اعلنت منظمة سواسية السورية لحقوق الانسان أن القوات السورية قتلت بالرصاص 20 مدنيا على الأقل في هجمات على متظاهرين مطالبين بالديمقراطية في شتى انحاء سوريا الجمعة.
وقالت المنظمة المستقلة في بيان أرسل إلى رويترز إن قوات الأمن تواصل القمع العنيف ضد المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية وسقوط النظام وقامت باطلاق الذخيرة الحية على معظم الاحتجاجات في كل انحاء سوريا الجمعة.

واضافت سواسية إن لديها اسماء 20 شخصا قتلوا في مدن اللاذقية وحمص وحماة والكسوة ودير الزور وفي العاصمة دمشق ومناطق واقعة حولها.

وطردت السلطات السورية معظم الصحفيين المستقلين منذ بدء الانتفاضة مما يصعب من التحقق من صحة التقارير عن الاشتباكات ولا تعلق السلطات عادة على عمليات القتل.

وقال نشطون حقوقيون إن الاعتقالات استمرت في شتى انحاء سوريا خلال اليومين الماضيين بما في ذلك مئات الاشخاص في دمشق حيث قالوا ان جنودا من الحرس الجمهوري نشروا بقوة في منطقة الميدان بوسط دمشق امس الجمعة لمنع الاحتجاجات.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء ان أحد افراد قوات حفظ النظام قتل في منطقة البوكمال على الحدود مع العراق وأن مخربين فجروا خطا لتصدير النفط بالقرب من مدينة حمص بوسط البلاد الجمعة. وقالت إن الهجوم تسبب في تسرب النفط من الخط.

ويوجد في حمص واحدة من أكبر مصفتين للنفط في سوريا وشهدت احتجاجات حاشدة تطالب بالإطاحة بالرئيس السوري الذي نشر دبابات في المدينة. وقال خطيب للمصلين في ساحة اورانتيس الرئيسية بمدينة حماة التي شهدت مجزرة ارتكبها الجيش في الثمانينات ان هدفهم الرئيسي هو اسقاط النظام.

وأخذت الاضطرابات الشعبية ضد أربعة عقود من الحكم القمعي لاسرة الأسد والتي دخلت الان شهرها الخامس منعطفا طائفيا وضع الاغلبية السنية في سوريا في مواجهة الاقلية العلوية التي تهيمن على السلطة.

وتقود المخابرات العسكرية المسؤولة عن ولاء الجيش للاسد وغالبيته من السنة حملة قمعية في منطقة القبائل السنية في شرق سوريا وهي منطقة استراتيجية منتجة للنفط بالقرب من حدود العراق.

والكثير من سكان المنطقة لديهم أسلحة لأن الحكومة سلحت في السابق القبائل الشرقية التي لها علاقات وثيقة بالعراق وذلك كثقل مضاد لسكان سوريا من الأكراد والذين يقطن الكثير منهم في مناطق متاخمة لمحافظة دير الزور.

وابلغ سكان بدير الزور تحدثوا لرويترز بالتليفون عن وقوع قتال من الساعات الاولى من صباح الجمعة مع دخول دبابات المدينة خلال الليل.

وقال السكان ان القتال خمد فيما بعد ولكن شوهدت 12 طائرة هليكوبتر على الاقل تنقل جنودا الى مطار عسكري كما وصلت تعزيزات من الدبابات واتخذت مواقع حول المدينة. وحدثت بعض الوقائع الفردية التي استخدم فيها سوريون السلاح خلال الانتفاضة لحماية منازلهم على سبيل المثال خلال هجمات شنتها قوات الامن على مدن مضطربة.

لكن القتال الذي تتحدث عنه التقارير في دير الزور يبدو انه رد فعل مسلح من جانب عدد كبير من الناس على حملة القمع التي ينفذها الاسد بقبضة من حديد ضد الاحتجاجات الشعبية.

وعين الاسد- وهو من الاقلية العلوية في سوريا- يوم الأحد مدير السجن الرئيسي في سوريا محافظا لدير الزور بدلا من المحافظ المدني وذلك بعد يومين من اكبر مظاهرات منادية بالديمقراطية تشهدها المنطقة حتى الان منذ اندلاع الانتفاضة.

وقال سكان إن الجيش السوري حاصر الاسبوع الماضي بلدة البوكمال الواقعة عند اقصى الطرف الشرقي لدير الزور على الحدود مع العراق بعد ان انشق 30 جنديا إثر مقتل اربعة محتجين.

ودير الزور من المناطق الرئيسية لانتاج النفط وتنتج 380 الف برميل يوميا لكنها واحدة من اشد المحافظات السورية فقرا وعددها 13 محافظة والتي تضررت كثيرا من الجفاف وسوء الادارة. وتلقي السلطات السورية باللوم على “جماعات ارهابية تخريبية” في معظم حالات القتل خلال الثورة التي بدأت بمطالب بالتحرر السياسي لكنها تسعى الأن للإطاحة بالأسد الذي تولى السلطة خلفا لوالده الراحل حافظ الأسد عام 2000.

وقالت جماعة افاز العالمية النشطة في تقرير جديد ان قوات الأمن السورية قتلت 1634 شخصا كما اختفى 2918 على الاقل في الحملة التي يشنها الأسد وقالت ان 26 ألفا اعتقلوا من بينهم عدد كبير تعرض للضرب والتعذيب وان 12617 مازالوا في الحجز.

وقالت الحكومة السورية ان اكثر من 500 من قوات الجيش والامن قتلوا. ويقول ناشطون مدافعون عن حقوق الانسان ان الجنود الذين رفضوا فتح النار على المدنيين قتلوا بالرصاص. وأضافوا ان أفرادا من الجيش من المجندين وذوي الرتب الصغيرة ينشقون بأعداد كبيرة.