القبة الخضراء .. وشرف المكان والزمان
22 / 9 / 2017
بقلم : ابو ياسر السوري
================
هذه القبة الخضراء، تظل أقدس تربة تحت أديم السماء دون استثناء ، يرقد فيها نبي وصديق وشهيد .. محمد رسول الله وخاتم النبيين ، ووزيراه أبو بكر الصديق ، وعمر الفاروق ..
هذه القبة الخضراء، تظل أقدس تربة تحت أديم السماء دون استثناء ، يرقد فيها نبي وصديق وشهيد .. محمد رسول الله وخاتم النبيين ، ووزيراه أبو بكر الصديق ، وعمر الفاروق ..
هذه القبة تُظلُّ الرحمة المهداة للعالمين . وأبا بكر الذي حفظ الله به الدين يوم الردة . وعمر الذي أرسى الله به دعائم العدل حتى كان نبراسه الهادي في العالمين .
فأي حظ لهذه القبة بمن أظلت .!! لقد رُفع بنيانها فوق مكان ؛ لا يُعدل به مكان في العالم ، وقامت أركانها على بقعة حباها الله امتيازا مطلقا على سائر بقاع الأرض ، وما كان ليَشرُفَ هذا المكانُ ، لولا شرفُ السكان .. وليت شعري أي شرف يذكر مع مكانة سيد المرسلين والرحمة المهداة إلى العالمين .؟ وأي فخر يمكن أن يكون له اعتبار ؛ مع مكانة الصديق ثاني اثنين إذ هما في الغار .؟ وأي منزلة يفاخر بها مع منزلة عمر ، قاهر كسرى وقيصر .؟
بل أي حظ لما جاور تلك البقعة المقدسة .؟ التي اختارها الله مهاجرا لخيرة خلقه صلى الله عليه وسلم وأقام عليها دولة الإسلام الأولى ..
على أن ذلك لم يكن ضربة حظ عارض ، وإنما كانت اختيارا بقدر حكيم ، واصطفاء كريم .. ولولا هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لظلت " يثربُ " عنوان الملامة والتثريب ، ولكنها بهجرته صلى الله عليه وسلم إليها ؛ ومقامه فيها ؛ صارت " يثربُ " تدعى طيبة ، وطابة ، والمحبوبة ، والمباركة ، ودار الهجرة ، ومدينة المصطفى ، والمدينة المنورة ، ودار الأبرار والأخيار ، المهاجرين والأنصار ، وسيدة البلدان ، وعاصمة الإسلام ، وقلب الإيمان ، والمحروسة ، والمحفوظة ، والمكينة والمسكينة ، ومهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وإن سألت عن السبب في كثرة أسماء مدينة رسول الله ، فالجواب : إن كثرة الأسماء هنا هي عنوان لشرف المسمى ..
ولا تستغربوا ، فكم من مقاربة رفعت قدرا ، وكم من مجاورة جلبت حظاً سعيداً ..
قال الرشيد للإمام مالك بن أنس يوما : ما منزلة أبى بكر وعمر من النبي صلى الله عليه وسلم في حياته .؟ فأجاب : منزلتهما منه في حياته كمنزلتهما منه بعد مماته .
و" عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: يدفن كل إنسان في التربة التي خلق منها .. وعن ابن سيرين قال لو حلفتُ حلفتُ صادقا بارا غير شاكّ ولا مستثنٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر؛ هم جميعا من طينة واحدة ، لذلك دفنوا معا في تربة واحدة " .
إن أول إنجاز قام به النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة مباشرة ، أن اشترى مربدا " أي بيدرا " كان لغلامين يتيمين ، فبنى عليه مسجده الشريف . ليؤم الناس فيه أثناء الصلاة ، ويبرم فيه عقد المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، ويسير منه الكتائب والسرايا للجهاد في سبيل الله .. ولينطلق نور الهداية الربانية من هذا المكان ؛ إلى أن يعم أرجاء المعمورة بعد حين ..
إن أول إنجاز قام به النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة مباشرة ، أن اشترى مربدا " أي بيدرا " كان لغلامين يتيمين ، فبنى عليه مسجده الشريف . ليؤم الناس فيه أثناء الصلاة ، ويبرم فيه عقد المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، ويسير منه الكتائب والسرايا للجهاد في سبيل الله .. ولينطلق نور الهداية الربانية من هذا المكان ؛ إلى أن يعم أرجاء المعمورة بعد حين ..
إن هجرته صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة كانت حدثا تاريخيا له ما بعده ، ومنعطفا بارزا في حياة المسلمين ومكانتهم بين الأمم ، رفع الله به قوما ووضع آخرين .. وقد عرف الصحابة قدر هذا الحدث العظيم ، فجعلوه مبدأ لتاريخ أمة ولدت فيه ، وقد بشرها الله بكنوز كسرى وقيصر ، وأنهما ستنفقان في سبيل الله .. ولم تلبث تلك البشارة أن تحققت بعد زمن يسير ..
لقد اختيرت الهجرة مبدأ لتاريخ الأمة الإسلامية ، وكان يمكن أن يؤرخ بواحد من أربعة أحداث كبرى ؛ مولده ومبعثه وهجرته ووفاته صلى الله عليه وسلم . فاختيرت الهجرة من بينها لأن يؤرخ بها ، لأنها كانت تمثل مفرق الطريق بين الحق والباطل . وكان بدء التاريخ بها بعد سبع عشرة سنة مضت على هجرته عليه الصلاة والسلام ..
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في السبت سبتمبر 23, 2017 10:32 pm عدل 1 مرات