمر لعقد من الزمان. امريكا لا
تقول ماذا تريد من جموع السائرين في ركابها وانما تجعلهم يتخذون القرار
الاغبى دائما. ان امريكا اليوم تجاوزت نظرية المؤامرة الى
حتمية القدر. انها تعمل لخلق رؤية شرق اوسطية جديدة وستعمل على تغيير الفكر
والرؤية العالمية للمفاهيم التي كانت سائدة منذ نهايات الحرب العالمية
الاولى. ستعمل على تغيير مفاهيم الامة والوطن ولربما ستغير معنى قدسية
الوطن والحدود وتمهد لعالم جديد تحكمه الشركات متعدد الجنسيات الكبرى. ان
من يملك اقوى اعلام بالعالم قادر على نشر افكار جديدة ولن يتم ذلك بمحاضرة
او كتاب او مقالة وانما بالتاسيس لذلك خلال عقد او اكثر من الزمن بترويج
اعلامي وفوضى وعتمة فكرية متواصلة في كل بلدان الشرق الاوسط. اضافة الى
احتفاظ امريكا وحدها بخيوط تحريك الدمى القديمة والجديدة وهي التي تعرف كيف
تدير اللعبة. لقد توجهت الاجهزة المخابراتية العربية والاقيلمية للتدخل في
كبح اي تحول ديمقراطي في بلدان المنطقة لمنع قيام ديمقراطية حقيقة تخدم
شعوب المنطقة وبذلك سهلت وستسهل عملية قيام ديمقراطية عرجاء تحت المظلة
الامريكية وسيتولد من جراء ذلك انظمة ديمقراطية هشة وضعيفة ستبقى خاضعة
وذليلة للهيمنة الامريكية.
ان التدخلات
العربية خصوص للدول النفطية سيعود بالضرر الكبير على تلك الدول من غير ان
تشعر فانها ستتورط اكثر واكثر في مستنقع ديمقراطية الفوضى التي خططت لها
امريكا في الشرق الاوسط. فليس من السهولة السيطرة على كل بلدان المنطقة
باستخدام النفوذ الاقتصادي فقط خصوصا لو سحبت امريكا يدها من دعم القوى
البترولية عسكريا لا بل ان انسحاب امريكا من الخليج سيمهد لريح تغيير جارفة
ستزيل كل العروش القائمة اليوم. ان امريكا تتخلى بكل سهولة عن عملاؤها
المتقاعدون مثلما فعلت بصدام وحسني مبارك. لذا فان امريكا في اخر المطاف
ستوقع اوراق تقاعد حكام الخليج وستوجه ضربة اقتصادية كبيرة لدول البترول
الخليجية لافلاس هذه الدول وجعلها مديونة لامريكا مما سيمهد لانهيار هذه
الدول التي لا تستطيع ان تنتج خبز شعبها وليس لديها خبرات محلية في الادارة
الالكترونية الحديثة لتحمي مؤسساتها من اي اختراق خارجي. ان العداء الشديد
الذي انتهجته الانظمة العربية الدكتاتورية خصوصا في الخليج ضد ايران سيؤدي
الى كوارث مستقبلية كبيرة خصوصا حينما تتغير السياسة الامريكية لتسمحت
بتقارب حقيقي بينها وبين ايران وتسمحت لايران بان تعود وتصبح شرطي الخليج
مرة ثانية في الشرق الاوسط الجديد.
ان
الشرق الاوسط الامريكي الجديد ستكون فيه 4 قوى رئيسية متحكمة وهي؛ قوة
التطرف (السعودية ومشروعها الوهابي) وقوة الترك (الدولة العثمانية الجديدة
والتي قد تستخدم ارث الخلافة العثماني وتستخدم المياه في فرض سيطرتها
وتدخلاتها في المنطقة وتعتمد الفكر الاسلامي التركي المعتدل للحصول على
التاييد العالمي) وايران التي تعتبر مركز الثقل الاساسي لتوازن القوى
الاقليمية (الاسلام اليساري) واسرئيل الطامحة الى دور اكبر في قيادة الشرق
الاوسط في قرنه الحالي اما العراق فانه سيكون مركز الصراع بين هذه القوى
وتوجهاتها وتناقضاتها. ان رجوع العلاقات بين امريكا وايران سيكون ضربة
قاسية لكل الخليج لان ذلك سيعيد للاذهان ذكريات ايام الشاه الذي كان يعتبر
الحاكم الامريكي الاول في الخليج بلا منازع. ان ايران الصديقة لامريكا
ستكون علمانية حتما وسيكون من الصعب التعامل معها خصوصا وفق ضوء المصالح
والمؤامرات العالمية الجديدة التي ستحكم الوضع. كيف ستوفق امريكا بين هذه القوى الاربعة وستجعلها تتحرك وفق الهوى الامريكي؟!.
يبدو
ان معالم العالم الجديد بعد انهيار الكتلة الشرقية اظهرت ضرورة حصول
تغييرات في البنى الراسمالية بخلق عدو جديد للغرب وهو التطرف والارهاب
لفترة من الزمن. ليكون سلاحا فعالا بيد امريكا تستغله في كثير من احيان
لتتخلص من اعدائها بسهولة وتنفذ من خلال فوضوية هذا العدو المصطنع ماربها
وبذلك تمهد لعصر جديد هو عصر الامركة (العولمة) وظهور نماذج جديدة
للراسمالية فيما بعد فوضى الشرق الاوسط. فهل ان ظهور الولايات المتحدة
الشرق اوسطية هو نهاية امريكا؟ ام انه سيكون بداية جديدة لانهاء مرحلة
الصراع العالمي والغاء كلمة مفردة نصر واستبدالها بنجاح ؟!!. الامركة لن
تتم الا وفق اخلاق اجتماعية جديدة وهذه الاخلاق تعمل امريكا على الترويج
لها بشكل ماكر عبر وسائلها الاعلامية المختلفة وعبر تكنلوجيا المعلومات
وعالم النت. نحن نتقدم نحو المجهول ولا نعرف ماذا ينتظرنا.
نحن كمن يلعب الشطرنج مع لاعب محترف فكلما ظننا باننا نتقدم في الطريق
الصحيح للفوز في اللعبة كلما كنا في الطريق الخطا وكنا ننفذ ما يخطط له عقل
من نلعب معه ، فهل ايقاف اللعبة امرا ممكن ام لا؟ ام لهفة الشوق للنصر
تدفعنا للخسارة اكثر واكثر ام ان اللعبة مفروضة لا يمكن ايقافها وكانها قدر
محتوم. لا يمكن التكهن بايجابية او سلبية العصر الجديد الان ، لان العصر
الجديد سيحتاج فترة طويل من الزمن لتتجانس وتنسجم ما فيه من رؤى متناقضة
وذلك لن يتم الا بصراعات وازمات كثيرة ستنتهي بتكون فكر جديد يفرض نفسه
كواقع حال في المنطقة والعالم