حاولت ان افهم بصراحة خلال فترة طويلة كيف يفكر ماهر الاسد و طرطوره بشار الاسد حتى يحتوي ( الازمة ) التي بدات منذ ان تحامق عاطف نجيب و اشعل الثورة التي حاول بها ان يذل اهل درعا وشيوخها ,فما كان من اهل درعا الا ان ردو عليه بمقولة (الموت و لا المذلة ) فكان لهم شرف انهم اول من دعس على رأس تمثال المقبور .
كيف لم يفهم ماهر الاسد ان الشعب السوري هو شعب صادق في وعده ,اولم يثبت اهل درعا صدقهم (الموت و لا المذلة ) ؟؟ فابو الاستشهاد على ان يذلو ؟
لنعتبر انه تفاجأ في موقف اهل درعا و لم يتوقعه ,الا ان صدق الشعب السوري الابي لم يقف على هذا الحد فقد تعهدو بمقولتهم (بالروح بالدم نفديكي يا درعا ) حتى لا تتحول الى حماه ثانية ,و طبعا صدق الشعب السوري اجمعه عندما قالوها,الم يقدمو دمائهم و ارواحهم فدائا لدرعا ؟؟
الم يفهم ماهر و طرطوره ان الشعب صادق و لا يكذب,و ان الشعب يتعلم من تجارب الاخرين كتجارب مصر و تونس و ليبيا (بان لا ينجرو باتجاه الحرب الاهلية و التدخل الاجنبي) ,بينما الحكام لا يتعلمون من بعضهم و لا يفقهون .
لقد حاولت ان افهم لماذا ماهر الاسد ما زال يقتل الشعب في الوقت الذي يشعل فيه الثورة بعد كل شهيد يقتل ,فكل شارع يستشهد فيه بطل ,ينتفض الشارع او القرية او المنطقة او المدينة عن بكرة ابيها .
يقولون : من الغباء ان تتبع نفس الاسلوب و الخطوات و تتوقع نتائج مختلفة
اي انه من الغباء ان تحاول ان تفتح الباب بنفس المفتاح الخاطئ ,فالضغط على المفتاح و القسوة عليه سينكسر داخل القفل و يزيد الامور سوئا مما يضطر لخلع الرئيس ,عفوا الباب.
شخصيا اعتقد ان ماهر و طرطوره يرتكزون على بعض او كل الامور التالية كاسلوب تفكير و ادارة لحل الازمة :
1- دعم و وعود ايرانية بالقدرة على قمع المظاهرات بالقوة و خاصة بعد ان نجح احمدي نجاد في ذلك (و لكن طبعا بتوقيت و ظروف مختلفة)
2- التكبر و العنجهية ,خاصة ان مظاهرة عفوية مفاجئة خرجت في الحريقة قبل الثورة ,و لكن تدخل قائد الشرطة و وزير الداخلية (بالحسنى) كان كافي للملمة المشكلة.
3- قد يكون ماهر الاسد يعتقد في نفسه بانه على تحدي جديد يشابه لحد ما تحدي رفعت الاسد عندما انتفض الاخوان (او طليعة منهم بحسب الروايات ) فعليه بشكل متعجرف و واثق الا يقوم باقل مما قام به عمه في الثمانينات عندما سحق الاخوان و (عدة اضعاف اخرين من الابرياء) مما دعى التعامل بنفس العقلية .
الا ان انتفاضة الاخوان في ذلك الوقت لا تشابه الثورة الحالية بعدة امور مما استدعى العصابة الاسدية لتتعامل مع هذه الاختلافات بشكل مسبق على اساس ان اجرائات معينة ستجنبهم صعوبة هذه الاختلافات و منها :
اولا : ان نجاح سحق الاخوان كان سببه الرئيسي التعامل الغاية في الوحشية و لكن بمبررات ان المنتفضون كانو مسلحين ,فما كان من اعلام و ابواق و تصريحات السوريين الا ان حاولو ان يلبسو الثورة بالسلاح باي طريقة كانت من تلفيقات او حتى تهريب اسلحة للثوار او تمريرها باي طريقة .
ثانيا : انتفاضة الاخوان كانت ذات طابع اسلامي و من اسلاميين , مما يعني اي سحق او ظلم ضد هذه المجموعات مبرر دوليا بل و حتى عربيا لان اغلب دول العالم مستعدة لسحق اي نظام اسلامي ممكن وجوده في مكان ما خاصة اذا كانت مسلحة . فلذلك كان واضحا ان تعلن سوريا و بشكل رسمي انها تحت هجمة سلفية ارهابية بعد يوم واحد من تعينن ابراهيم الشعار وزيرا في حكومة (الاصلاح ) ,نفس الشخص المسؤل عن العديد من المجازر السابقة و يتبع نفس اسلوب قمع الثمانينات.
ثالثا : هناك مشكلة الاعلام العربي و العالمي, ففي الوقت الذي لم يعرف العالم بمجزرة حماة الا بعد شهر كامل من وقوعها الا ان اليوم هناك قنوات فضائية سليطة اللسان كالجزيرة و العربية والبي بي سي قادرة على فضح النظام ,مما استدعى بذل كل جهد من قبل العصابة الاسدية لضرب مصداقيتهم وصلت حتى اتهام مدرائهم بالشذوذ الجنسي .
الا انه لعل ما لم يفهمه النظام الان هو ان الفيديوهات التي تصور في الشوارع و تعرض على اليوتيوب و الفيسبوك اصدق عند الاغلبية انباء من القنوات و من السياسيين ,ففي اي مظاهرة من 10 اشخاص او نصف مليون شخص حتما ستجد كاميرات تصور ما يحدث ,ناهيك عن التصوير الذي يحدث من الحياديين في الشارع او من الابنية المطلة .
لقد ذكر القران الكريم كيف سجد السحرة لرب موسى و هارون عندما رأوا بام عينهم معجزات موسى مع ان فرعون هددهم بصلبهم و تقطيع اضلاعهم من خلاف. هؤلاء السحرة الذين كانو يعبدون فرعون على انه الاعلى.
الان لم يبقى بيد العصابة الاسدية الا الورقة الطائفية و الى الآن ايضا اثبت السوريين قدرتهم على ردعها ,اعانهم الله على ذلك .
بالنهاية ,حتى الان لا استطيع ان افهم لماذا يتبع النظام اسلوب اثبت فشله جملة و تفصيلا, بل زاد الطين بلة و لا استطيع الا ان اشكره على غبائه بادارة الثورة العارمة (عفوا الازمة) .