نقول للنظام: تهانينا، لقد نجحت!
قبل أسبوع أتمَّت الثورة السورية شهرَها الرابع، من يوم انفجارها الميمون في الخامس عشر من آذار في قلب دمشق. منذ اليوم الأول وخلال الشهور الأربعة جميعاً كان الهمّ الأكبر للنظام الأسدي وآلته القمعية هو وقف المظاهرات ومنع الناس من التظاهر، ولم يدّخر في سبيل الوصول إلى هذا الهدف جهداً ولا تردد في اتّباع أي أسلوب من أساليب القمع والإجرام، أو المناورة والخداع.
أربعة أشهر وهو يبذل لتحقيق هذا الهدف جهدَ المستميت، حتى كان يوم أمس، جمعة "صمتكم يقتلنا"، فنجح في تحقيق الهدف، فوجب عليّ أن أتقدم له بالتهنئة فأقول: مبروك، تهانينا يا أيها النظام؛ لقد نجحت أخيراً في منع الناس من التظاهر. إننا نقرّ ونعترف:
(1) لم يتظاهر يومَ الجمعة ألفا شهيد؛ لقد قتلتَهم من قبلُ غيلةً وغدراً، والموتى لا يتظاهرون.
(2) لم يتظاهر يومَ الجمعة عشرون ألف معتقَل؛ لقد أسرتَهم من قبلُ ظلماً وعدواناً، والأسرى لا يتظاهرون.
(3) لم يتظاهر يومَ الجمعة نصف مليون مهجَّر قسري؛ لقد نفيتَهم من بلادهم عبر السنين وأغلقت عليهم طريق العودة فصاروا شتاتاً في أرجاء الأرض، والمنفيّون لا يتظاهرون.
(4) لم يتظاهر يومَ الجمعة مليون محاصَر؛ لقد حاصرتَهم في مدنهم وأحيائهم ومنعتهم من الخروج إلى الشوارع، والمحاصَرون لا يتظاهرون.
(5) لم يتظاهر يوم الجمعة مليونا عبد ومجرم من عبيدك ومجرميك؛ لقد اشتريت ضمائرهم وأرواحهم، والمجرمون والعبيد لا يتظاهرون، والذين فقدوا الضمائر والأرواح لا يتظاهرون.
(6) لم يتظاهر يومَ الجمعة بضعة ملايين من ضعاف القلوب؛ لقد أرعبتَهم بآلة إجرامك أو خدعتهم بآلة إعلامك فجرّدتهم من الرجولة والنخوة والمروءة، والذين باتوا بلا مروءة ولا نخوة ولا رجولة لا يتظاهرون.
ولكن مهلاً، لا تستعجل بالفرحة يا أيها النظام. نعم، لم يشارك أولئك في المظاهرات يوم الجمعة، ولكن أما علمت؟ الباقون من أهل سوريا خرجوا كلهم إلى الشوارع يهتفون بسقوط النظام!
مجاهد مأمون ديرانية