لكيلا تغرق السفينة :
11 / 10 / 2017
بقلم : أبو ياسر
==============
عن النُّعْمَان بْنَ بَشِيرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا.
..
..
فإذا وسد أمر الناس إلى التافه منهم ، وقدم الجاهل فيهم ، وأقصي العالم، وساسهم السفيه، وقادهم الفاسق، ولم يحترم الرجل إلا لغناه ، فسد حالهم ، وأوشك أن تغرق السفينة ..
..
..
وإذا آثر الناس السكوت عن المنكر ، ولم يغضبوا لحرمات الله أن تنتهك ، وتخلوا عن نصرة المظلوم ، وساد بينهم التباغض والتحاسد والتناحر والتهاجر ، وصار الرجل منهم يشمت بمصاب أخيه ، ويخذله وهو في اشد الحاجة لنصرته ، والوقوف إلى جانبه في محنته.. إذا كان هذا حال الناس فسد أمرهم .. وأوشك أن تغرق السفينة .. واستحقوا أن يعمهم الله بعقوبة من عنده تدع الحليم فيهم حيران ، لا يجد منها مخرجا ، ولا يعرف له خلاصا ..
..
..
سماحنا للمقبور حافظ أن يكون رئيساً لنا خلافا للدستور ..
وسماحنا له بملء السجون والمعتقلات بعلمائنا وصالحينا ..
وإطلاق يده في سرقة ثرواتنا من بترول وغاز على مدى 30 سنة ..
والسكوت عن توريث الحكم لولده القاصر من بعده بقوة أجهزة الاستخبارات الطائفية ..
هذه الخطايا الكبرى الأربع ، هي التي أغرقت السفينة .. وصدق فينا قوله تعالى ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون *) ..