قلم الرصاص والممحاة - أبو ياسر السوري Do

قلم الرصاص والممحاة

19 / 9 / 2017
بقلم : أبو ياسر السوري
================
كل منا دخل المدرسة الابتدائية في صغره ، واشترى له أبوه أو ولي أمره دفترا وقلم رصاص وممحاة .. لماذا قلم الرصاص وليس الحبر السائل أو الناشف ونستغني به عن الممحاة .؟ 
طبعا كلنا يعرف الإجابة ، ويقول لأن الطالب المبتدئ لا يحسن الكتابة بدون أخطاء ، ولو ألزمناه بغير قلم الرصاص ، لتوالت أخطاؤه وامتنع محوها ، وإذا امتلأت الصفحة بالأخطاء قد نضطر لتمزيقها والانتقال إلى الصفحة التي تليها .. وهكذا .. هكذا .. حتى نمزق الدفتر كله ، ونضطر إلى شراء دفتر جديد .. ولا شك أن في هذا حرجا . ومن هنا كان في اختيار قلم الرصاص والممحاة حكمة في التدبير .
والحقيقة نحن بحاجة إلى قلم الرصاص والممحاة في كل مناحي الحياة ، وإلا وقعنا في الحرج وسوء التدبير .
تصوَّر - يا رعاك الله - كم يخسر الزوج الذي لا يستخدم قلم الرصاص والممحاة ، وكم تخسر الزوجة .. وكم يخسر الجار .. وكم يخسر الصديق .. والقريب .. والتاجر .. ورب العمل .. والعامل . والراعي والرعية .. تصوروا كم يخسرون حين لا يكتبون بقلم الرصاص القابل للمحو بالممحاة .!!
إن ربنا سبحانه حين جعل علينا الكرام الكاتبين ، أعطانا ممحاة نمحو بها خطايانا التي في سجلاتهم وهي الاستغفار . تصوروا لولا هذه الممحاة ماذا كان مصير الناس جميعا ..
ومما لا يخفى عليكم أنه حين تكون الممحاة كلمات تقال ، ونفس تندم وتلوم ، وتنتهي المشكلة ، ويمحى الذنب ، وتعود الصفحة بيضاء نقية .. يكون في هذا فضل إلهي كبير على هذه الأمة التي نحن من أبنائها .؟
كان الرجل من بني إسرائيل في مَن كان قبلنا ، إذا نظر إلى حرام لا يغفر ذنبه حتى يفقأ عينه التي نظرت إلى المحارم .. وإذا سرق قطعت يده التي ارتكبت الخطيئة .. وإذا أحاطت به ذنوبه ، أي كثرت كثرة بالغة ؛ فإنها لا تمحى عنه إلا بأن يقتل نفسه ، " فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم " .. 
لقد كانت الأقلام التي تُكتب بها ذنوبهم غير قابلة للمحو إلا بتمزيق الأوراق .. 
كن سمحا .. واستخدم في حياتك قلم الرصاص والممحاة ..